• ٢٩ آذار/مارس ٢٠٢٤ | ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ
البلاغ

أيهما تفضلين.. زوجا يحبك أم تحبينه؟

أيهما تفضلين.. زوجا يحبك أم تحبينه؟

 

أيّهما تفضلين للزواج: الشخص الذي يحبك ولا تبادلينه الحب، أم آخر تحبينه وتفضلين أن تعيشي بقربه؟ معادلة صعبة عندما يصبح الإنسان بين نيران القلب وحكمة العقل، أليس كذلك؟ يقول أحد العلماء الأميركيين، إنه "حينما يكون الإنسان في حالة حب، فإنّ العالم كله يدور حول مَن يحب، ثمّ يأتي الزواج، ويهدم جميع أحلامه. ويكشف أن هناك عوالم أخرى كانت موجودة، والمفروض أن ينتبه إليها ولا يغفلها. إنّها عالم المفاهيم والقيم والعادات. أمّا المثل الشعبي العربي، فحسب الأمر بطريقة مختلفة عندما قال: "خليك مع اللي قلبه يحبك ويسعدك، ولا تروح مع اللي قلبك يحبه ويبكيك". ماذا يقول البعض حول هذه القضية؟   - فشل الحب: تقول مينا الدليمي (طالبة طب) التي تعرفت إلى زوجها السعودي بشكل تقليدي، إنها سعيدة في حياتها الزوجية، خاصة بعد أن أنجبت طفلتها الأولى. تؤكد مينا، ذات العشرين ربيعاً، أنها تفضّل أن تتزوج الفتاة بمن يحبها "حتى تضمن أن حياتها تستمر وتستقر، وأن مَن تزوجتبه سيحافظ عليها، ويحترمها، ويقدرها". تقول: "رأيت تجارب أزواج وزوجات الأقارب الذين تزوجوا عن حب وفشلت حياتهم". تضيف: "لقد عاش أخي قصة حب جميلة مع خطيبته استمرت ثلاث سنوات ثمّ انفصلا، حيث كان يعتقد أنه سيصبح أسعد إنسان في الكون، فقد أعجبه مظهرها العام وجمالها وأناقتها، من دون أن ينظر إلى جوهرها. ولم يتوقع أنها ستتنازل عن حبه لها لأتفه الأسباب". أما عائشة غانم (ربة بيت إماراتية) فتفضل أن يكون مهر ابنتها "قلب مَن يريد الزواج بها" كما تقول، لافتة إلى أن "من المستحسن ألا تحب ابنتي مَن تتزوجه، حتى لا تعاني بعد الزواج وينكسر قلبها إذا اكتشف عيوبه". تتابع: "إذا أحب الرجل المرأة بصدق، فإنّها تضمن استمرار الحياة معه". وإذ تشير إلى أن "نسبة الطلاق كبيرة في الإمارات، بسبب القرارات السريعة للشباب، وعدم تأكد كلا الطرفين من مشاعرهما". إلا أنها ترفض في المقابل "أن يكون الحب من طرف واحد". تضيف: "لابدّ أن يضحي هذا الجيل، وألا يعتمد على الخيال والرومانسية في علاقاته الزوجية، وألا يتسرع في اتخاذ القرارات المصيرية". تؤكد عائشة أنّ "الكثيرات من الفتيات طُلقن بسبب فشلهنّ في الزواج عن حب، حيث اكتشفت الزوجة عيوباً لم تكن تراها من قبل". تقول: "إن زماننا غير زمانهم، لكن نصيحة الأهل مهمة يجب ألا يغفلها الشباب".   - الحب بعد الزواج: من جهته، يكشف رامي الجمل، أنه اعتمد في الزواج على اختيار والدته، يقول: "لم يكن بيني وبين زوجتي أيب مشاعر عاطفية قبل الزواج، وكنت أفضل دائماً أن أتزوج بمن تحبني وترعاني وتهتم بشؤوني". أما زوجته تالا أبو دولة، فتؤكد بدورها أن "لابدّ للمرأة أن ترتبط بمن يحبها أكثر حتى يصبر ويحافظ عليها ويظل معطاء دائماً". تقول: "بعد الزواج، يكتشف كل طرف حقيقة الآخر، وتسقط كل الأقنعة، ويصبح السلوك والأخلاق وحُسن التعامل، الحد الفاصل الذي يضبط إطار العلاقة ويولّد الحب الحقيقي". تضيف: "بعد التجربة. إما أن تزداد عاطفة الحب بعد الزواج، وإما أن تتحول إلى كره". وفي هذا السياق، يعود رامي ليؤكد أنّ "التعامل الطيب جعلني أحب زوجتي، وأتمسك بها بعد الزواج، لأني عرفتها على حقيقتها، واكتشفت أنها اجتماعية ومُحبَّة لأقاربي وأصدقائي، ومُسالِمَة لا تخلق المشكلات". يضيف: "أن أتمسكَ بقلب يحبني، خير من أن أتمسك بقلب غامض أحبه". يتابع: "فضّلت أن أكون على طبيعتي قبل الزواج، حتى تراني على حقيقتي". يقول: "المرأة تحب الرجل الحنون العطوف حتى تبادله المشاعر، ومع الأيام وطول العشرة تتولد المحبَّ". يضيف: "عاش أخي قصة حب مع زوجته استمرت 6 سنوات، وعند أوّل مشكلة تعرضت لها الأسرة، لم تصبر الزوجة وخلقت المشكلات وفضلت الانفصال. وهذا ما يؤكد أنّ الحب ليس كلمات، لكنه مشاعر يظهر فيها صدق النية".   - الحب يأتي لاحقاً: من ناحيتها، تعتبر نرجس بن عبدالله (تونسية) أنّ التوافق "لا يأتي إلا من خلال الانسجام في التفكير والانفتاح والتعامل الطيب والتقدير". تقول: قبل الزواج، لابدّ من أن يتعرف الطرفان إلى بعضهما بعضاً بشكل جيِّد، ليكتشفا جوانب التوافق والاختلاف بشكل واضح". تقول إنها تزوجت عن حب واقتناع، لافتة إلى أنها تعرفت إلى زوجها عن طريق الأصدقاء، وتأكدت من أنه الاختيار المناسبة وفي أقل من سنة تم الزفاف. أما نور عطية، فتقول: "أتزوج مَن يختاره قلبي حتى أكون سعيدة معه، ومهما تكن النتيجة، فالحب يصنع المعجزات، وسوف أجعله يحبني، فالرجل طفل كبير يحتاج إلى الحب والحنان، وتعاملي معه سوف يجعله يرتبط بي أكثر ولا يستطيع فراقي". بينما تلفت صديقتها زينة عبدالرحيم، التي يبدو على وجهها الجميل شيء من الثقة، إلى أن "تجربة صديقتي في الزواج بن تحب، جعلتني أغير رأيي، فقد تزوجت عن حب، لكنه لم يبادلها المشاعر والأحاسيس نفسها، ثمّ اكتشفت أنه غير حنون". تضيف: "كان يتعمَّد إهانتها أمام أصدقائهما ويضربها، وكانت تصبر لأنها تحبه. وللأسف لم يستمر زواجهما أكثر من عام ثمّ انفصلا". تتابع: "كان أهلها ينصحونها بعدم الزواج به، لأن خبرتهم في الحياة جعلتهم يتوقعون أن تكون طبيعته هكذا، إلا أنها أصرت لأنها كانت تتوقع أن تعيش معه حياة جميلة، لكنها ندمت للأسف". تقول زينة: "أفضّل أن أتزوج بمن يحبني حتى أظل معززة مكرّمة في عينيه، ومع الأيام سيولد الحب في قلبي من خلال معاملته وأسلوبه". تشير إلى أنّ "الإنسان الذي يحب، يصبح بين نارين، هل يختار مَن يريده قلبه أم الذي يريده عقله؟".   - تضحية: بدورها، تعتبر لورا أحمد أنّ "الحب من طرف واحد لا يدوم حتى لو حدث الزواج"، لافتة إلى أنّ الحب "يجب أن يكون من الطرفين". تضيف: "المرأة بطبيعتها عاطفية، فهي الأكثر حباً، شرط أن يبادلها الرجل الاحترام". تقول: "لقد أجبر أخي على زواج "البدل" من أجل أختي، وكان لا يحب زوجته في حين أنها كانت تتمنى رضاه. والآن، بعد مرور ثلاث سنوات على زواجهما، وضعها على رأسه وأحبها، فقد أجبرته على حبها واحترامها بطريقة تعاملها وذكائها". تضيف: "الحب يأتي بعد الزواج إذا كانت هناك معاملة طيبة، وهو يحتاج إلى صراحة وتضحية من قِبَل الزوجة".   - عادات وتقاليد: على الرغم من أنها لم تر ود زوجها إلا يوم عرسها، إلا أن رتنا أنظار (من أفغانستان) تؤكد أنها سعيدة في زواجها. وإذ تشير إلى أنّ العادات والتقاليد الصارمة في مجتمعها "تمنع الفتاة بشكل قاطع من التعرف إلى شريك حياتها، وترغمها على الزوج بمن يختاره أبوها". تقول: "أفضل ألا تتزوج ابنتي بهذه الطريقة، بل تتزوج بمن يختاره قلبها".   - الفشل العاطفي: يقول الاستشاري الأسري في محكمة دبي، خليفة المحرزي، إن "زواج الحب يقوم غالباً على عواطف ملتهبة، لا تكفي وحدها لإقامة علاقة زوجية ناجحة ومنزل مستقر، لأن هناك عوامل أخرى للنجاح". ويلفت إلى أن "زواج الحب ينقصه التعقّل والتريّث والاتزان، ويغلّفه الاندفاع واللهفة والكذب والانجذاب إلى المظهر دون الجوهر. إضافة إلى المبالغة في تقييم كل طرف الآخر ورؤيته في صورة مثالية، فالعاشقون يحلقون في الفضاء ويبنون قصوراً في الهواء". يضيف: "يعتقد البعض أنّ المشاعر كفيلة بنجاح العلاقة الزوجية. ثمّ يأتي الزواج بمسؤولياته وهمومه وأعبائه ومشكلاته اليومية، ومع أوّل عقبة يواجهها الزوجان، مثل اختلافهما على نوعية الطعام الذي يفضله كل منهما، أو تحمل أعباء تربية الأبناء، يشعر كلاهما بحجم الخطأ، وبأن خُدع في عواطفه وأحاسيسه، وقد تصل الأمور بينهما إلى قطيعة، وتتحول الصورة المثالية التي رسمها كل طرف للآخر إلى صورة أخرى باهتة لا لون لها ولا رائحة، ويتحول الحبيب من إنسان ترغب في رؤيته كل يوم إلى شخص لا تودُّ النظر إليه ولو لثوانٍ معدودات". يقول: "إذا ظل الحُب مجرد كلام وعواطف ملتهبة في الصدور، فإنّ الزواج سوف يفشل. لذلك يجب أن يضع الزوجان صورة متوازنة لعلاقة تجمع بين الرومانسية والمسؤولية"، لافتاً أن "88% من الزيجات التي نشأت نتيجة العلاقات العابرة والميل العاطفي انتهت بالطلاق". من جهته، يقول الطبيب النفسي على الحرجان، إن "مشاعر الحب تشكل محوراً أساسياً في حياة الإنسان وعلاقته بالآخرين، وتنعكس إيجاباً على الذات وتنشأ مع الطفولة، ويكتسبها الطفل من والديه"، لافتاً إلى أنّ "الإنسان الذي يمتلك مشاعر الحب والمودة تجاه نفسه والآخرين، وتجاه الطبيعة ومكوناتها، نجده ناجحاً في حياته العملية والاجتماعية والصحية". يضيف: "الحب بين الزوجين يتكون إذا كان هناك تفاهم وانسجام في الأفكار والمبادئ، والأ÷داف المستقبلية والطموحات والمفاهيم والثقافة والتناسب في الحالة العمرية، وهذا ما يولد رابطة متأصلة وعاطفة قوية، لأنّها عوامل تخلق مشاعر حب عميقة". يؤكد الدكتور الحرجان أن "كل إنسان يحمل صورة للطرف الآخر قبل الزواج، فالمرأة ترسم صورة ذات معالم محددة عن الزوج من خصائص وسلوكيات، فإن وجدتها شعرت تجاهه بارتياح واندفاع عاطفي، وإن لم تجدها شعرت بالنفور والرفض". يقول: "في مجتمعاتنا العربية، لا يكشف طرفَا المعادلة قبل الزواج عن المشاعر الحقيقية والأفكار، والطموحات والإمكانات المادية بشكل واضح وصريح. ويركز كل جانب على النواحي العاطفية. وبعد الزواج يدخل الزوجان معترك الحياة، فيظهر التناقض والتنافُر والصفات المختلفة، ما يؤدي إلى البرود الجنسي، والجمود العاطفي، وهذا ما يؤدي غالباً إلى الانفصال"، مشدداً على أنّ "الانجذاب من أهم الأشياء التي تدفع الفتاة إلى اتخاذ قرار الزواج، والتعجُّل في ارتباطها من دون سماع نصيحة الأهل". ويلفت إلى أنّ "الاندفاع نحو الزواج يكون إما بسبب الحاجة الجنسية أو الإنجاب أو المظاهر الاجتماعية. وبعد الزواج تتحقق هذه الأشياء وتصبح العلاقة باردة، لأنّه لا توجد رابطة أو حوافز لاستمرارية هذه العلاقة، في حين أنّ المطلوب هو نوع من المحبة والتفاهم بين الطرفين".

ارسال التعليق

Top