• ٢٩ آذار/مارس ٢٠٢٤ | ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ
البلاغ

شاركي طفلك لعبته

شاركي طفلك لعبته

لكلِّ طفل شخصيته ولعبته.. ومشاركته فيها تسعده وتبهجه. والطفل، وهو يلعب، يكتسب خبرات ويكتشف أسراراً، فمرة يعرف العلاقة بين الأشياء التي بين يديه، وتارة يلاحظ أنّ للعبة غطاء يُفتح، وأحياناً يحمل الشيء ليضعه في مكانه وبين فينة وأخرى يكتشف قدرته على القيام بتمارين، وحركات، ومهارات، وأعمال تعزز ثقته بنفسه، وتبعث البهجة فيه.

واللعب تمرين ذهني وعضلي، وحركة وتفكير، ومتعة وسعادة، ويستطيع المرء من خلال اللعب أن يسهم في تربية طفله بشكل سليم عبر الدخول لقلبه وعالمه.

والأمر هكذا يسلط د. عبدالفتاح غزال عميد كلية رياض الأطفال الأضواء على هذا الموضوع فيقول:

التواجد مع الطفل في المنزل ليس كافياً، فالأهم هو التفكير المشترك والتجارب والانفعال معه من خلال مشاركته في لعبة ما، وكثيراً ما يرغب الطفل بمشاركة أهله ألعابه، أو أن يلعب معهم وهذا حقه، ومن الروعة حقاً أن يشارك الأهل باللعب مع أبنائهم لأنّه يوطد المحبة بينهم، وينمي مواهبهم.

ومن الظواهر التي برزت في الأونة الأخيرة معاناة عدد كبير من الآباء من المشكلات النفسية لدى أطفالهم، والتي قد تأخذ أشكالاً مثل التبول اللاإرادي، والكذب والغيرة، لذا أنصح بأن يلعب الطفل "بالعروسة" فقد اتضح أنّ اللعب بها هو الأفضل لحل هذه المشكلات النفسية وأثبتت الأبحاث أنّه يمكن علاج مشكلات النطق عند الأطفال باستخدام العرائس القفازية، كما يمكن للآباء لبسها في أيديهم والتحدث إلى الطفل على أساس أنّ الحديث يصدر إلى "العروسة"، وبهذا نحث الطفل على الرد، ومن ثمّ الحوار مع "العروسة"، مما يساعد على حل مشكلة الكلام عنده.

ومتفقة مع الرؤية السابقة تقول منال سعد المعيدة بقسم العلوم التربوية بالكلية: إنّ لعبة العروسة قريبة إلى نفسية الطفلة خاصة فهي تعتبرها صديقة تقص عليها أحوالها ومشكلاتها.

 

تنمية الابتكار:

هنا يعود د. عبدالفتاح غزال ليؤكد أنّه في أوروبا والولايات المتحدة يتم تعليم الطفل منذ الصغر كيفية الابتكار، فيقدمون له "ماكيتاً" لنموذج طائرة، ومعه صندوق يحتوي على ألف قطعة للطائرة ليتم تركيبها في مدة أسبوع أو أكثر.. وهو بهذا يتعلم التركيب، ويبدأ في التفكير في تركيبات ونماذج جديدة، فتنمو الموهبة الابتكارية لديه مبكراً، ومع أنّ الألعاب تؤدي دوراً مهماً في حياة أطفالنا، إلا أنّه يجب علينا نحن الآباء والأُمّهات فحص اللعبة قبل شرائها لأنّ الألعاب ليست مأمونة خصوصاً إذا كان هناك عيب في موادها، أو تصميمها.

ومن أهم الاعتبارات التي ينبغي أو يراعيها الوالدان عند شراء الألعاب لأبنائهم ما يلي:

-         عدم شراء الألعاب ذات الحواف والرؤوس الحادة، والشقوق لأنّها قد تجرح الطفل أو تخدشه.

-         التأكد من أنّ اللعبة متوازنة بصورة جيدة.

-         تجنب شراء الألعاب المصنوعة من المواد القابلة للاحتراق.

-         تحاشي شراء الألعاب التي تحوي قطعاً صغيرة يمكن أن تُبلع أو تُستنشق مع الهواء أو توضع في الأذن.

-         التأكد من أنّ جميع الألعاب المطلية تحمل عبارة "غير سام".

-         يجب أن نعرف أنّ هذه الألعاب قد تسقط على الطفل لذا يجب أن تكون، إما ثابتة أو ذات وزن خفيف لأنّه قد يرميها على أخته أو أخيه.

-         الألعاب التي تحتوي مراوح وأسلاكاً كهربائية يجب أن تراعى فيها نواحي الأمان، والعمر، فالعمر عامل حاسم في اختيار اللعبة.

أخيراً: الطفل في أشهره الأولى تناسبه ألعاب لا تناسب ذلك الذي التحق بالمدرسة، لذا يجب علينا مراعاة قدرات الطفل، ومدى نمو جسمه عند اختيار الألعاب الحركية بحيث لا ترهقه أو تسبب له الأذى.

 

المصدر: مجلة المجتمع/ العدد 1388 لسنة 2000م

ارسال التعليق

Top