• ٢٣ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ٢١ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

ماذا تقرأ المرأة؟

ماذا تقرأ المرأة؟

كتب الطبخ والأبراج والأحلام في طليعة القائمة

ماذا تقرأ المرأة؟ سؤال قد يحمل الكثير من الإحتمالات، خاصة أنّ المرأة، حين تكون العنوان، تدخل الرماح في سباق مع الرماح. ولكن الغريب أنّ الرماح في هذا التحقيق كانت من قبل المرأة القارئة نفسها.. فالإعتراف جاء صريحاً ومباشراً على لسان معظم مَن التقيناهنّ، اللواتي كان جوابهنّ: نعم، قراءتنا تنحصر في الأبراج، تفسير الأحلام، الموضة، وفي أحسن الأحوال الروايات العاطفية.

- كتب طبخ:
"نعم أنا لا أقرأ سوى كتب الطبخ"، بهذه العبارة القصيرة تختصر عائشة يوسف (ربّة منزل) حديثها. فالقراءة، كما تقول: "نوعان: نوع للفائدة، ونوع للمتعة التي يبحث عنها القارئ في كتاب". وتضيف: "لمّا كنت من النوع الأوّل، فمن الطبيعي أن أتوجّه إلى الكتب التعليمية وعلى رأسها الطبخ"، مشيرةً إلى وضعها الإجتماعي (عروس جديدة) يُحتّم عليها التعلُّم من مصادر عديدة في ما يتعلق بمسألة الطبخ.

- رومانسية:
أمّا رانيا محمد (موظفة شركة تأمين)، فتشير إلى أنّ "قراءة الروايات العاطفية من قبل الجنس اللطيف، قد تكون العلاقة البكر التي تُولَد بين الفتاة والقراءة بشكل عام". وتقول مدافعة عن نوعية الكتب التي تقرأها: "لم أحمل يوماً كتاباً خارج نطاق الخط العاطفي. فالرواية العاطفية مثل مسلسل التفلزيون، الذي يحكي حكاية تشبهنا مهما اعتقد الناس أنّه ساذج". وتضيف: "لهذا، وعلى الرغم من بلوغي سن الأربعين، مازلتُ أنتظر روايات بعض المؤلفين الذين عُرِفوا بكتابة ذلك الخط الرومانسي".

- عازل نفسي:
من ناحيتها، تقول هدى سمعان (ربّة منزل)، إنّ "المرأة لا تقرأ كل ما تقع عليه يدها، لأن بينها وبين بعض المواضيع عازلاً نفسياً واجتماعياً، يجعلها تنحاز إلى قراءة الأسهل والأبسط". وتشير هدى إلى أنّ "هذا ليس عيباً، فبحُكم العادة من غير الممكن أن نقترب من أشياء لا نحبّها، والقراءة أو نوعية القراءة واحد من تلك الأشياء". وتضيف: "مع ذلك، فقد طرأت على إهتمامات المرأة الفكريّة بعض التغييرات، بحكم التحولات السياسية في المنطقة، التي قرَّبت المرأة من السياسة، كحدثٍ تُتابعه في التلفزيون، من دون أن تمكنها للآن من قراءة الكتب والتحليلات السياسية". وتلفت هدى إلى أنّه "لهذا، مازالت القراءات المتعلقة بالطهو وعلاج السحر والحسد والروايات العاطفية، الشيء الوحيد الذي تبحث عنه المرأة في معارض الكتب، أو تُقبل على استعارته من صاحباتها".

- "الجمهور عايز كده":
من جهتها، تقول عايدة قسيسة (صاحبة صالون): "إنّ القراءة في عالم المرأة لا تدخل في خانة الخيار، إنّما هي نتيجة مَيل إلى الكتاب، ومَيل أكثر إلى نوع ذلك الكتاب". وتتابع موضحةً: "لهذا، تتنوّع الخيارات ونحنُ نقدم على إنتقاء كتاب ما من مكتبة ما. فالتاريخ يكتب عن الحرب والحُكّام وتأثيرهم في المنطقة، بينما تكتب الرواية معاناة الناس العاديين من الأوضاع السياسية والإجتماعية والإقتصادية والدينية". وتضيف: "أنا شخصياً أميل إلى قراءة الرواية العربية في الدرجة الأولى، خاصة الروايات المرشَّحة لجائزة الرواية العربية (بُوكر)، حرصاً منِّي على متابعة الجديد". وتُعلِّق قسيسة على إسهام المكتبات ودُور النشر في توجه المرأة إلى قراءة نوعيّة مُعيّنة من الكتب، لافتةً إلى أنّ عبارة "الجمهور عايز كده"، التي تُسوِّقها سوق النشر، لم تعد تُقنع القُرّاء وتجبرهم على شراء المتوافر. وتشير إلى أنّه "حين تجد القارئة الجديدة نفسها محاصرة بنوعية محددة من العناوين، لن تجد بدّاً من التوجه إلى الكتب المترجمة لتجد فيها ضالتها".

- إفتقار للوعي:
بدورها، تستعرض جميلة المنتصر (سيِّدة أعمال) وجهة نظرها، بإعتبارها "قارئة جيِّدة"، فتشير إلى أنّ "عدداً غير قليل من النساء العربيات يفتقرن إلى المستوى العالي من التعليم. بالتالي، فإنّ أغلب قراءات المرأة العربية تتجه أوتوماتيكياً إلى الكتب البسيطة، أو كتب الطبخ، لما تمثله هذه الكتب من عملية تقريب لحياتها مع الرجل، أو حتى مجلات الموضة والديكور، وربّما في بعض الأحيان تتجه إلى قراءة الرواية أو الكتاب، الذي يدخل في خانة ما يُسمّى الـ(Best Seller)، نظراً إلى كمّية الإعلانات التي تُرافق عمليّة نشر هذه الكتب". وفي محاولة لإنصاف المرأة، تُشير جميلة إلى "حقيقة يجب عدم التغاضي عنها"، لافتة إلى أنّ "الرجل لا يختلف عن المرأة في مستوى القراءة، فكلاهما تخرّج في نظام تعليمي يفتقر إلى المبادرات للنهوض برفعة التعليم"، مؤكدة "أنّ القراءة لا تأتي بين يوم وليلة، بل هي نتاج ترويض العقل منذ الصغر داخل البيت وفي المدرسة".

- هل تقرأ في الأصل؟
السؤال المهم يقول: "هل تقرأ المرأة؟"، والسؤال الأقل أهميّة يقول: "ماذا تقرأ المرأة؟". بهذا، تبدأ نيفين حسني (مُوجهة تربوية) استعراض وجهة نظرها حول الموضوع، لتلقي الضوء على "منطقة حاسمة" في النقاش، على حد قولها. وتشير نيفين إلى أنّ "القراءة هي كلمة غير واردة عند 90% من سيِّدات العالم العربي". وتسأل: "إذا كانت نسبة القُرّاء في العالم العربي محدودة، إن لم تكن معدومة مقارنةً بالقراءة في الغرب، فما حصة النساء من تلك النسبة القليلة؟". وتؤكد نيفين أنّ "الأساس في تلك القضية، يعود إلى البيت الذي صاغ عقلية المرأة حين كانت فتاة صغيرة". وتضيف: "بالتالي، فإنّ المرأة غير مذنبة في عدم قراءتها، وفي العناوين البسيطة التي تقرأها، لأنّها ببساطة نتاج فكري يتخذ حجمه من حجم العقلية التي تربَّت عليها". وتتابع قائلة: "لو فرضنا سلفاً أنّ المرأة تقرأ، فإنّ النوعية التي تختارها لن تكون أبعد من المواضيع التي لا تحتاج إلى جهد فكري كافٍ، وليس في هذا إنتقاص لمداركها العقلية كما تقول، بل لعدم تعوّدها على القراءة، الأمر الذي يضعها في مأزق حين تنوي شراء كتاب".

- الإتجاه إلى السهل:
لنفترض مثلاً، أنّ المرأة تقرأ، ولنفترض أنّها مظلومة في تهمة القراءات السطحية، ولنسأل: كيف يا ترى تقرأ المرأة؟ هل تُشَغِّل محاكماتها الأخلاقية؟ هل تمارس دور الرقيب والمُنَظِّر والقاضي؟ أم أنّها تقرأ بتصفُّح سريع من دون التعمُّق وتحليل ما تقرأ؟ تعليقاً على ما تَقَدَّم، تعترف إيمان البحيري (ربّة منزل) بأنّها لا تُنحي نفسها جانباً حين تقرأ، لافتةً إلى أنّ "محاكمة الكتاب" تُرافقها من أوّل صفحة إلى آخر صفحة. وتشير إيمان إلى أنّ "موضوع الكتاب أو الرواية" قد يدفعها في كثير من الأحيان إلى تركه، بغض النظر عن الأسلوب أو الفن اللغوي. ولما كانت القراءة بمثابة "مهمة متعبة" كما تُسمِّيها إيمان، فإنّ المرأة، من وجهة نظرها، "اتّجهت إلى السهل، والسهل في هذا السياق هو المجلات الفنّية أو الإجتماعية، التي تكون المرأة هي الغلاف، واهتمامات المرأة هي المادة المكتوبة من الجلدة إلى الجلدة".

- للرجال كلمة:
في المقابل، لم يكن في آراء الرجال في الموضوع ما يوحي بالإستغراب، فالمرأة كما يظن الرجل لم تُخلق لتقرأ عناوين ثقيلة لكتب ثقيلة، والسبب كما يُورده سامي فخري (مهندس)، سببه الصورة، حيث يقول: "تتعلق المرأة بالصورة قبل المادة، أو بالأصح بدلاً من المادة. لهذا، كان هناك ما يُسمّى (المجلات النسائية)، التي تجذب المرأة في الدرجة الأولى، بدءاً من غلافها، وصولاً إلى موادها المصوَّرة، التي لن تحصل على اهتمام المرأة من دون أن تُرفَق بصور"، مشيراً إلى "أنّ تفكير المرأة ليس إلا صنيع مجتمعها أو البيئة التي تعيشها. ولهذا، نجد توجّهاتها مُسايرة لتوجهات مجتمعها الصغير من جهة، والكبير من جهة أخرى، الأمر الذي يُفسِّر ثقافة أو لا ثقافة المرأة تَبَعاً من دون شك للبيت الذي نشأت فيه". ومن ناحية أخرى، يضيف سامي: "تتعطش المرأة بقراءتها إلى المادة التي تُلامس إهتمامها، فالمرأة التي تكون (آخر موضة) نجدها تقرأ ما يُقدّم ما يتعلق بالجمال والأزياء، كما لو لم يكن في العناوين غير تلك العناوين. بالتالي، فإنّ هناك علاقة وثيقة بين ما تقرأه المرأة وهويتها الإجتماعية والفكرية في آنٍ واحد". ويؤكد سامي من خلال مشاهداته "أنّ امتناع المرأة أو عزوفها عن قراءة العناوين السياسية، سببه حساسيتها المفرطة"، متسائلاً: "كيف نُطالب المرأة بقراءة مواضيع ثقيلة، كالتاريخ والسياسية، وهي التي تُحلِّق مع كلمة جميلة لا تجد لها مكاناً في تلك النوعية من الكتب؟". وردّاً على سؤال يتعلق بقراءات زوجته، يجيب سامي قائلاً: "زوجتي من النوع الذي يحب قراءة السيَر الذاتية، فالشخصيات العالمية تشدها، خصوصاً ما يتعلق بالتفاصيل التي تحملها، سواء أكان في حياتها الشخصية أم العامّة". ويختم: "لعلّ مَيل المرأة إلى الحكايات هي الذي يجعلها تختار السِّيَر الذاتية، لتدخُل من الباب العريض للحكاية أو السَّرد".

- الوضع الإجتماعي:
"قراءات المرأة المحصورة في عناوين، قد نقول عنها مُهمَّشة أو سطحيّة"، حُكم لا يجد تامر حبيب (موظف) غباراً عليه، ولكنه مع ذلك يضع ملاحظته ويدافع عنها بالقول: "بينما نحن نناقش قراءات المرأة، لابدّ لنا أن نُميِّز بين نوعين من النساء: المرأة العاملة وست البيت"، مشيراً إلى أنّ "دخول سوق العمل يُغيِّر من عقليّة المرأة، ويدفعها إلى البحث عن عناوين تُجاري واقعها الإجتماعي والسياسي، في حين أنّنا قَلَّما نجد ست بيت تقرأ عنواناً لا يدخل في خانة المستهلك". ويضيف تامر: "من هنا، لم تعد المرأة متكفية بوضعها المهني الذي كان أقصى ما تطمح إليه، إنّما هي اليوم تحاول أن تُصحِّح الشكل أو الإطار التقليدي الذي وُضعت فيه، ومن أوّل تلك التصحيحات، ثورتها على بساطة الصورة التي عُرِفت بها كـ(ست بيت) لا تُمسك كتاباً، وهي الصورة النمطية التي تربّينا عليها، سواء أكان في الأفلام العربية أم المسلسلات، التي لا ترى المرأة أكثر من ظل للرجل أو لأبنائها في وقت لاحق". يبقى أنّ "إمرأة القرن الواحد والعشرين" كما يقول تامر، "تقرأ عناوين جَدَليّة وقويّة وتسترعي الإنتباه، ليس من باب التفاخر بما تقرأ، بل من باب وصولها إلى درجة عالية من الوعي، تُؤهلها لفهم مابين سطور الكتب العالمية المشهورة".

- قراءات مهمشة:
ليس من باب الدفاع، بل من باب التوضيح ينطلق أمير مايكل (مستشار قانوني) في حديثه عن قراءات المرأة، فيقول: "عاشت المرأة عقوداً من الزمن وهي تحاول إرضاء الرجل، الذي يشكل في حياتها العنصر الأكثر أهميّة. لهذا، لم تقترب من الكتب التي تُحاكي عقلها، إنّما كانت على الدوام تقرأ عمّا يُرضيه. وما يرضي الرجل ينصبّ في المرتبة الأولى كما نعرف جميعنا، على مظهرها، جمالها، قوامها وأناقتها". ويُشير إلى أنّه "لهذا، لطالما استثمرت المرأة وقتها في تهيئة ذلك المظهر وتصديره للرجل كي تكسَب رضاه وقبوله". نسأله: لكنك بهذا الكلام تتهم الرجل بأنّه المسؤول عن تهميش ثقافة المرأة، وحصر عناوين قراءاتها؟ يجيب: "ليس إتهاماً بقدر ما هو توضيح ودفاع عن المرأة نفسها، فقد أخطأت المرأة ولمدة طويلة، في الإعتقاد بأنّ هَمّ الرجل (جمالها)، متناسية عقلها الذي يُشكِّل مصدر الجاذبية الأوّل بالنسبة إلى الرجل". ويضيف أمير مسألة مهمة جداً من وجهة نظره، فيقول: "وسط العلاقات الزوجية الشائكة التي تعيشها الأسر العربية اليوم، نجد أنّ المرأة في الآونة الأخيرة، توجّهت إلى قراءة الكتب النفسية والتربوية، وكأنّها تُعلن عن حاجتها إلى النصيحة أو يد العون، فالحياة الزوجية دخلت في طرق وعرة، الأمر الذي أوجَب على الزوجة أوّلاً وأخيراً، ونظراً إلى كونها الطرف المهدَّد، أن تساعد بيتها للوصول إلى مأمن"، مشيراً إلى أنّ "الكتب التي تتناول مواضيع، مثل: السعادة الزوجية، العائلة السعيدة، الزواج الناجح وغيرها من العناوين، التي تبدو وكأنّها تُمسك الحل أو شيفرة الطمأنينة الزوجية، هي التي تحتل المرتبة الأولى في قائمة القراءات النسائية في هذه الأيام".

- إهتمامات حياتية:
"بين القراءة ونوعية تلك القراءة، تقف المرأة في مَهَبّ العديد من الحجج" كما تقول أسماء الزرعوني، مشيرةً إلى أنّ "الطابع العام الذي يغلب على قراءة المرأة، في حال كانت تقرأ، لا يُبشِّر بالخير"، فالمرأة كما تقول: "تستسهل عملية القراءة وتتجه دائماً إلى مواضيع تتعلق بإهتماماتها الحياتية البسيطة، فتقرأ عن الطبخ لتتعلّمه، وعن الأبراج لتعرف حظّها لهذا اليوم، وعن السحر لتدخل عالماً تخاف من تأثيره وتأثير الذين يتعاملون به"، وتضيف: "لهذا، نجدها في مناطق مقيّدة لا مَخرَج فيها لمساحات تُمكنها من توسيع مداركها وآفاقها"، و"اللوم هنا لا يقع على المرأة في الدرجة الأولى"، كما تقول الزرعوني، "بل على المعطيات الإجتماعية والبيئية التي تؤطِّر إهتمامها، وتجعل من الكتب ذات العناوين الفعّالة أمراً مستبعَداً، كما لو كان مكتوباً بلغة لا تفهمها ولا تحب أن تفهمها".

- لا للتعميم:
إذا كانت المرأة تتوسّط حَلَبَة النقد بصفتها قارئة "نص نص"، فكيف تُقيِّمها واحدة من أهل النشر التي تَرقُب العلاقة بين المرأة والكتاب؟ من هنا، ترفض صاحبة (دار العين للنشر)، الدكتورة فاطمة البودي، التعميم، قائلةً: "لا أحب التعميم وأنا أتحدّث عن قراءات المرأة، فمن غير العدل أن نحصر نوعية ما تقرأه، ومن غير العدل أيضاً أن نقول إنّها لا تقرأ، متناسين وجود عدد كبير، وكبير جداً، من الرجال الذين لم يُمسكوا كتاباً واحداً في حياتهم، وعدد كبير من الرجال الذين يقرأون عن الأبراج والأحلام والسحر". وتتابع: "لهذا، فإنّ نوعية القراءة لا يُحدِّدها جنس القارئ بل ميوله، الأمر الذي يُبعدنا عن إطلاق أحكام بالجملة على المرأة". وعن تجربتها الشخصية مع الكتاب، تقول البودي: "لم أنجذب في أي وقت إلى قراءة الأبراج ولا كتب الطبخ، ربّما لأنِّي إنسانة عملية وطبّاخة ماهرة في الوقت نفسه، فلا أجد نفسي في حاجة إلى تلك الأنواع من الكتب، ناهيك عن أنّ مصادر معرفتي تنوّعت منذ أن دخلت الجامعة، فكان للكتب العلمية النصيب الأكبر في قراءاتي، وعندما التحقت بأكاديمية الفنون ودرست النقد الأدبي، زادت روافد المعرفة وقرأت في الفن التشكيلي وكتباً عن السينما والمسرح والموسيقى. لهذا، جاء خياري للنشر كمهنة بكامل قناعتي".

- القراءة.. تطوير:
الجدال حول ماذا تقرأ المرأة لم يعفنا من التساؤل: لماذا من الضروري أن تقرأ المرأة؟ بهذا الصدد تُقدِّم إستشارية العلاقات الأسرية آية وضاح خانجي، بعض النصائح للمرأة، في محاولة لشدّها إلى عالم القراءة، فتقول: "للأسف، نجد أنّ أغلبية السيِّدات يتجهن إلى قراءة كتب الطبخ بحجة أولوياتها الأسرية، كما تهتم المرأة من ناحية أخرى بالأبراج، ساعية إلى ترقُّب احداث السنة والشهر وأحياناً اليوم". وتشير خانجي إلى أنّ "هذه التوجهات الفكرية في انتقاء الكتب من قبل المرأة، ليس حكماً مطلقاً، فهناك بعض النساء يتجهن إلى قراءة كتب تتناول تربية الطفل ومراحل نموه وما يحتاج إليه في كل مرحلة". ومن هنا، تجيب خانجي عن السؤال المتعلق بأهميّة القراءة بالنسبة إلى المرأة، فتقول: "من دون شك أنّ القراءة تساعد على تطوير أدواتنا. ولهذا، فإنّ الكتب التي تُعنّى بالنفس البشرية، بما فيها من تنمية للقدرات الذاتية واكتشاف مكامننا الداخلية، من شأنها أن تُغيِّر حياتنا أيضاً". وتتابع: "لهذا، أنصح السيِّدات بقراءة كتب التنمية البشرية، خاصة التي تهتم بإكتشاف الذات والقدرات الهائلة التي يمتلكها الإنسان، فقد تتمكّن المرأة من الحصول على تغيير إيجابي في شخصيتها، من خلال التعمُّق في تلك النوعية من الكتب، ناهيك عن إمتلاكها أدوات التواصل مع أسرتها وأبنائها".
وتختم بالإشارة إلى أنّه "على المرأة أن تُوازن في إختيار الكتب التي تحب قراءتها"، لافتةً إلى أنّ "الكتب التي تُساعد المرأة على تطويرها، كشخصية مسؤولة عن أسرة وأبناء، وعلى تعزيز دورها الفعّال والمؤثِّر، ستُغيِّر من دون شك من نوعية عطائها".

ارسال التعليق

Top