الخطوبة فترة أساسية ومهمة في حياة كلّ عروسين، وقد تحمل تلك الفترة أسماء وتعريفات مختلفة حسب عادات البلدان واختلاف تقاليدها، ولكن في كلِّ الأحوال، فعقد القران بحد ذاته يعتبر أيضاً استعداداً للعروسين قبيل حفل الزفاف، أي قبل أن يستقل الخطيبان، بعد أن يصبحا زوجين، في العيش تحت سقف واحد. لذلك فإنّ التقارب بين شريكي المستقبل سيظل بنداً أساسياً في لبنة بناء حياة زوجية سعيدة قادمة، وقد تخطىء حين نظن أنّ بعض التقاليد تقف عائقاً أمام هذا التقارب، بل على العكس، فقد حرض الدين الإسلامي الحنيف والمتسامح على الرؤية الشرعية، وفسح مجالاً للخطيبين كي يتناقشا في مجمل الشؤون والقضايا التي تهم ارتباطهما، كما أوصى باللين في المعاملة والمصارحة، والانفصال بمعروف في حال لم يصل الشريكان فيها إلى الاتفاق.
وبعيداً عن الشرع تظل بعض التقاليد رؤوفة أيضاً بإرساء قواعد المعاملة الطيبة بين الخطيبين، من خلال الزيارات العائلية وتبادل الآراء والاستعداد النفسي والمادي لبناء عش الزوجية، وتنصح دراسات مختلفة عديدة بالاهتمام بتلك الفترة مهما اختلفت تقاليد المجتمعات من حيث مساحات الحرية وضيقها أو اتساعها، فالعبرة دائماً ستكون في أسس وأساليب التعامل والتعاون بين الخطيبين.
ومن أهم ما تحذر منه معظم الدراسات النقاط الآتية:
· عدم الانجراف وراء الأوهام باسم الحب أو التعلق.
· عدم الانجراف أيضاً وراء متطلبات مبالغ بها في حالات الخطوبة التي تتم عبر اتفاق عائلي، أو حتى بداعي المصالح المشتركة.
· عدم الانجراف أيضاً وراء الإسراع بالحكم على الطرف الآخر، من خلال سلوك عابر أو تصرف غير متوقع، وتبقى العبرة هنا في محاولة الاستفادة من فترة ما قبل الزواج لاكتشاف بيئة ومزاج وعادات أساسية للشريك، ومحاولة فهمها أو الاستعداد للتكيف معها.
ماذا أيضاً؟..
تكثر الدراسات ويجتهد الخبراء، ومع ذلك فقد خلقنا بطباع وأمزجة مختلفة، ولهذا فالتطابق بين الشريكين لن يكون مقياساً، بل ربما يكون مملاً. أما الاختلاف فهو مطلوب كحوافز وحيوية شرط ألا يتعدى حدود المعقول. أما إذا حاول أحدنا تطبيق كلّ ما سبق ولم ينجح، فالشجاعة تكون بالاعتراف والانسحاب قبل تورط أكثر.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق