• ٢٦ كانون أول/ديسمبر ٢٠٢٤ | ٢٤ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ
البلاغ

إستراتيجيات مواجهة زنّ الأطفال

إستراتيجيات مواجهة زنّ الأطفال

◄بين الثالثة وسنّ دخول المدرسة، تعتمد غالبية الأطفال الزنّ مسلكاً لبلوغ مرادها، خصوصاً كلّما رفض الأهل طلبها. وغالباً ما يتطوّر الأمر بعد ذلك ليصبح عادة يلجأ إليها للضغط على أبويه، حتى يوافقا على جميع مطالبه، ما يُسبِّب ضيقهما.

ثمة إستراتيجيات لمواجهة الطفل الزنان كثير البكاء، الطفل الذي يُسبِّب إزعاجاً دائماً في المنزل بسبب بكائه المستمر على أتفه الأمور. والأسباب الأبرز المسؤولة عن لجوء الطفل للزنّ: شعوره بعدم الأمان، أو تدليله الزائد والاستجابة لطلباته دائماً، أو تعبيره عن شخصيته المستقلة، أو لفت النظر إذا تكرر الإهمال من الأسرة أو أحد أفرادها.

 

-          كيف تتصرّف الأُم، إذا كان طفلها يبتزّها بالبكاء؟

تحتاج الأُم إلى الصبر لتُفهم صغيرها أنّ أسلوب الزنّ لن يجدي نفعاً، وأنّها لن تستسلم لرغباته حتى لو استمرّ في البكاء، مع ضرورة الثبات على الموقف لعلاج المشكلة. وفي هذا الإطار، من الضروري أن يتفق الأبوان في مواجهتهما موقف الزنّ، تلافياً لئلّا يلجأ الطفل إلى تكرار نفس السلوك السيِّئ، لأنّ أحد أبويه يوافق على ما يريده في إثر المبالغة في البكاء.

وتتمثل الخطوة الأهم في مواجهة زنّ الصغير في هدوء المربي، وعدم الاستجابة لاستفزاز الطفل، بمعنى ألّا يُنفّذ الطلب الذي يلحّ فيه الصغير ويبكي من أجله، بدون أن ينفعل أو يفقد أعصابه. فقد يستمتع الطفل بغضب أبيه، ويدرك أنّ الزن طريقة ناجحة للاستفزاز، وأنّه سينال مراده جرّائه!

من جهةٍ ثانيةٍ، على ملامح الوالدين وحركاتهما ولغة جسديهما أن تنطق بالصرامة خلال الموقف المذكور، بعيداً عن التهرُّب من النظر إلى الطفل حتى لا يضحكا. ويجب عليهما أن ينظرا في عينيه بقوّة تجعله يشعر بأنّهما لا ينويا الاستجابة لهذا الزنّ أبداً. وأيضاً، على المربي أن يعرف دافع الصغير إلى التعبير عن مشاعره بهذه الطريقة المؤسفة. ولعلّ الإحباط هو السبب الأكثر شيوعاً لذلك، ذلك عند حدوث تغييرات رئيسة في محيط الطفل. مثلاً: التغيير في الجدول الزمني والانتقال إلى مدرسة أو منطقة سكنية مختلفة، أو مضايقات في المدرسة من زملائه أو ولادة طفل جديد في الأسرة.

على الوالدين مساعدة طفلهما على احترام الذات. وعندما يلاحظان أنّ ابنهما استطاع التبعير عن مشاعره بشكل مناسب بدلاً من البكاء، يجدر بهما الثناء عليه وإخباره بالعبارات المحفزة. مثلاً: قول الأُم لصغيرها: "سعيدة حقّاً أنّك استطعت استخدام الكلمات للتعبير عن استيائك"، أو مدح سلوكه أمام الآخرين.

 

-          لاءات...

عموماً، من الضروري أن يشرح الأبوان لصغيرهما كيف يجب أن يطلب أمراً ما، أو أن يرفض شيئاً لا يرغب فيه، أو أن يفاوض في ما يريده بطريقة تناسب عمره، وأنّ البكاء من دون سبب هو للأطفال!

ويجدر بهما أن يبعدا عن الترديد على مسامع الأطفال الذكور عبارة: "الرجال لا يبكون"، لأنّهم يفعلون؛ ولكن يجب أن تكون أسباب البكاء عظيمة.

من بين اللاءات في الموقف المذكور:

-          لا للضغط على الطفل بالطلبات التي تتجاوز مقدرته، كإلزامه على المذاكرة وهو متعب.

-          لا للصراخ في مقابل بكائه، فيزداد هذا الأخير، بل يجب إيداعه يبكي مع ترك الغرفة؛ ولكن مع متابعته، خصوصاً إذا كان سنّه صغيراً، أو كانت نوبات غضبه عارمة حتى لا يجرح نفسه أو يُخرِّب شيئاً.

-        لا للتردُّد في لمسه بخفّة، لأنّ الاتصال الجسدي بين الطفل وأبويه يُقوِّي التقارب العاطفي بينهما.►

ارسال التعليق

Top