◄إدرسي خلال فترة الخطوبة بعناية طباع خطيبك وقدراته وخلقه وميوله وأفكاره، فإذا تأكدت أنّه الرجل المنشود الذي سوف تحققين معه أمانيك وأحلامك، وجب عليك أن تتعلمي كيف تكونين امرأته المنشودة التي يحقق معها هو الآخر أمانيه وأحلامه، وذلك بتغيير بعض الطبائع والخصال المكتسبة لديك، والتي تقتنعين بينك وبين نفسك بأنّها جديرة بالتغيير، وبأنّها سوف تقف حائلاً بين خطيبك وبين سعادته معك.
ومن هذه الخصال غير المحمودة: شدة الإسراف والبذخ، أو الانخراط الزائد عن حدود اللياقة في صداقاتك بالشباب، أو ضياع معظم وقتك في تجولك في الأسواق بحثاً عن آخر صيحات الموضة، أو كثرة التحدث عن صديقاتك اللائي سبق لهن الزواج وتوفر لهن حظاً أوفى من الجهاز وما قدِّم لهن من شبكة أو مهر. وكلّها مظاهر للتدليل الزائد الذي حظيت به في بيت أبيك، وهي غالباً ما تؤرق خطيبك وتقلقه على مستقبله معك. وقد تنفره منك نفوراً يجعله يتراجع نهائياً عن اختياره لك. وهذا حقّه، كما أنّه من حقّك بل ومن واجبك تّجاه نفسك وحياتك ومستقبلك، ألا تتردي في اتخاذ قرارك بالعدول عن الارتباط بخطيبك إذا ما اكتشفت فيه أثناء فترة الخطوبة من العيوب ما لا تقبلينه في زوجك وشريك حياتك.
تعرفي على أسرة خطيبك جيداً، وتأكدي من أنّك يمكنك الاندماج في هذه الأسرة اندماجاً مريحاً سعيداً لا تكلف أو مشقة، أما إذا كان هناك تناقض كبير بين طبائعهم وأسلوب حياتهم ومعتقداتهم، وبين طباع أسرتك وأسلوب حياتك الذي نشأت عليه ومعتقداتك، فإنّ هذا التناقض من شأنه أن ينغّص عليك حياتك الزوجية لا محالة، فالنشأة والتربية الدينية مثلاً، يستحيل أن تنسجم وتتواءم مع حياة التسيب والانحلال والتحلل من كلّ القيم الأخلاقية كما أنّ الاختلاف الكبير في مستوى المعيشة ومستوى التعليم والثقافة والمعرفة، يجعل من العسير على الأمور أن تجري في مجراها الطبيعي.
ويخدعك من يقول لك ما دمت مقتنعة بزوجك مؤمنة بأنّه الرجل الذي تنشدينه، فما أهمية أن تقتنعي بأسرته وأهله، وما أهمية أن تنسجمي معهم ما دمت منسجمة مع زوجك انسجاماً تاماً، لأنّه من المستحيل أن تنقطع صلته بأهله بعد الزواج. وإذا حاول فلن يتركوه بلا مشاكل، ولن يلبثوا أن يقتحموا عليكما حياتكما شر اقتحام.
لا تستجيبي لرغبات خطيبك الحسية قبل الزواج مهما كانت يسيرة، فإذا حاول استدراجك إلى النشاط الحسي، فتعلمي أن تقولي لا في رقة ولباقة وفي الوقت المناسب، ولا تسمحي لنفسك أن تضعفي أمام إلحاحه أو حرصك على إرضائه وعدم إغضابه، ذلك لأنّ الشاب غالباً ما يخيب أمله في خطيبته إذا ما فرّطت في نفسها، وقد يظن بها الظنون ويعتقد أنّها تمرست على هذا النشاط الحسي مع شاب أو شباب من قبله، ومهما أظهر لك من امتنان وتقدير على استجابتك لرغباته، فإنّه يدّخر لوقتٍ لاحق في اللاوعي رأيه الآخر فيك باعتبارك امرأة سهلة المنال منحلة، ليس لديك قدرة على مواجهة المواقف وصد غزوات الرجال عنك، وغالباً ما يؤرقه هذا الشعور بعد الزواج، ويكون مصدراً رئيسياً لشكوكه وغيرته وعدم اطمئنانه إلى تصرفاتك، وقد يعايرك في إحدى المشاحنات أو المشاجرات التي قد تنشب بينكما، هذا إن لم يدفعه شبعه منك وارتوائه خلال فترة الخطوبة إلى الهروب والعدول عن الزواج منك.
تأكدي من خلوه من الأمراض الوراثية أو الأمراض الخبيثة أو المعدية، حرصاً على سلامتك وسلامة أولادك بعد ذلك، وفي الجانب الآخر، يجب أن تستشيري طبيبة أمراض النساء لإعدادك صحياً لكي تكوني في أكمل صحة وأتم عافية قبل ليلة الزفاف، واحرصي على علاجك من أي أمراض ظاهرة كانت أو خفية، مثل الأمراض الجلدية وتغير رائحة الفم على سبيل المثال، حتى لا يصدم عريسك في ليلة العرس الغالية.
حددي بنفسك تأريخ الزفاف، واحرصي على ألا يحدث الزفاف خلال أيام الحيض، حتى لا يصدم عريسك صدمة شديدة، ويصاب بالأذى والضيق والاشمئزاز، ويجب أن يكن الزفاف في يوم تالٍ لأيام الحيض وليس قبل الحيض ببضعة أيام، كما يجب ألا يكون الزفاف خلال شهر رمضان حتى لا يقع عريسك في حيرة بين رغبته الجامحة في الاستمتاع بك وبين الصيام.
لا يصح تأخير التخلص من شعر العانة والإبطين حتى آخر يوم قبل الزفاف، بل ينبغي أن يتم ذلك قبل الزفاف بثلاثة أيام على الأقل، ذلك أنّ التخلص من هذا الشعر غالباً ما يترك آثاراً بهذه الأماكن أشبه بالالتهابات، أو قد ينتج عنها التهابات فعلية تحتاج لبعض الوقت للعلاج بالكريمات الملطفة، فإذا ما أرجأت التخلص من هذا الشعر إلى آخر يوم قبل الزفاف، فقد يضايق عريسك ويصدمه ما يراه من التهابات في هذه المناطق، وقد يظن بك الظنون ويصاب بخيبة أمل في هذه الليلة الغالية.
إذا اتفقت مع عريسك على تأجيل الحمل لفترة، يجب عليك أن تبدئي بتناول الحبوب بانتظام قبل الزفاف بثلاثة أشهر على الأقل، حتى يعتاد جسمك على الحبوب ولا تتعرضي إلى أي اضطرابات هرمونية بعد الزفاف، مما ينعكس أثره بالضرورة على مزاجك العام، وعلى مدى استعدادك للتمتع والاستمتاع الحسي.
اعرفي صورة شعرك المفضلة عند عريسك واحرصي على الظهور بها في ليلة الزفاف، فإنّ هذه اللفتة اللماحة منك لن تفوت عليه، وسيسعده كثيراً أن يراك في هذه الليلة حريصة على أن ترضي مزاجه وميوله، وربما ساعده هذا التعبير غير المباشر منك على أن يتغلب على تعثره وتخبطه وخجله في هذه الليلة.
لا تحاولي استفزاز خطيبك بحديثك عن كلّ من أعجبوك أو خطروا ببالك أثناء فترة المراهقة، فهذه الأحاديث تضايق الرجل وتصيبه في مشاعره وتجرح كبرياءه وتذل غروره، وتجعله يفقد متعة الاعتقاد بأنّه أوّل من سكن قلبك وحرّك وجدانك وأثار فيك مشاعرك البكر. فكم يسعد الرجل أن يعتقد أنّه فارس الأحلام الذي ادّخرت له كلّ أحاسيسك وإعجابك.
لا تكذبي أبداً على خطيبك وإن اكتشف أي حقيقة عنك فلا تداريها واشرحي له أمورك بوضوح كي يثق فيك.
لا تحاولي الظهور بأرقى من مستواك أمام خطيبك فسيأتي اليوم الذي تنفضح فيه الحقيقة وتكون النتيجة عكسية. فكوني طبيعية.
لا تطلبي منه أن يصارحك بأسماء من تعلّق قلبه بهن، ولا تلحي عليه لكي يسرد عليك أدق التفاصيل التي تتعلق بعلاقاته العاطفية في الماضي، فقد يكون ماضيه خالياً من مثل هذه التجارب، ولكنه سيحزنه أن يبدو لك رجلاً قليل الحيلة عديم الخبرة في هذا المضمار معتقداً أنّ ذلك يقلل من شأنه في نظرك، وقد يضطره ذلك إلى اختلاق القصص والحكايات التي تظهره غازياً مغواراً لقلوب العذارى، ولكن سيترتب لديه شعور بالنقص لأنّه وحده الذي يعلم الحقيقة، وقد يستفز هذا الشعور رغبته في إثبات قدره على كسب قلوب النساء دون اللجوء إلى الزواج كوسيلة تقليدية مكنته منك، ويسرت له كلّ عسير في سبيل الحصول على قلبك، وهنا يبدأ في اختبار هذه القدرات خارج البيت، فإذا نجح، فإنّك تكونين قد فتحت على نفسك باباً للمتاعب كنت في غنى عنه.►
المصدر: كتاب الفتاة قبل الزواج.. نصائح وإرشادات
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق