• ٢٣ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ٢١ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

ما بعد الطلاق

ما بعد الطلاق
هناك مطلقات أعلن ندمهنّ بعد إصرارهنّ على الطلاق، وذلك لحظة اكتشافهنّ أن مساوئ حياة ما بعد الطلاق تتجاوز مساوئ الحياة الزوجية، تقول إحداهنّ شعرت في البداية بفرح عظيم لخلاصي من معاملة زوجي القاسية، وشعرت بالحرِّية واستمر حالي عامين وفي النهاية بدأت أشعر بالرتابة والملل، إلى متى أستمر في الجري والانطلاق؟ فمعظم من قابلتهم كانوا مخادعين لا يعنون الكلام الذي يتفوهون به، ويهربون من تحمل المسؤولية والارتباط، ولم أقتنع بأي رجل تقدم لي، وأصبحت أشعر بنفسي كالفريسة سهلة الاصطياد، وهذا الشعور يقتلني ويجرح آدميتي، وأتمنى أن أعيش حياة زوجية هادئة دافئة ومستقرة، فقد تعبت من تربيتي لابني، وبدأت أشعر بالندم على إلحاحي على الطلاق، ولو عادت بي الأيام إلى الوراء فسأختار الاستمرار في حياتي السابقة، فأنا أفتقد الكيان الأسري. وأخرى تقول أنا أعيش منذ طلاقي الذي تم دون رغبة مني، حياة جديدة مجهولة.. حياة صعبة ونفسيتي متعبة، أعاني من القسوة والوحدة، وأجتر مرارة الفشل وقسوته، حاولت ترتيب أوراقي من جديد ومراجعة احتياجاتي ودخلي ومصرفي، حتى دخلت في طور الاكتئاب، وشعرت بأنّ الحياة انتهت، وأصبحت بلا طعم وأفتقد الحنان والحبّ والأمان، ورغم مرور سنوات فما زالت لم أجد الرجل المناسب الذي ارتبط به. وهناك من تقول: اعتقدت أن حياتي ستتغير بعد الطلاق، وسأنال حرتي التي يجنني فيها زوجي لسنوات طويلة، ومع الألم خرجت لعالم أصعب وأشد مرارة، فمنذ دخولي عالم المطلقات تغيرت نظرة من حولي لي، وأصبحت أتعرض للكثيرة من المضايقات والتحرشات عدا كلام الناس الذي يطاردني بسبب ومن دون سبب، أقول بالتأكيد إنّ الطلاق صدمة بكل المقاييس وحتماً ستمر المطلقة بحالة نفسية متقلبة، وقد يطول الوقت أو يقصر؛ حتى تتخلص من المشاعر السلبية بحسب ثقافتها وبيئتها ووعيها وغدراكها، وبحسب العوامل التي أدت للطلاق فهل كان مفاجئاً بالنسبة لها أم كان متوقعاً؟ ومن الذي سعى إليه هي أم هو؟ وكم استمرت العشرة بينهما؟ وهل تم الطلاق بهدوء أم بمشاكل؟ هل تمت تسوية الأمور المتعلقة بالأبناء أم ما زالت معلقة؟ وما مدى الصعوبات التي تواجهها من النواحي المالية والاجتماعية؟ وهل هناك أمل للعودة إليه مرة أخرى؟ أم أنّها ستخوض حياة زوجية جديدة؟ وهل تج تفهماً ودعماً وتعاوناً من أسرتها أم لا؟ وقد تظهر على البعض عدة مظاهر من الانعزال والبكاء والتفكير الدائم في ذكريات تلك الفترة من الحياة الزوجية ومواجهة مواقف صعبة وحياة مختلفة بعد أن أصبحت بمفردها، لكن مع مرور الوقت تتغلب على هذه الحالة، وتخف وتزول آثار الصدمة.   - أنين الطلاق: الطلاق ليس نهاية العالم، فمهما كانت هناك لحظات سعيدة في حياتك السابقة إلا أنّها أصبحت علاقة منتهية، قبعت في حقيبة الذكريات، وعليك الاستفادة منها ولا تصدقي من يقول أن على المرأة أن تعيش علاقة زواج مستمرة، وهي تعيش في ذل ومنكسرة ومهانة.

ارسال التعليق

Top