• ٢٤ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٥ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

زوجي العزيز: إفعل أي شيء إلا الخيانة

زوجي العزيز: إفعل أي شيء إلا الخيانة

إعترافات الأزواج بأخطائهم قنابل موقوتة

يعتبرها الأزواج كابوساً مخيفاً، وبداية لإعلان الحرب، وقد يصفونها بالمغامرة الجريئة التي لا تبشر بالخير، إنّها قضية بوح الزوج بأخطائه لزوجته، هل هي إشارة تنذر بقدوم المشكلات؟ أمّا محاولة بريئة للتحلي بالصراحة والوضوح، أزواج يبوحون بأخطائهم لزوجاتهم وآخرون يتهربون من المواجهة، تتعدد أسبابهم وتجاربهم، فكيف تبدو الصورة؟ وماذا تقول الزوجات؟ وهل العفو محتمل أم أنّ العتاب قد يصل إلى حدود إنهيار الحياة بين الطرفين؟ وما هو الخطأ الذي لا تغفره المرأة؟
بداية تقول نهلة محمد البدري: نعم أغفر لزوجي إذا جاء بإرادته وأخبرني عن هذه الأخطاء، لكني حتى أكون صريحة فإنّ الخيانة هي الخطأ الذي لا أستطيع أن أتجاوزه لسبب هو أنّ الخيانة تعد دليلاً على أنّه اختار امرأة أخرى، وأنني لم أعد المرأة التي يحبها، فكيف أغفر له ذنباً وخطأ مثل هذا؟
أمّا ياسر عوض فيؤكد: على الزوج أن يبوح بأخطائه لزوجته، وعن المشكلات التي يمر بها سواء كانت في مجال العمل أو غيرها، وهناك بعض الأخطاء التي من الضروري أن تعرف عنها الزوجة، خاصة التي ترتبط بالأسرة والأولاد والعمل والأصدقاء وغيرها، وفي بعض الأحيان هناك أخطاء تحتم على الزوج إخفاءها وعدم البوح بها لزوجته، حفاظاً على مشاعرها وحياتهما معاً، هي تلك التي لها علاقة بالتعامل مع النساء سواء كان في إطار العمل أو خارجه، حيث تؤدي مثل هذه الأمور إلى إغضابها أو حدوث مشكلات بينهما، وطبيعة المرأة لا تستوعب أنّ الزوج يريد مصارحتها في كل الأمور التي تحدث معه، بل تجدها سبباً لإفتعال المشكلات.
ويضيف ياسر: علاقتي بزوجتي تتصف بالصراحة والوضوح، وأحرص أن أعلمها بكل ما يحدث معي، ولكن أبتعد عن الموضوعات التي تتعلق بالنساء، فلا أخبرها عما يحدث لي معهنّ، وذلك بغرض ألا أجرح مشاعرها، وألا أترك مجالاً لهذه الصغائر أن تؤثر في علاقتنا، وإن حدث أن أخبرتها، فقد تغضب ليوم أو ليومين، ولكن في النهاية مع الكلمة الطيبة، تعود الأمور إلى طبيعتها.
- عدم المصارحة "راحة بال":
يقول أحمد ساعد: لا أبوح لزوجتي بأخطائي وخاصة التي تتعلق بأموري الخاصة، أو رغبتي في الزواج مرّة ثانية، لأنّها ستتسبب لي في الكثير من المشكلات اليومية التي لا حل لها، وحتى لا أتورط في شجارات يومية معها ونقاش غير مجد، أفضل أن أسلك هذا الطريق الذي يؤمن لي راحة البال وإن كانت مؤقتة حتى إن كنت لا أرى في ذلك أي خطأ، ولكن في نظرها هي يعتبر ذلك خطأ كبيراً وغير قابل للنقاش.
ويضيف: غالباً ما تقابل زوجتي إعترافي بأخطائي باللوم الشديد على ما قمت به، والأسئلة الكثيرة حول الموضوع، ولكن في النهاية تتجاوز عن ذلك وتسامحني، وهذا يحدث فقط عند مصارحتها بالأخطاء البسيطة والعادية.
أمّا سعيد سعيدان فيرى أن كل ما يضر الحياة الزوجية يجب أن يتغاضى عنه الزوج، مهما كان، ويقول: أكثر ما يقلق النساء ويزعجهنّ هو الموضوعات التي تتعلق بعلاقات الزوج مع النساء، والمغامرات العاطفية التي كانت في حياته قبل أن يتزوجها، ولذلك يتجنب الزوج البوح بمثل هذه الأخطاء لأنّه يعتقد أنّها لن تنتهي معه بالسلام، بل إنّها ستكون بداية إعلان عن حرب غير مضمونة النتائج.
ويضيف: إن كان لي أخطاء فطبيعة الخطأ الذي قمت به تحدد لي إذا كنت أستطيع البوح به أم لا، مع التركيز على إختيار الوقت والظرف المناسبين للتكلّم عنه، إضافة إلى شعوري بالندم على ما فعلت، وتعهدي بعدم تكراره، ما يجعلها تسامحني وتنسى ما فعلت، ونصيحتي للأزواج أن يتمتعوا بالأسلوب الجيِّد والذكي للتعامل مع زوجاتهم في هذا الموضوع.
- فائدة للزوج:
يرى سامر الحمراوي أنّ البوح بالأخطاء للزوجة يعود بالفائدة على الزوج، ويقول: يستطيع الزوج أن يأخذ رأي زوجته في ما فعله، فقد تكون على إلمام بالموضوع وتساعده ببعض النصائح التي تجعله يتفادى الوقوع فيه مرّة أخرى، وقد تتفهم سبب وقوعه في الخطأ إن كان عن غير قصد، ما يجعلها تهب لمساندته والتخفيف عنه، فيجب عدم تكوين فكرة مسبقة بأنّ الزوجة لن تتفهم ولن تسامح زوجها على أخطائه.
ويضيف: أنا أبوح لزوجتي بأخطائي حتى لو كانت تغضبها، فقد تغضب يوماً أو يومين، ولكن حين أخفي عنها شيئاً لا أشعر بالراحة مطلقاً، فالحياة الزوجية تقوم على الثقة والصدق، وإن بدأت بإخفاء ما يحدث مع الزوجين فإنّها ستنهار.
- أخطاء قابلة للنسيان:
عن الأخطاء التي لا تتجاوز عنها النساء تقول نادية حموش: مهما كان الخطأ الذي فعله زوجي فإنني أتجاوز عنه بمجرد بوحه لي، وإحساسي بأنّه ندم عليه، ولكن يبقى هناك خطأ يستحيل المسامحة فيه، وهو الخيانة والتي لا أقبلها مهما كانت أعذاره ومحاولاته لطلب المسامحة.
وتضيف: على الزوج أن يتغاضى عن بعض الأخطاء، ولا يبوح بها لزوجته لأنّها سوف تجعله صغير الشأن أمامها، فبعض الزوجات قد تجد هناك أخطاء يجب على الزوج عدم الوقوع فيها، حيث تقلل من مكانته كرجل في نظرها، كالتصرف بغير حكمة وعقلانية مع أصغر الأمور التي تواجهه، أمّا الأخطاء الأخرى العامة فلا بأس في البوح بها، لأنّها تشعر المرأة بأهميتها في حياته.
- الإنفصال كان نهايتي:
قد تؤدي أحياناً المصارحة بين الزوجين إلى مشكلة كبيرة كالإنفصال، يقول حيدر أحمد: تجربتي في هذا الموضوع كانت بالنسبة إليَّ معاناة كبيرة، انتهت بالإنفصال عن زوجتي، وذلك عندما كنت أبوح لها بأخطائي وما يحدث معي، وكان يعود عليَّ ذلك بالمشكلات، وبعد مرور فترة طويلة تتذكرها وتستغلها ضدي، وهذا ما كان ينغص علينا حياتنا، ويزيد من مشكلاتنا الزوجية.
ويؤكد حيدر: بوح الزوج بأخطائه لزوجته يعتمد على شخصية الزوجة ومدى تقبلها للمصارحة مهما كانت صعوبتها، فهناك زوجات ينتقدن الأزواج ويفتعلن الشجار معهم بمجرد بوحهم بأخطائهم لهنّ، وهناك زوجات يساندن أزواجهنّ و يتفهمن أخطاءهم.
أمّا نادية سالم فتقول: من الصعب أن يعترف الشخص بأخطائه، فالإنسان يكون صريحاً وواضحاً في كل شيء إلا في الإعتراف بأخطائه، ولهذا فعلى المرأة أن تكتشف هذه الأخطاء بنفسها، وأن تتمتع بقدر كافٍ من الذكاء والأسلوب الجيِّد، الذي يمكنها من معرفة أخطاء زوجها، وأعتبر هذه المسألة مهمة الزوجة، حيث من النادر جدّاً أن يقوم الزوج بالبوح بأخطائه لزوجته، وإن فعل فإنّه يخفي الأخطاء التي تتعلق بعلاقاته الخاصة.
