أورام حميدة لا تدعو للقلق تنمو من الطبقة العضلية الرخوة بالرحم ومن النسيج الليفي، ويختلف حجمها ما بين الصغيرة جداً (بحجم حبة الفاصوليا) إلى الكبيرة جدّاً (بحجم حبة الشمام)، وفي حالات نادرة جدّاً تكون سرطانية. تنتشر حالات أورام الرحم بين كثير من النساء وخصوصاً في المرحلة العمرية ما بين 30 إلى 50 عاماً، والنساء البدينات أو ذوات الوزن الزائد هن أكثر عرضة لها مقارنة بالنساء ذوات الوزن المثالي.
تصنف أورام الرحم الليفية إلى أربعة أنواع على النحو التالي:
أورام ليفية جماعية: تنمو بجدار الرحم وهي أكثر الأنواع شيوعاً
· أورام ليفية تحت المصلية: تنمو خارج جدار الرحم وهي أكبر حجماً، وتكون معلقة على ساق فيما يشبه الفطر (المشروم)
· أورام ليفية تحت المخاطية: تنمو على العضلات تحت الطبقة المبطنة لجدار الرحم.
· أورام عنق الرحم الليفية: تنمو على عنق الرحم.
أسبابها:
لم يتفق العلماء على أسباب بعينها لتلك الأورام، وما يحدث خلال سن الإنجاب أنّ هرمون الاستروجين والبروجستيرون يرتفعان وعندما يرتفع هرمون الاستروجين – خصوصاً في فترة الحمل – تتورم الألياف بالرحم وعندما تهبط معدلات الهرمون يحدث ضمور تلك الألياف مثل ما يحدث عند بلوغ المرأة سن اليأس وانقطاع الطمث.
ويمكن أن تتسبب الأورام في بعض المشاكل الأخرى مثل تعسر الولادة، وصعوبة حدوث الحمل أو العقم، والإجهاض المتكرر.
طرق تشخيصها:
بما أنّ كثيراً من النساء لا يشعرن بوجود الأورام الليفية بالرحم لديهن فغالباً يتم الكشف عنها عن طريق الصدفة كأن تراجع المرأة الطبيب النسائي لسبب آخر وتظهر أثناء الفحص المهبلي، كما أنّ هنالك طرقاً أخرى للكشف عنها وهي:
الموجات فوق الصوتية: يطلبها الطبيب إذا اشتبه بوجود الأورام للتأكد، ويجرى هذا الفحص أيضاً عندما تعاني المرأة من نزف غزير أثناء الدورة الشهرية، وكذلك في حالة عدم تبيّن التشخيص من خلال فحوص الدم.
الفحص المهبلي: إدخال ماسح صغير داخل الرحم عبر المهبل للفحص عن قرب.
تنظير الرحم: إدخال منظار صغير داخل الرحم للفحص وفي الوقت نفسه يتم أخذ عينة من بطانة الرحم.
إذا لم تؤثر الأورام في المرأة أي لم تحدث لها أعراض ولم تؤثر في حياتها اليومية فلا تحتاج إلى علاج، وحتى إن كانت الدورة الشهرية تنزل بغزارة ولا تتضرر منها المرأة فلا ضرورة للعلاج، وعند بلوغ المرأة سن اليأس وانقطاع الطمث تتضاءل الأعراض أو تختفي نتيجة ضمور الأورام الليفية في تلك المرحلة من العمر، وإذا تطلبت الحالة تدخلاً طبياً يكون بتنظيم هرمون الإستروجين حتى تضمر الأورام ويكون العلاج عن طريق الحقن، ويوقف هذا العلاج الدورة الشهرية ولكنه لا يعتبر من موانع الحمل ولا يؤثر في خصوبة المرأة التي تعود إلى طبيعتها بعد التوقف عن استخدام العلاج، ويساعد العلاج كذلك في حالة غزارة الدورة الدموية والشعور بالضيق بأسفل البطن، ومن الآثار الجانبية للعلاج أعراض تشبه أعراض انقطاع الطمث مثل "الهبّات الساخنة" التي تشعر بها عند وصولها إلى سن اليأس، والتعرق، جفاف المهبل، واحتمالية ترقق العظام، ويستخدم هذا العلاج بصورة مؤقتة قبل اللجوء إلى الجراحة في محاولة لجعل الأورام الليفية تضمر. وللقضاء على الآثار الجانبية للعلاج يمكن إضافة علاج آخر إليه وهو العلاج بتعويض الهرمونات، كما توجد بعض العقاقير العلاجية ولكنها أقل تأثيراً في حالة الأورام كبيرة الحجم. تعتبر العملية الجراحية آخر الحلول التي يلجأ إليها الطبيب عند عدم جدوى العلاجات السابقة.
استئصال الورم العضلي: وهو إزالة الأورام من جدار الرحم وهو الخيار المفضّل لدى النساء اللاتي يرغبن في الإنجاب، ولكنه لا يفيد في حالة الورم كبير الحجم أو إذا كان ببعض الأماكن بالرحم التي يصعب إزالته منها.
إزالة جدار الرحم: تعتبر بديلاً جيداً لاستئصال الرحم، حيث يتم فيها إزالة بطانة الرحم إذا كانت الأورام قريبة من السطح الداخلي للرحم.
انصمام الشريان الرحمي: حقن مادة كيميائية عبر قسطرة إلى داخل الوريد بالساق وتتم المتابعة عن طريق الأشعة السينية، وتفيد هذا العلاج في ضمور الأورام الكبيرة عن طريق وقف إمدادها بالدم.
العلاج عن طريق الرنين المغناطيسي: يحديد مكان الورم عن طريق الاسترشاد بالرنين المغناطيسي وبعد ذلك يتم إدخال كابل من الألياف البصرية بواسطة إبرة، ويستهدف ضوء الليزر الصادر من الألياف البصرية الورم الليفي ويؤدي إلى ضموره.
الموجات الصوتية بالاسترشاد عن طريق الرنين المغناطيسي: يحدد مكان الورم ومن ثم استهدافه بواسطة الموجات الصوتية حتى يضمر يرى بعض المختصين أنّ الطريقتين الأخيرتين فعالتان ولكن لم يتم التأكد من مدى مخاطرهما مقارنة بجدواهما.
لا تظهر أعراض في كثير من الأحيان، فقد يكون لدى المرأة تلك الألياف ولا تشعر بوجودها، ولكن عندما تكون مصحوبة بأعراض تكون على النحو التالي:
· الانيميا (فقر الدم) نتيجة كمية نزول الدم الغزير أثناء الدورة الشهرية.
· آلام الظهر.
· الإمساك.
· الشعور بضيق وانتفاخ أسفل البطن خصوصاً إذا كان حجم الورم كبيراً.
· التبول المتكرر.
· آلام بالساقين.
· آلام عند الجماع. ►
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق