• ٢٥ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٦ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

إرشادات عملية لتقويم الطفل البخيل

إرشادات عملية لتقويم الطفل البخيل

◄"طفلي أبخل من أشعب"، عبارة تردِّدها الأُمّهات بضيقٍ، بسبب صفة البخل التي تسيطر على أطفالهنّ! فالبخيل يرغب في الاستيلاء على كلِّ شيء، وهو أبعد ما يكون عن العطاء والاهتمام بغيره، وبالتالي عن المشاركة الاجتماعية.

تشرح الباحثة الاجتماعية والسلوكية ليلى عبدالقادر أنّ "سلوكيات الطفل السلبية وصفاته المذمومة قابلة للتغيير، إذا تمكّن الوالدان من التعامل معه بأسلوب صحيح. وتقول: إنّ "التعرّف إلى أسباب صفة البخل عند الطفل يسبق تقديم الحلول لتقويمها، فهناك نوعان من البخل: البخل المادّي وذلك العاطفي. ومن المعلوم أنّ النشأة في أسرة لا تعي مفهوم العطاء بكلّ أشكاله، وتعتمد على أسلوب الأخذ حصراً في تعاملاتها، تجعل الصغير يكتسب هذا الأمر ويعتمده في حياته ويحمله معه إلى أُسرته التي سيُكوِّنها في المستقبل، لتكون صفة متأصلة فيه".

وتشمل الأسباب الأخرى لبخل الطفل:

غريزة التملُّك: هي موجودة في النفس البشرية منذ الولادة، وتظهر وتنمو في السنوات الأولى من عمر الطفل، بداية من عمر السنتين، حيث نجده يميل إلى امتلاك أغراضه، ويغضب كثيراً إن شاركه فيها الآخرون. علماً بأنّ التقويم منذ البداية يحول دون أن تتحوَّل غريزة التملك إلى صفة البخل المذمومة.

عدم الشعور بالأمان: يجعل الطفل يميل إلى إخفاء كلِّ ما يملك عن عيون الآخرين. ويعكس عدم شعور الطفل بالأمان، تهديد أخيه له بأخذ مصروفه مثلاً، أو تهديد أُمِّه له بحرمانه من ألعابه، ما يُعزز فيه الرغبة في عدم التعاون مع أي شخص، والتمسك بما يملكه، والحرص عليه خوفاً من فقدانه!

العادات المكتسبة، ومن بينها: ادِّخار كلَّ ما يملك بحكم توجيهات الوالدين، وحرصهما على عدم الإنفاق الزائد، وفرض العقوبات الشديدة عليه في حال الإخلال بالقوانين!

 

- وسائل مساعدة في تقويم صفة البخل:

تُعالج صفة البخل لدى الطفل بطُرُقٍ عدّة، وهي:

1- ربط تعديل السلوك بالقيم الأخلاقية وإطاعة الله: وفي هذا الإطار، من الضروري أن تستبدل الأُم بالحديث مع طفلها عن عاداته السيئة، ومنها البخل، استذكار صفة الكرم وثوابها، مع الاستشهاد بآيات قرآنية وقصص الأنبياء والصالحين، لزيادة حماسه في الحصول على الثواب.

2- تعويد الطفل على العطاء "الموزون": أي من دون إسراف، ما يجعله يتخلى تدريجياً عن التمسك بمملتكاته، بالإضافة إلى الإشادة بسلوك المسلم الصغير المُهذَّب الذي يُقدِّم الصدقة إلى المحتاجين والثناء عليه، ما يحثّه على التبرع للغير من مصروفه الخاص.

3- البُعد عن تعنيف الطفل بسبب تصرّف قد لا يفقه معناه: مثل: البخل، فقد يتسبب له التعنيف في "عقدة" في المستقبل، ويجعله يتمسك بالصفة المذمومة من منطلق العناد. ولذا، على الأُم أن تستخدم "الحيل التربوية" لتعزيز حبّ الصغير للعطاء، من دون أن تكرر على مسامعه القول: "أنت بخيل"!

4- تعويد الطفل على المشاركة الاجتماعية تدريجياً: كأن يتشارك بداية مع إخوته في شراء قالب حلوى من مصروفه الخاص، ومن ثمّ في الأعمال الاجتماعية التي تتسم بالعطاء.

5- على الوالدين أن يتمتَّعا بالذكاء: في الموقف التي تتطلّب ذلك، فإذا لاحظ أحدهما مثلاً أنّ طفله يرفض مشاركة إخوته أو أصدقائه في اللعب، فعليه إحضار المزيد من الألعاب التي تجعله يتحمس في تجربتها معهم لاستكشاف كلّ ما هو جديد.►

ارسال التعليق

Top