وتشير نادية إلى ضرورة مسامحة الزوجات للأزواج، حيث إن إعتراف الزوج دليل على ندمه والتعهد بعدم تكراره.
ويقول خليفة المحرزي مستشار العلاقات الأسرية: يعد موضوع البوح بأخطاء الماضي أحد أكبر السلوكيات المدمرة للعلاقة الزوجية لماله من حساسية تمثلها هذه المواقف التي تتم عادة في الخفاء، والتي لا يحب كلا الزوجين إطلاع الآخرين عليها، حتى لو كانوا من المقربين إليهما كالأهل والأصحاب، فكل إنسان في الحياة لديه سر أو خطأ من الماضي لا يحب أن يطلع عليه أحد حتى شريكته، خاصة أن أغلب الأخطاء تكون في الجانب الجنسي والعاطفي مع طرف آخر.
ويضيف: من خلال متابعتنا للعديد من الحالات، نجد أن أغلب الأخطاء التي يقوم بها الأزواج في حق زوجاتهم، تتركز في الخيانة الزوجية التي يتجنب الزوج البوح عنها، وذلك حفاظاً على بيته من الإنهيار، وفي حال إكتشاف الزوجة أمر الخيانة تراه يلجأ إلى الإعتراف بما وقع منه، لعل وعسى أن يشفع له هذا الأمر، وتكون هي البداية في تعديل العلاقة الزوجية.
- أخطاء من الماضي:
تقول رندة خالد: إعتراف الزوج لزوجته من الأشياء الجميلة التي تقوم عليها العلاقة الزوجية، وضرورة لنجاحها، والإعتراف بالخطأ بشكل عام صفة تنم عن الإحترام للطرف الآخر والصراحة والثقة المتبادلة، ومن جهتي أفضل أن يعترف لي زوجي بكل ما يقوم به من أخطاء مهما كان حجمها، حتى لو كانت معرفتها تسبب لي الألم أو الغضب، وعلى الزوجة أن تتحمل وتتحكم في ردود أفعالها خلال معرفتها لأخطاء زوجها، وألا تتصرف تصرفاً يبعده عنها، ولتكن الوعاء الذي يستوعبه حتى بأخطائه.
وعما إذا ما كانت الزوجة ستسامح زوجها أم لا، تضيف رندة: مهما كانت الزوجة غاضبة من زوجها، ففي النهاية تلجأ للمسامحة والتجاوز عن الأمر، وذلك حفاظاً منها على العلاقة الزوجية والأسرة، فالزوجة تقدس الأسرة وتسعى دائماً لحمايتها من الإنهيار حتى لو كان ذلك على حساب سعادتها.
تخالفها الرأي وسام حمد وتقول: أفضل ألا أعرف الأخطاء التي ارتكبها زوجي، حيث أجدها أخطاء حدثت في الماضي وانتهت وليس من الضروري معرفتها، لأن معرفة البعض منها قد يؤدي لحدوث مشكلات، إذاً فالجهل بها يجنبني الوقوع في دوامة قد لا تنتهي، وإن جاء وحدثني عنها فقد أسامحه مبدئياً وأتغاضى عنها، ولكن إن كررها مرّة أخرى أحاسبه عليها ولا أغفر له بسهولة.
وتضيف: الزوجة لا تنسى ولا تغفر، ونادراً ما تكون هناك زوجة متفهمة ومقدرة لأخطاء زوجها، فالمرأة قليلة الحكمة في الأمور التي تتعلق بعلاقتها مع زوجها، فمشاعرها للإندفاع والإنفعال هي ما يتحكم بها، وليس عقلها.
- للزوجة أخطاء:
أمّا نفيسة عبدالله فترى الإعتراف خير وسيلة، تقول: أفضل أن يكون الطرف الثاني مرآة واضحة أمامي، وألا يخفي عني شيئاً، حيث يجب أن يكون ملف الحياة الزوجية خالياً من أي غموض قد يضلل الطرفين ويؤدي بهما إلى التصادم والمشكلات.
وتضيف: أسامح زوجي على أخطائه إذا اعترف لي بها، فمن منا لم يرتكب أخطاء؟ ومثلما يخطئ الزوج قد تخطئ الزوجة أيضاً، فالإنسان ليس معصوماً من الخطأ، ولكن العبرة في الإعتراف بهذا الخطأ والندم عليه والتعهد بعدم تكراره، والمرأة بطبعها لا تنسى زلات زوجها، وترجع دائماً لنقطة البداية، فالمشكلة لا تقع على الزوج فقط، وإنّما على الزوجة في مدى تفهمها وتقبلها لأخطاء زوجها.

ارسال التعليق

Top