• ٢٩ آذار/مارس ٢٠٢٤ | ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ
البلاغ

يطالب بالخصوصية ويطالع رسائلي

يطالب بالخصوصية ويطالع رسائلي

هل تسمحين لزوجك أن يفتح بريدك الشخصي ويرد على هاتفك أو يقرأ رسائلك الهاتفيَّة، وماذا لو قمت أنت باقتحام خصوصيته؟

أرقام سرية ومواجهة
تزوجته منذ 15 سنة، وطوال هذه الفترة وأنا احترمه وأثق به، ولم يخطر ببالي يوماً أن أفتش حقيبته أو فتح هاتف جواله. ولكنني اكتشفت أخيراً بأنَّه يضع رقماً سرياً للأجهزة الشخصيَّة التي يستخدمها. وعندما واجهته أخبرني أنَّه يخاف أن يلعب بها أحد أبنائنا وقد يمسح الأرقام أو يقوم بالاتصال بأشخاص بالخطأ، فصدقته.
وحصل أن احتجت في يوم أن استخدم جهاز الكومبيوتر الخاص به في المنزل، وعندما هاتفته لأحصل على الرقم أخبرني بأنَّه نسيه ولا يتذكره الآن.

خصوصية
بدأ الشك يساورني، خاصة عندما طلبت منه إجراء مكالمة من هاتفه لأكلم أمي، لأنني لم أكن أحمل جهازي وقتها، فأخبرني أنَّه سيتصل بها ويعطيني الهاتف لأتحدث إليها، وطلب مني عدم أخذ الهاتف بعيداً، وأن أبقى إلى جانبه حتى الانتهاء من المكالمة. وهنا قررت أن أواجهه ثانية، فأخبرني أنَّها خصوصيَّة، وهو حرٌّ في أجهزته.

أريد حلاً
ماذا أفعل وقد رأيته في مرات عديدة، وهو الذي يرفع شعار الخصوصية، يمسك بجهازي الخاص ويتصفح إيميلي المفتوح، ويتابعني في الـ«فيس بوك»، ويقبل اضافات صديقاتي أو أخريات، لدرجة أنَّه يسألني عن أسماء صديقات لي في الهاتف، أو عن رسائل وصلتني، وعندما أجيبه أنَّها خصوصيَّة تقوم الدنيا ولا تقعد.

أأنا رجل
لا ولن أسمح لزوجتي أن تمس هاتفي الجوال ولو وصل بيننا للخلاف، أنا رجل أعمال معروف وتردني اتصالات كثيرة لا يحق لزوجتي معرفة أصحابها، أو حتى مجرد التفكير بالرد عليها لو كنت نائماً أو بعيداً عن جوالي، هذه خصوصيَّة لا جدال فيها.
أنا أخاف على زوجتي وأغار عليها، ولا أفتح جهازها إلا بالخطأ أحياناً، وحتى وإن تعمدت فهذا من حقي كـ«رجل» بأن أرد على الاتصالات التي تردها أحياناً ولا تكون إلى جانب الهاتف. فما المشكلة في ذلك؟ ولكن مصيبة كبيرة لو فكرت هي أن ترد على هاتفي، أو تفتح أياً من الرسائل التي تصلني. وأرفض أن تقارن بيني وبينها فأنا رجل وهي امرأة.

بين الشك والأمان
تذكر الدكتورة واستشاريَّة طب الأسرة، مها حريري، كل زوج بأنَّ أول احتياج للمرأة في شركة الزواج هو الأمان، وثانياً تأكيد الرجل المستمر لحبه لها. فأي حبٍّ وأمان وهناك خصوصيَّة وممنوعات وحدود في العلاقة، فلا بد أن تكون الخصوصيَّة مشتركة بين الزوجين لينعم كل منهما بالأمان مع الآخر.
وتجد حريري بأن وضع الرجل رقم سري علي الجوال لا تعلمه الزوجة يثير الشكوك حوله، ومن المفترض أن تكون جميع الأوراق مكشوفة بين الزوجين. وترى أنَّ الشك مرض، من غير المسموح تسربه على حياتنا، والغيرة ليست دليلاً على الحبِّ إنما شعور بعدم الأمان. ولا بد من تعزيز الثقة وحسن الظن بالشريك لخلق حياة مستقرة طبيعية.

ارسال التعليق

Top