◄ثقي تماماً بأنّ طريقة الرجل في الحب والتعبير عمّا يجول في خاطره، ليست كالطريقة التي تُحب بها حواء.. إنّها تعطي بلا حدود أو مقابل، حبّها غير مشروط، حب نقي.. إنّها مستعدة أن تفعل المستحيل من أجل الرجل الذي تحبّه.
عليك سيدتي أن تنسي كلّ ما تعلمته عن الرجل وتمحي تلك الخرافات العالقة في ذهنك، وكلّ ما سمعت من أُمّك، أو صديقاتك، وكلّ النصائح التي قرأتها في المجلات أو شاهدتها على شاشات التلفاز عن شخصية وطبيعة الرجل.. فإذا كنتِ على علاقة جدّية برجل وترغبين في الحصول على خاتم الزواج، أو كنتِ في علاقة متوترة مع الشريك، أو على وشك الانفصال، عليك بأخذ نفس عميق وقراءة الأسطر التالية، فهي دليلك للتحليق بالعلاقة في فضاءات جديدة بعيداً عن الخلافات والإرهاق والأعصاب المشدودة.
إذا كنتِ ترغبين في استعادة التحكم في زمام الأمور وتقوية الرابط القائم مع شريكك، أو كنتِ متعبة من تلاعبه بك وتريدين توقف هذا الأمر، عليك باتباع الخطوات التالية:
- توقفي تماماً عن تغيير الرجل لأنّها الطريقة الأسوأ، والأكثر فشلاً في بناء علاقة جيِّدة، وذلك لسبب بسيط وهو أنّ هناك صفات أساسية في كلّ الرجال لا يمكن أن تتغير أبداً، ومهما تصرفت بطيبة معه ستبقين عرضة لخداعه وألاعيبه، حتى تدركي تماماً تركيبته وتتعرّفي إلى أهم الوسائل والطرق التي تحركه وتحفزه، وكيف تقدمين له حبّك لتصلي سريعاً إلى قلبه، وتكونين الملكة المتوجة في قفص الزوجية الذهبي.
- يمكنك أن تدخلي إلى عقل الرجل وتفهميه بشكل أفضل، بحيث تنفذين خططك وأحلامك ورغباتك التي طالما راودتك، وذلك بمساعدته لك وهو راضٍ تماماً عما يفعل، والأفضل من هذا أن تكتشفي إذا ما كان يخطط لعلاقة جدّية، أم أنّه يتلاعب بك فقط.
- تذكّري أنّ الحافز الأساسي لأي رجل، سواء رئيس شركة، أم لاعب كرة، أم موظفاً عادياً، هو تركيبة في الحمض النووي لدى الرجل تدعوه إلى أن يكون عائلاً للأسرة وحاميها، لذلك فإنّ كلّ ما يقوم به من سلوكيات وأفعال إنما يفعلها ليضمن قدرته على تحقيق ما يطلب منه كرجل.
- يحب الرجل أن يشعر بأنّه رقم واحد، وأن يكون الأفضل في حياتك، ويحب أن يكون الشخص الذي يتوجه إليه الجميع وخصوصاً زوجته أو مَن يود الارتباط بها، ويرغب في أن يحميها ويصونها، وهو بهذا يشعر بقوّته وفحولته وقدرته، ويحس بنشوة عارمة لأنّه حقق رجولته، وهذا شيء مهم للغاية للرجل.. إنّه يتفاخر بذلك – أمّا أنت عزيزتي فلا تهتمين بذلك كأغلب النساء – ؛ ولكنها مسألة مهمة جداً بالنسبة إلى الرجال جميعاً.. وعليك أن تستشعري ذلك وتشعريه بأنّه الأوّل في كلّ شيء، امدحي قوّته، تميُّزه وتفرُّده عن غيره.. وإلّا ما نفع كونه رقم واحد.
- تشتكي الكثير من النساء غياب الرجل المتكرر عن البيت وتظن به الظنون، وبعضهنّ تنظر إليه إذا شرد بذهنه أو سرح قليلاً أنّ هناك امرأة تسيطر على تفكيره، أو إنّ ما يشغل باله ما هو إلّا أنثى أخرى، ولكن أثبتت الدراسات أنّ سبب غياب الرجل أو شرود ذهنه وتمضيته وقت طويل في العمل، وحرصه على أمواله تُفسر على أنّ الرجل يقضي وقتاً طويلاً في العمل أو يفكر كيف يوفر مالاً ويقوم بما هو مطلوب منه على أكمل وجه، وذلك لسببين جوهريين: أوّلاً أنّ هذا يشعره بالأمان والقوّة. ثانياً ليشعر بأنّه جدير بك ويوفر لك الرعاية الكاملة، بل ويتحمّل المسؤولية التي نشأ على أنّها جزء لا يتجزأ من رجولته. ابتعدي عن الشك فيه إن تأخر بسبب ضغوط العمل، فهو يفعل ذلك بدافع المسؤولية الموكلة إليه، لأنّ عمله المصدر المالي الأوّل لوفائه وتحمله لتلك المسؤولية، فلا تزعجيه أو تتهميه بأنّه يقدّس العمل ويحبه أكثر منك ومن عائلته.
- ثقي تماماً بأنّ طريقة الرجل في الحب والتعبير عما يجول في خاطره ليست كالطريقة التي تحب بها المرأة. إنّ المرأة تعطي بلا حدود أو مقابل، حبها غير مشروط، حب نقي، إنّها مستعدة أن تفعل المستحيل من أجل الرجل الذي تحبه.. إذا تعرض لسقوط أو فشل تمدّ له يدها بكلّ حب ومودة وأدب.. إذا كان ذابلاً هامداً فإنّها تمنحه القوّة بنظرتها الحانية، وابتسامتها التي تعيد له الأمل.. هذه طريقة الأنثى في الحب.. إنّه حب صامد أمام اختبارات الزمن، لا يعترف بالمنطق والظروف، حب كالصخر في القوّة والمتانة وكالنمسة في رقته ونعومته.. إنّه يجمع بين النقيضين في آن واحد، القوّة والنعومة.
وأنت تتوقعين من الرجل أن يمنحك الحب بهذه الطرقة (طريقتك) وبالأسلوب نفسه. كُفي عن هذا المطلب، ذلك لأنّه لن يفعل هذا بتاتاً لسبب بسيط جداً، وهو أنّ طريقته في التعبير عن حبه ليست كطريقتك.
إذا سألنا أي امرأة عن نوع الحب الذي تطلبه من الرجل الذي تحبّه، أو كيف تريد من الشريك أن يعبر لها عن حبّه، فسنستمع لإجابة واحدة من جميع النساء على اختلاف ثقافتهنّ أو درجة تعليمهنّ، أو مستوياتهنّ الاجتماعية. إنّها تريده محباً حنوناً كريماً، حساساً لطيفاً، وقبل ذلك كلّه داعماً مسانداً.. تريده أن يهتم بتفاصيلها، فإن لبست شيئاً جديداً لفت انتباهه، وقال لها: كم أنت جميلة.. تريده حساساً يبكي لألمها، قوّياً تعتمد عليه في كلّ شيء، مستعداً لمساعدتها في أتفه الأمور من دون أن تطلب ذلك منه.. ولابأس إن كان وسيماً، يملك المال ليغدق عليها الهدايا، ويدعوها لأمسيات جميلة خارج البيت.
إنّك تبحثين عن الكمال، الذي لن تجديه بكلّ تلك الصور لسبب بسيط جداً هو أنّ طريقة الرجل في التعبير عن حبه تختلف تماماً عن طريقة المرأة في التعبير عن حبها. لا تعتقدي أنّ الرجل عاجز عن أن يحبك بهذه الطريقة، بل نقول فقط إنّ حب الرجل مختلف، فهو أبسط كثيراً من ذلك كلّه. إذا أدركت ذلك ستكتشفين أنّ الرجل الواقف أمامك يعطيك بالفعل كلّ ما لديه وأكثر، ولكن كيف تعرفين أنّه يحبك فعلاً؟
هناك ثلاثة أمور إذا لاحظتها في سلوكه، فاعلمي جيِّداً، أنّه يحبك، وهي:
1- حين يُعلم الجميع أنّه يحبك ويريد أن يرتبط بك، يقدمك لأصدقائه أو معارفه على أنّك خطيبته، وأنّها أيام قليلة وستكونين زوجته.. إنّها إشارة منه إلى أنّك ملكت عليه حياته وقد اقترب موعد اقتران اسمك باسمه؛ ولكن إذا قدّمك كصديقة، أو عرَّف عنك باسمك مجرداً، فعليك أن تعرفي أنّ كلّ ما تمثلينه له هو أنّك صديقة فقط ولا شيء غير ذلك، وأنّك لست ضمن مشاريعه المستقبلية ولن تكوني زوجته.. الإعلان عن المشاعر شيء أساسي أمام الآخرين لأنّك من خلاله ستعرفين نيته كرجل بالنسبة إلى العلاقة هل ستستمر وتصبح زواجاً أم لا؟
2- المسؤولية: سيحرص الرجل الذي يحبك على تولي مسؤوليتك، فقد اعتاد الرجل من آلاف السنين أنّ وظيفته الأساسية تكمن في الحرص على استقرار وضع مَن يحب وتحمل مسؤوليتك كاملة وألا تحتاجي إلى أحد غيره، تلجئين إليه حين يصيبك مكروه، أو إن أردت شيئاً، فعقله قد بُرمج على أن تحمله المسؤولية والوفاء بوعوده التي قطعها على نفسه أمامك هي جوهر الرجولة الحقيقية. فمن يشك من الرجال في قدرته على إعالة مَن يحب من النواحي المادية والنواح الأخرى، فإنّ (الأنا) فيه تدفن حية.. والعكس صحيح، فكلما شعر الرجل بأنّه قادر على إعالة زوجته وأولاده أحسّ بالنشاط والهمة العالية وبالثقة التي تدفعه لعمل المستحيل لإسعادهم، قد يبدو هذا الكلام بسيطاً ولكنّه حقيقة واقعة. ولكن كيف تتقبلين رعاية رجل لك في عصر تربت فيه النساء على الاستقلال المادي، وقد زُجت إلى رأسك الأفكار التي تقول ألا تعتمدي على الرجل، وأنّه لا يقدم لك شيئاً، أنجزي مهامك بنفسك، إلى غير هذه الأفكار الطافحة بعقول النساء في هذه الأيام. تذكّري الأشياء التي تحرك الرجل، الرجل الحقيقي يقوم بما عليه ليتأكد من أنّك أنت وأبناءك تتلقون الرعاية الكاملة منه، فإن قصر في هذا ستكثر الخلافات وتزداد بينكما الفرقة والجفاء، وربما يرحل إلى امرأة أخرى يشعر في علاقته بها بأنّه مسؤول عنها، وأنّه الرجل الأوّل والأخير لها وأنّها لا تستطيع الحياة من دون رعياته لها.
3- الحماية: ليس هناك رجل حقيقي على قيد الحياة لا يحمي ما يملكه، إنّها مسألة تربى عليها منذ الأزل، كما تربت كلّ امرأة على أنّها لابدّ أن ترتبط برجل عظيم في حياتها ليحميها ويدافع عنها، ويكف الأذى عنها مهما كلفه الأمر من عناء، حتى لو سبب الأذى لشخص ما، على الرغم من معرفته بالعواقب التي سيجنيها من وراء حمايته لها؛ لكنّه يقدم على حمايتها حتى لو كلفه ذلك السجن، فهو مستعد أن يفديها بحرّيته في سبيل المحافظة عليها.. إنّ الرجل يفعل ذلك بدافع فطري غريزي. ►
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق