يكون الطفل عند ولادته منتبهاً جدّاً وحساساً للضجيج الذي يصدر عن محيطه. مثلاً، صوت أمه، جرس التلفون. وبفضل هذا الاستماع، يتوصّل الطفل في يوم من الأيام إلى النطق ببعض الحروف أو الكلمات المتقطعة، ثمّ الكلام مثل الكبار. ومن هنا، تأتي أهمية مُراقبة تطوّر حاسّة السمع لدى الطفل، فكلما تم تشخيص ضعف السمع مبكراً، تمكّن الطبيب من التدخّل بشكل أكثر فاعليّة.
ومن علامات الصّمَم الحاد لدى الرضيع، أن يكون هذا الأخير هادئاً طوال الوقت، بل هادئاً أكثر من اللازم، ولا يُبدي أي اهتمام بما يجري حوله، ولا يُفاجأ أبداً بأيّ صوت قوي، ولا ينتفض كردّ فعل على أي ضجيج، فلا يستيقظ من النوم مثلاً بسبب تشغيل سيارة وصوت هَدير مُحرّكها، ولا يُدير رأسه إذا سمع صوت باب يُغَلَق بشدة، ولا يُزعجه صوت جرس الهاتف. لهذا، إذا لاحظ الوالدان مثل هذا الهدوء واللامبالاة من الرضيع، يكون عليهما أخذه لزيارة طبيب أخصائي أُذن وأنف وحنجرة.
عادةً يُشخّص الصّمَم لدى المولود في الأيام الأولى بعد الولادة، والتي يقضيها في المستشفى. ولكن في كثير من الأحيان، لا يلاحظ أحد الصّمم لدى المولود، لأنّه لم يمضِ أياماً تحت المراقبة الطبية في المستشفى بعد الولادة. وتختلف كيفيّة مراقبة حاسة السمع لدى الولادة. وتختلف كيفيّة مراقبة حاسة السمع لدى المولود من مستشفى إلى آخر، فبعض الطواقم الطبية تكتفي بطرقَعة الأصابع قرب أذن المولود ليلاحظوا رد فعله، والبعض الآخر يلجأ إلى فحوص طبية أكثر تعقيداً. وعلى كلٍّ، فهذه الفحوص ينبغي أن تتكرر في الشهرين الرابع والتاسع، وعندما يُتم الصغير سنتين من العمر. والواقع، أنّ فحص السمع الذي تكون نتيجته سلبية عند الولادة، لا يعني أنّ الأمور توقفت هنا. فهناك بعض أنواع الصمم الحسي التي تحدُث أثناء الولادة، لا تظهر مباشرة بعدها، بل بعد ذلك بمدة. من جهة أخرى، إذا تعرّض الطفل لأزمة صحية، مثل التهاب السحايا البكتيري، يكون من الواجب إخضاعه لفحص سمع آخر، لأنّ هذا المرض يؤثر في الأذن الداخلية.
هناك أنواع من الصمم تكون مؤقتة، وهي تلك التي تكون ناجمة عن الالتهابات المتكررة في الأذن، إذ يكفي أن يتم علاج الالتهابات، لكي تعود حاسة السمع لدى الصغير إلى طبيعتها. وفي المقابل، وفي ما يخص الصمم الحسّي، فإنّ زرع السمّاعة الطبية يكون الحل الوحيد، حيث يجب على الطفل أن يضع في أذنه سماعة طبّية مدى الحياة حتى يمكنه أن يسمع. وهذا النوع من العلاجات يُحدث فارقاً كبيراً في حياة الطفل، خاصة إذا تم اللجوء إليه مبكراً، بحيث يمكن للطفل أن يلحَق بركْب أقرانه في التعليم ولا يتأخر عنهم. بالتالي، يعيش حياة عادية لا يشعر فيها بالنقص.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق