• ٢٠ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١١ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

الاسم اختيار موفّق

الاسم اختيار موفّق

 

يكون اختيار الاسم، قبل الولادة بزمن طويل، موضوع نقاش بين الزوجين. يدون بعض الأهل قائمة بالأسماء، يقرر البعض الاسم في الحال والبعض يترددون حتى اللحظة الأخيرة. يفضل بعض الأهل، سواء عرفوا جنس الطفل أو لا، عدة أسماء، يعطون منها ما يليق بطفلهم أكثر عندما يرونه. إنها فكرة لا بأس بها.

 

ليس الخيار دائماً اعتباطيّاً:

·       "لماذا أعطيتماني هذا الاسم؟" سؤال يطرحه كل طفل ذات يوم. يجيب بعض الأهل في الحال: "كان هذا اسم جدتكِ أم اسم خالكَ"؛ أو: "طالما تمنيت أن أدعو ابنتي وفاء". يتردد بعض الأهل قليلاً: "خطر ببالنا الاسم عفواً؛ كان يعجبنا اسم وليد أو غادة"، ثمّ بعد تفكير يتذكرون، ربما، أنّهم رأوا، قبل الولادة، طفلاً جميلاً يدعى وليداً أو غادة.

قد يكون الخيار على علاقة مباشرة بالتاريخ العائلي أو الشخصي، هذه حال المثل السابق. قد ينسجم الخيار مع قناعات دينية، مع اهتمامات فلسفية أو أدبية أو حتى سياسية. تختار العائلات الكاثوليكية أسماء من الأناجيل (العهد الجديد): بطرس، بولس، مريم، حنة. تختار العائلات الإسلامية أسماء إسلامية: محمد، علي، حسين، فاطمة، عائشة. من الملاحظ أن أسماء العهد القديم تلقى انتشاراً واسعاً: موسى، سليمان، إبراهيم...

تعطي الحروب أحياناً أسماء أبطالها. كما راج انتشار أسماء من الطبيعة: أزهار، وردة، أرزة.

·       عندما تبحثون عن اسم لطفلكم، لكم الخيار بين آلاف الأسماء البسيطة الرائجة والأسماء المركبة التي لا يحصيها عد. ولكن اعلموا، مهما كانت اللحظة التي أنتم فيها، أن بضعة أسماء فقط (لكل جنس) تطلق على ربع أو ثلث المواليد الجدد، وأنّه بعد عشرين سنة لن يبقى من هذه الأسماء سوى قلة رائجة.

·       يستعمل الاسم اليوم أكثر فأكثر في العلاقات الاجتماعية لم يكد يعرف الاسم، حتى يجري استعماله.

·       تستجيب الأسماء اليوم لهاجس الابتكار. لكن هذا الاسم، مبتكراً كان أو تقليديّاً، يحمله الطفل على مدى الحياة (إلّا إذا قرر استبداله ويحتاج لذلك إلى أسباب وجيهة). هل يمكن أن يكون للاسم تأثير على شخصية الولد وعلى علاقاته مع الآخرين؟ بالطبع نعم، لذا من المهم أن تفكروا مسبقاً وألّا تؤخذوا على حين غرة عند الولادة فتوافقوا، كما يحدث أحياناً، على أوّل اسم يقترحه الطبيب. ابنكم هو الذي سيتلفظ بهذا الاسم ويسمعه آلاف المرات في المدرسة وفيما بعد.

·       الاسم مثل هدية يعطيها الأهل لطفلهم عندما يولد (يقول الإنكليز الاسم المعطى أو الموهوب)، وهذه الهدية على الأهل أن يقدموها بفرح. لكن لا يتم اختيار شيء إلّا بعد أن يدرس. لذا، لا تترددوا في التداول به بينكم ومع من يحيط بكم قبل أن تتخذوا خياركم نهائيّاً.

لكن كثيراً ما تكون الفكرة الأولى، فكرتكم أنتم، هي الأفضل. بعد أن تستقبلوا آراء الآخرين، ثقوا برأيكم أنتم.

     

  اسم أو عدة أسماء؟

إنّها مسألة تقليد وبلد. ثمة عائلات تعطي ثلاثة أسماء أو أربعة وأحياناً أكثر، وآخرون يعطون اسماً واحداً. يكون الاختبار أحياناً عاطفيّاً، يسر الأهل أن يتذكروا أسماء الأجداد أو أسماء الأصدقاء، فيعطى الولد اسم أعز الأصدقاء. إذا كان الوالدان من جنسيات مختلفة، يمكنهما اعتماد هذه أو تلك. عندما يكبر الطفل المتعدد الأسماء يستطيع، عند الاقتضاء، اختيار الاسم الثاني أو الثالث كاسم مألوف، بإمكانه أن يفعل ذلك دون الاضطرار إلى إجراءات ضرورية.

 

المصدر: كتاب أنتظر مولوداً

ارسال التعليق

Top