تبدأ أولى التجاعيد في الظهور بين سن 25 و30 سنة، وهي تكون ضئيلة جدّاً، بحيث لا نلاحظ وجودها إلا بعد أن تتعمق أكثر، حينها تقولين لنفسكِ: "لم أعد صغيرة مثلما كنت"، وتسيطر عليك لأوّل مرة فكرة أنكِ قريباً سوف تصبحين عجوزاً، لا داعي لكلِّ هذا القلق، المسألة ليست مأساة، إنما يجب فقط النظر إلى الأمر بنظرة أكثر تفاؤلاً.
عام 2003، السنة التي أجاز فيها القانون الفرنسي استعمال مادة البوتوكس في الجراحات التجميلية، بيع في هذا البلد وحده 32 مليون جرعة من هذه المادة الدوائية. وحققت إحدى شركات صناعة الأدوية التي كانت سباقة إلى صناعة البوتوكس في فرنسا، رقم مبيعات في أوروبا بلغ 239 مليون دولار أميركي بفضل تصنيع وتسويق هذا المنتج السحري. وهذا ليس إلا جزء صغير من مشهد كبير، حيث بدأت كلّ صناعة "استعادة الشباب" تلقى إقبالاً كبيراً، بما فيها جراحات التجميل، التي أصبحت فرنسا وحدها تعرف منها مئتي ألف عملية جراحية سنوياً، ومن بين كلِّ هذه العمليات التجميلية يحتل الـ"ليفتينغ" أو عملية شد الوجه رتبة متقدمة هي الرتبة الرابعة، لكن المذهل هو أنّ النساء اللواتي يلجأن إلى هذه العملية ينتمين إلى شريحة عمرية أصغر، ولسن من المتقدمات في السن. وهذا دليل قوي على أنّ الشيخوخة أصبحت شبحاً مخيفاً يمتد تأثيره حتى إلى أكثر النساء شباباً في مجتمعات اليوم.
لماذا التعايش مع التجاعيد؟
التجاعيد التي يبدأ ظهورها على وجه امرأة في سن الشباب، لا يجب أن تثير قلقها. فسواء أكانت خطأً على الجبين أم خطين تحت العينين أم ثنيتين رقيقتين قرب الفم، فإنّها كلها علامات تشير إلى التاريخ الذي عاشته صاحبتها. إنّها الدليل على أنّ المرأة عاشت حياتها من كلِّ أعماقها. لهذا، فإنّ هذه الخطوط الصغيرة، تضفي على وجه المرأة سحراً وجاذبية أكبر. وإذا سألت معظم الرجال ستجدينهم يميلون أكثر إلى الجمال الطبيعي، وانظري إلى جوابهم حينما تسألينهم أيهما أجمل وأحب إلى النفس، هل هي امرأة جميلة تحمل خطوطاً صغيرة إلى جانب مبسمها أو على حافة نظرتها؟ أم امرأة ذات جسم مثير لكن خاضعة لعملية تجميل طمست كلّ تجاعيدها، شدت وجهها من كلِّ جهة فأصبحت ضحكتها بلا روح ونظرتها ميتة؟ فتلك، مهما حركت وجهها فإنّ ملامح وجهها أصبحت مثل وجه الدمية جامدة لا تعبر عن شيء. وكم هنّ كثيرات النجمات والفنانات اللواتي أعلنّ ندمهنّ على جراحات التجميل التي أجرينها. وأشهرهم النجمة الأميركية كورتيني كوكس، التي أعلنت أنها نادمة على استعمالها البوتوكس، لأنّ وجهها أصبح يبدو بارداً وجامداً. حتى زوجها قال لها إنّه يفضل شكلها قبل العملية التجميلية، فهو يحب النساء اللواتي يتعايشن ويتقبلن نضجهنّ.
كيف تتقبلين تجاعيدكِ؟
مَن منّا لم تخف يوماً من أن تكبر في السن، وألا تعود شابة؟ كلّ النساء يخشين التقدم في السن في لحظة أو أخرى. بعضهن يتغلبن على هذه الفكرة بسرعة ويطردن الخوف من رؤوسهنّ، والبعض الآخر يضعفن ويسمحن لهذا الخوف من التقدم في السن بأن يسيطر على حياتهنّ. ولك أنتِ أيضاً أن تختاري، هل تكونين من النوع الأوّل من النساء أم مع النوع الثاني؟ لكن لنقل لأنفسنا: لماذا نخاف التجاعيد إن كنا سعداء بحياتنا؟ كيف تخاف امرأة التجاعيد إذا كانت عاشت كلّ يوم من حياتها الماضية وحققت إنجازات كبرى في حياتها، ولا يزال أمامها المستقبل لتنجز أشياء أخرى؟
لماذا نحصر مفهوم الشباب في مجرد كونه "بشرة ناعمة" في حين أنّ الشباب هو قبل كلّ شيء حالة مزاجية؟ إنك إذا استمررت إنسانة نشيطة وتلقائية ومليئة بالحيوية، وعملت على إظهار المزيد من المميزات في شخصيتك، تكونين شابة أكثر من أي امرأة شابة كسول وخاملة ومنكفئة على ذاتها، إضافة إلى أنّ نشاطك وحيويتك سوف يسحر كلّ من حولك، فلا ينتبه أحد إلى أي تجاعيد يصيبك بعقدة، هوني عليك، وخذي الأمر ببساطة ولا تتوقفي عند تجاعيدك كثيراً، خاصة عندما تكونين أمام المرآة، حاولي أن تضعي بعض الماكياج لتبرزي الملامح الجميلة في وجهك، مثل: عينيك الواسعتين، أو رموشك الطويلة، أو شعرك الناعم الغزير، أو في ابتسامتك الجذابة، وذلك بدلاً من أن تنفقي الوقت في التحسر على ما مضى.
اجعلي من تجاعيدك ميزة:
كثيراً ما تسمعين الناس يرددون أنّ المرأة في سن الثلاثين تكون أجمل منها في سن العشرين، هل تنكرين أنّ هذا الأمر ينطبق عليك أنت أيضاً؟ بالتأكيد لاحظتِ أنكِ عندما بلغتِ سن الثلاثين اكتسبتِ نضجاً وثقة بالنفس أثرت في ارتياحكِ إلى شكلكِ الخارجي بشكل إيجابي، جعلكِ تبدين مشرقة أكثر مما عندما كنتِ في سن العشرين.
إذا كان هذا الكلام لا يقنعكِ، فحاولي أن تجعلي من تجاعيدكِ وسيلة لإثارة انتباه من حولكِ إلى جمالكِ. فالمرأة قادرة على أن تكبر في السن لكن بِّكل أناقة، وأن تظل لافتة للأنظار بأن تخالف توقعات الآخرين وتفاجئهم بذوقها العالي وأناقتها وحفاظها على رشاقتها وتألقها. وأيضاً، راقبي تغذيتكِ وابتعدي عن كلِّ المواد المصنعة والمعالجة كيمياوياً، واكتفي بتناول الأغذية العضوية الطبيعية، كوني نشيطة، ومارسي الرياضة واحمي بشرتكِ بالكريمات الواقية من أشعة الشمس، لكن قبل كلّ ذلك وبعده، كوني واثقة بنفسكِ وبقدراتكِ.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق