كثيراً ما تسمعين أنّ الحظ وقف إلى جانب صديقتك، أو قريبة لك.
فهل سألت نفسك يوماً: هل الحظ واقع أم مجرّد اعتقاد؟
وهل ثمّة أشخاص محظوظون حقاً، أم أنّ قُدراتهم تجعل الظروف تلعب لمصلحتهم؟
أو أنّ الحظ مزيج بين الاثنين، هو لعبة خارجة عن سيطرة الإنسان واستعداد داخلي، يُقابله استغلال للفرص المتاحة أمامك؟
يُعرف الحظ بأنّه الفرصة + الاستعداد، وله قوانين ونُظُم يمكن تعلُّمها ولا يترك للصدفة، لأنّ الصدف لا توجد نظاماً ولا إتقاناً، لكنها موجودة دائماً، ومن المهم الاستعداد لها، وهنا لابدّ من زرع الفكرة، ومعرفة كيف تبدئين ولا تقولي أنا لست محظوظة، خططي جيداً، وتصرّفي بكل ثقة وكأنّك تملكين الشيء الذي تريدينه، رافقي المحظوظين، ابتعدي عن التشاؤم، استبشري خيراً وابتسمي.
يمكنك بالإيحاء تمرير اقتراح أو فكرة معيّنة للعقل الواعي بأسلوب معيّن، ليقوم بتصديقها والعمل على إنجازها فيما يُسمّى زراعة الأفكار.
ومعنى زراعة الأفكار هو إدخال فكرة الّلاوعي الخاص بك، بحيث تكون فكرة ثابتة عندك تتعاملين من خلالها. وتُعد زراعة الأفكار أحد أهم الأساليب لاختراق العقول والسيطرة عليها، ومن الأمثلة الواضحة التي تلمسينها في عالمك، هو ما تشنّه التيارات الفكرية المختلفة من حرب نفسية على المجتمع البشري، للتحكُّم في مصيره وزراعة الأفكار في أذهان المجتمع الإنساني بشتّى الطُّرُق والوسائل، لسلبهم حريّة التحكُّم في قراراتهم من دون أن يشعروا. ولكن، كيف تقومين بزراعة فكرة معيّنة؟ وما الأساس الذي تقوم عليه؟
ضعي في ذهنك قاعدة مهمّة، وهي أنّ جسد الإنسان بُني على الحماية، بمعنى أنّ أي شيء غريب عليه يقوم بمقاومته، فمثلاً عندما تتم عملية التبرُّع بالدم، لابدّ من التحقُّق من فصيلة الدم لضمان التوافق، وكذلك عند زراعة الأعضاء، كذلك عقل الإنسان الّلاوعي مليء بالأفكار، كالمعتقدات الدينية والعادات والتقاليد والمبادئ وجميع ما تعلَّمته منذ أن ولدت، كل هذه الأفكار عندما تدخل عليها فكرة غريبة ستقاوم هذه الفكرة إن لم تكن متوافقة مع الأفكار الموجودة أصلاً.
وهناك مثال بسيط: ماذا لو أتيت لأحد الأشخاص وحاولت إقناعه بشكل مباشر، بأن معتقده عن الموضة خاطئ، أي أن لبس البنطلون الجينز الممزق شيء عادي ولا مشكلة فيه. ماذا سيحدث؟ غالباً ستجدين ردّ فعل قوياً، والسبب أنّ معتقده أساسي وعميق وأغلب أفكاره مرتبطة بأن هذا اللبس خطأ ولا يليق بنا وبمجتمعاتنا وقيمنا. هذا مُعتقَد متعمِّق في عقله والذي تربّى عليه منذ ولد، بل إنّ جميع قراراته في الأصل يأخذها على أساسه. فيرى الصواب والخطأ من خلال هذا المعتقد. وبالتالي، بمجرد أن تلقي عليه فكرة أن معتقده خاطئ، يجب أن تتوقعي ردّ فعل قوياً، لأنّك تُهدِّدين كياناً فكرياً عميقاً في ذهنه. إذن مَن يستخدم هذا الأسلوب، عليه أن يعي جيداً مدى عُمق الفكرة الرئيسية المضادة للفكرة التي سيزرعها، ومدى تأثير هذه الفكرة المضادة في الأفكار الأخرى في ذهنه.
هناك سؤال يوضح الفكرة بشكل أكبر: كم مرّة كنت تعتقدين أنك على صواب في نقاش معيّن، ومع ذلك تجدين أنّ الذين يناقشوك يحاولون إقناعك بأنك مخطئة، لدرجة أنك شعرت بأنك بالفعل مخطئة، على الرغم من أنّ الحجج التي يتكلمون بها ليست قوية ولا تدعم رأيهم؟ هذا ما يُسمّى الضغط النفسي، فالذين يناقشونك يحاولون من خلال الضغط عليك، بأنهم جميعاً متفقون على أنهم صواب وأنك أنت المخطئة، وبالتالي تشعرين بأنك شاذة عن المجموعة، وهذا لأنّ العقل الواعي قام بتصديق أنهم على صواب، وقام بتمرير هذه الفكرة إلى عقلك الّلاواعي وترسّخت هناك.
زراعة الأفكار تشمل طُرقاً عدّة لابدّ منها لتحصلي على حظ وافر، وهي كالآتي:
1- اختيار الأفكار: لن تجدي في الكون مُزارعاً يبدأ بزراعة أرضه قبل أن يعرف ماذا سوف يزرع في هذه الأرض، وكذلك أنت إذا أردت أن تتعاملي مع عقلك الباطن وتزرعي به أفكاراً إيجابية، عليك أن تحدِّدي نوعية الأفكار التي تريدين أن تزرعيها وهذه أوّل خطوة: اعرفي ما نوعية الأفكار التي تريدين من عقلك الباطن أن يتبنّاها. وكمثال: يمكنك أن تقولي أريد أن أضع في عقلي الباطن أفكاراً تنقلني من الفقر إلى الراحة المالية، مثلاً أو أي شيء آخر، لكن تذكري أن تجعلي الأفكار إيجابية.
2- الإيمان بهذه الأفكار: لقد اخترت بعض الأفكار التي ستساعدك على أن تغيّري وضعك المالي، من الفقر والضيق الشديد، إلى وضع أكثر راحة وأماناً من ناحية المال، الآن عليك أن تُصدّقي هذه الأفكار، وأن تعتقدي أنها حقيقة فعلاً، ستسألين: لكن، كيف ذلك؟ فأنا لست غنيّةً، بل أنا فقيرة، فكيف سأعتقد ذلك وأنا لست كذلك في الحقيقة؟
لكي تجعلي عقلك الباطن يُصدِّق ذلك، هناك شيئان أساسيان يجب أن تعرفيهما وهما: أنك قد كنت فقيرة في الماضي، ومن الآن أنت تستحقين فعلاً أن تصبحي إنساناً أكثر غنى وراحة مالية، ولكن، كل ما ينقصك هو الوقت لتحقيق ذلك. والشيء الثاني هو أنّ التصديق يحصل بالتكرار، لكن كيف؟ عليك أن تتبعي الخطوة الثالثة.
3- تكرار ترديد الأفكار على العقل الباطن: بكل اختصار، أنت تريدين أن تصبحي أكثر راحة مالية، عليك أن تكرِّري أفكاراً على عقلك الباطن تجعله يُصدِّق أنك إنسان مرتاح مالياً، وهو سيقوم بجذب الأشياء التي تجلب الغنى إلى حياتك بطُرُق كثيرة وغير متوقعة، وأفضل مثال نضربه لكي تستوعبي عملية التكرار هو أنّك لو جئت بطفل صغير ولم يعرف بعد ما هي الحياة، ثمّ صار أبوه يكرِّر له كل يوم: أنت لا تصلح لشيء، أنت أحمق، أنت فاشل، لن تستطيع أن تغيِّر أي شيء في حياتك، أنت ضعيف، أنت فقير، وبقي يُردِّد تلك الكلمات مراراً وتكراراً على مَسمَعي الطفل الصغير، فهل تعتقدين أنّ ذلك الطفل سوف يصبح شيئاً غير الذي قاله عنه أبوه؟
هذا هو التكرار، والعقل الباطن عبارة عن طفل صغير فقط، كل ما عليك هو أن تكرِّري له كل يوم، وعلى أكثر من مرّة بعض الكلمات التي تمنحه الثقة وتحفزه بأن يجلب لك ما تريدين.
مثل: تريدين الغنى، كرِّري في كل يوم 3 مرّات أو أربعاً عند الاستيقاظ من النوم، وفي وقت الظهر وفي وقت المغرب وقبل أن تخلدي إلى النوم أيضاً، كرِّري بعض الكلمات مثل: أنا غنية، أنا أشعر بأنّي الآن أهل لكي أكون غنية، الحياة الآن تحبّني وأنا واثقة بأنني قادرة على النجاح، والانتقال إلى وضع مالي أفضل، وضعي المالي الآن أفضل من أي وقت مضى، وهذا بفضل أنني صرت جدّية بأن أُغيِّر وضعي إلى الأفضل.
أنت اخترت كلماتك بنفسك، قومي في كل يوم بتكرارها وسوف تشعرين بتحسُّن وتفاؤل في حياتك تجاه المال، وبالوفرة، وأنّ هناك من المال ما يكفي الجميع.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق