بعد 10 سنوات الكل يطمح للتحكم بجينات الطرف الآخر
إستناداً إلى حقائق علمية جينية، كشفت برامج تلفزيونية أميركية ويابانية، أن تصنيع الجينات حسب الطلب، بدأ بالفعل في مصانع خاصة، مما تسبب بمخاوف عرقية عالمية، فهذه الأبحاث، برأي العلماء والسياسيين اعتبرت الإكتشاف سلاحاً، سيقسم العالم إلى قسمين، الأوّل: يملك المال ويتحكم بجينات ذريته ليجعلها قوية خالية من الأمراض وسعيدة، والثاني: لا يملك، وقد تسوء حاله مع إنتشار الأمراض والحروب والمجاعات! من هذه الحقائق العلمية انطلق السؤال التالي: ماذا لو أعطينا هذا السلاح الجيني للأزواج والزوجات؟ ماذا سيحدث بعد عشر سنوات؟ توجهنا بسؤالنا إليهم: ما الذي يرغبون بتغييره إذا امتلكوا هذا السلاح؟ ورغم المعارضة، فإنّ الفرحة بدت واضحة بامتلاكه على وجوه الكثيرين والكثيرات!
يتوقعون أنّه لو حدث ذلك بالفعل، سيستخدم بطريقة سيِّئة، وسيتسبب بحرب بين الأزواج لا تحمد عقباها، ورغم ذلك فصباح مصممة المجوهرات، ضحكت بصوت عالٍ عندما وجهنا إليها السؤال وقالت: "تزوجت مرّتين، زوجي الأوّل كان سيِّئ الصفات، رغم أنّه أستاذ جامعة ومتعلم، والزوج الثاني عصبي المزاج على مدار الـ24 ساعة، ولو كنت أمتلك هذا السلاح لحولتهما إلى رجلين هادئي الطبع".
ورغم أن خبيرة التجميل دلال البطي، تفضل الإنسان على طبيعته، ولكنها استدركت: "لو امتلكت هذا السلاح سأغير بزوجي، وأظن أنّ الكثيرات من النساء يشاركنني هذا التغيير، وهو عدم تشجيع وإهتمام أزواجهنّ في دفعهنّ – وخاصة اللاتي يمتلكن مواهب – إلى الأمام ومساعدتهنّ حتى يصلن إلى إبراز مواهبهنّ مثلما يفعل الرجال في الدول الأخرى".
فيما ميرفت الجهني، مصممة عباءات، تكره الغموض والكتمان بالرجل، لذلك إذا امتلكت هذا السلاح فإنّها ستحوّل زوجها إلى كتاب مفتوح مثلها، وتشاركها الرأي مها الجهني، موظفة بنك، تتمنّى أن تعرف سبب كثرة سفر زوجها خارج البلاد، وأن يكون أكثر وضوحاً.
- سأهبه سلاحي!
حصة عبدالله، تمنت أن تمتلك هذا السلاح لتغيير الكثير من الصفات بزوجها لحل مشاكلها معه، فهي تطمح لتغيير تفكيره، وجعله إجتماعياً أكثر، لأنّه قليل الكلام!
أمّا مهندسة الديكور جواهر أبو خضر فتخالفهم الرأي، ولو امتلكت هذا السلاح ستمنحه لزوجها ليغير صفاتها التي تزعجه، وتعترف قائلة: "هو أفضل مني، وأنا من يحتاج إلى تغيير لأنني عجولة وعصبية".
- الرجال.. ليسوا راضين:
عماد جودت شراب، مدير عام الأكاديمية العربية العقارية، لديه زوجتان، لكنه خائف من المستقبل، ولو امتلك السلاح لأبقاهما على ما هما عليه، يتابع قائلاً: "أنا مؤمن بالمثل الخليجي القائل (امسك قردك لا يجيك أقرد منه)!
أمّا الفنان عبدالرحمن الأحمري، فيعتقد أنّه لو امتلك هذا السلاح، فأوّل صفة سيغيرها بزوجته هي العناد: لأنّ المرأة العنيدة تهدم حياتها.
بينما الصحفي على فقندش، يرفض هذا السلاح، لأنّ التحكم بالجينات مع مرور الوقت سيغير مزاج الرجل والمرأة على حسب الظروف التي يمران بها، وبحسب المجتمع الذي يعيشان فيه، ويستدرك: "الأفضل أن يكون الإنسان قنوعاً مثلي، فأنا محظوظ بزوجة لا تحتاج إلى تغييرات".
والغريب أن محمد الغامدي، رجل أعمال، لو قدر له وامتلك السلاح فسيجعل زوجته طويلة القامة.
في حين أن محمد الصيعري، رجل أعمال، سيجعل زوجته أكثر إهتماماً بالأطفال، وتتعامل معهم بشكل مثالي وتحسن تربيتهم.
بينما رشاد ناضر، رجل أعمال، لو قدر له أن يستنسخ أخرى مكان زوجته فسيزيل عصبيتها، ويحد من حبها الزائد للنظافة، أما تركي المرشد. موظف حكومي، فسيسعى لأن تكون زوجة المستقبل قليلة الكلام.
الزوجان وهيب العامودي، محاسب قانوني، وبشرى باجندوح، ربة بيت، مقتنعان بشكل بعضهما، لكن الزوج يتمناها أكثر ليونة وطواعية، بينما هي تتمنّى بسلاحها أن تخفف من عصبيته الزائدة، أمّا ثامر الغامدي، يعمل بوزارة الدفاع، فلو قدر له أن يستنسخ واحدة مكان زوجته فيريدها غير عصبية، وطلباتها معقولة، ولا تكثر من الزيارات.
- الرأي الطبي:
الدكتور علي الحلاني، إختصاصي أمراض وراثية وجينات من مستشفى سعد التخصصي يستبعد وجود سلاح يختص بالجينات، يستطيع الإنسان أن يضعه بحسب مزاجه ومواصفات تخطر على باله، فعمل الجينات لا يتدخل بالذكاء أو خلو الإنسان من الأمراض، ويستدرك: "إلى الآن المتاح هو أن يؤخذ جين من الأُم إذا كانت أقل ذكاء والأب أكثر ذكاء فنتوصل إلى هذا الجين بحيث نجعل الابنة أذكى من أُمّها، ولكن من المستحيل أن تجعل الزوجة زوجها حميد الأخلاق، أو أن يجعلها أقل عناداً، أو غيرها من الصفات".
سواء تمكن علماء هندسة الجينات من تغيير الصفات والطباع أو كان مجرد خيال علمي أو فانتازيا بعيدة المنال. فالأمر لم يمنعهم حتى من مجرد الحلم، فنانسي حطب، معلمة، تؤكد أن نسبة لا بأس بها من الرجال العرب تتسم بالبخل، خاصة مع الزوجة، حيث يتظاهر الرجل بالشهامة والكرم خلال الخطبة، لكنه بعد الزواج يرمي المسؤولية على المرأة، تتابع: "لو امتلك هذا السلاح سأكشف كل واحد على حقيقته".
بينما أم حمود، ربة منزل، تتمنّى أن يتخلص الرجل – خلال السنوات المقبلة – من الأنانية، وتقول: قد يوصي الرجل أسرته بالإقتصاد في النفقات والإلتزام بميزانية محددة، لكنه يسمح لنفسه بشراء كل ما يشتهيه، كما أنّه يظل يشك بزوجته لدرجة أنّ البعض لا يسمح لزوجته بالذهاب إلى المول، ومن يسمح لها بذلك فإنّه يراقب تحركاتها، وكأنها ليست أهلاً للثقة.
في حين أن نور طالبة جامعية، تتمنّى أيضاً لو تخلص الرجل من سوء الظن في المرأة التي تخرج وحدها أو تجلس في مقهى مثلاً أو في متنزه ولو كانت مع صديقة لها.
- ألا يتحكم:
مها أحمد، موظفة في بنك، تأمل أن تلغي في الرجل نرفزته وصوته العالي، وتتابع: "هو الآمر الناهي وصاحب السلطة، وبيده أن يمنع المرأة من الخروج ومن الوظيفة ويتدخل حتى في الثوب الذي تحب أن ترتديه، مما يسبب الإزعاج لها ويشعرها أنّها مسلوبة الإرادة وكأنّها دمية في يده، أتمنّى أن يتخلص الرجال من هذا العيب".
توافقها الرأي أُم عمر، ربة منزل، وتتمنّى بسلاح الجينات أن تخلص الرجل من أنانيته، ليمنح المرأة حرِّيتها في إبداء رأيها، وأن يتمسك بالعادات والتقاليد السليمة، بحيث لا يخلط بين مفهوم القوامة على المرأة والسيطرة الذكورية، وأن يقف بجانب زوجته وقت الشدة، تستدرك قائلة: "لو أصاب الزوجة مكروه سرعان ما يتخلى عنها".
- ماذا يتمنّى الرجال؟
عمار العامري، موظف حكومي، يتمنّى بسلاح الجينات أن يخلص المرأة من عقدة الصراع مع الرجل، وأن تحرص على التفاهم معه، بدلاً من إثارة قضايا في المحاكم، وأن تكف عن الشكوى لمعارفها وصديقاتها عن مشكلاتها الزوجية، يتابع قائلاً: "الأكثر غرابة أن تفضي المرأة بأسرارها لرجل غريب، لو أنني أغير هذا! ويتهموننا بالبخل.. لماذا؟ المرأة بطبيعتها مسرفة ولا تقنع ولو ألبسها زوجها أفضل الماركات العالمية"، ويتفق معه في الرأي فيصل العامري، موظف، بأن مصروفات المرأة لا تتحملها ميزانية الرجل، وأنّها تتأفف، وتميل إلى الإتكالية، والإعتماد على الخدم حتى في تربية الأولاد.
- إستجواب وتحريات:
صفة أخرى يتمنّى محمد السعدي، موظف، تغييرها في المرأة، ألا وهي كثرة التدخل والإستجواب وتقصي التفاصيل في شؤون الزوج، وهي صفة مزعجة وتضايق الزوج وتجعله يمل منها بسرعة، ويوافقه الرأي علي محمد، مدرس، قائلاً: "المخالفة والعناد من أهم الصفات التي أتمنّى تغييرها في شخصية المرأة".
بينما يتمنّى محمد بطي الفلاسي، موظف حكومي، أن تتخلص المرأة من صفة التمرد على العادات والتقاليد، يستدرك قائلاً: "حتى الملابس المحتشمة أصبحت تخضع للتطوير ولذوق مصممات الأزياء، للفت الأنظار، ومنهنّ من تتصرف بطريقة رجولية وكأن أحداً لا يهمها".
- "نقاقة":
إياد البيطار، صاحب مكتبة، يرى أنّ الفضول وكثرة الكلام صفة غالبة على كل النساء حتى الأجنبيات، ولذلك يتمنّى أن تتخلص المرأة من هاتين الصفتين لأنّه بطبيعته يميل إلى الكلام المختصر المفيد، ويظن أنّ كثيراً من الرجال يشاركونه هذه الصفة، وفي الوقت ذاته يلتمس لها العذر في إجراء تحريات يومية عن الزوج، ويقول: "لديها هاجس أن تأخذ إمرأة أخرى زوجها منها، وبالتالي تحاول طمأنة نفسها بطرح الكثير من الأسئلة عليه ومعرفة كل تحركاته".
يوافقه الرأي، سعيد، طالب جامعي، ويرى أن أكثر ما يتمناه الرجل أن تتخلص المرأة من كثرة الكلام فيما لا يفيد، بل ويوصي بني جنسه بتجاهل كل ما تقوله الزوجة حتى تستمر العلاقة بينهما أطول فترة ممكنة، وألا يستجيب الرجل لطلبات المرأة، لأنّه مهما قدم لها ولبى رغباتها فلا يعجبها العجب، ولن تقول كلمة طيبة في حق الزوج، وعن إمكانية تحقيق السعادة ضعيف ولذلك تزوجت بأربع حتى أحصل من كل منهنّ على ما أريد!
بينما محمد علي، موظف حكومي، يتمنّى أن تتخلّص المرأة من هواية التقليد خاصة في الأزياء، وأن تتخلص من شكوكها في عدم إخلاص الزوج لها، وتتغلب على هاجس الخوف من فقده أو زواجه من أخرى، ويستطرد قائلاً: "مادامت هي تفعل كل ما يرضيه فلن يتركها".
يبدو أنّ الأزواج المغاربة يأخذون السلاح الجيني موضوعاً للتندر، فحتى لو امتلكوه، لن يتمكنوا من تغيير جوهر الشريك، مثلاً فوزية، ربة منزل، لا تخفي حنقها من ولع زوجها بكرة القدم، لذلك أوّل ما ستقوم به لو امتلكت هذا الصلاح. هو الإنتقام من هوسه بضرتها "كرة القدم"، تستدرك شاكية: "لا يسأل إلا عن أحوال اللاعبين وأخطاء الحكام، فجيناته مكونة من كرة القدم، التي تحرق الأعصاب وترفع ضغط الدم كما هو حاصل الآن"، أمّا زوجها الشاعر عبدالقادر ميكيات، فقال" فقط سأغيرها لكي ترتدي ألوان فريقي المفضل في كرة القدم، وأن تجلس إلى جانبي وتتحمس معي للفوز، أو تطبطب عليّ في حالة الهزيمة، ولا يهم إن احترق الأكل أو لم تهيئه أصلاً، فما يهم هنا هو ألا أرمي جهاز التلفزيون من النافذة".
فيما تعترف علية البوزيدي، مدرسة، متزوجة حديثاً، أنها لو امتلكت سلاح التغيير لغيرت نفسها، وبنظرها أنّ النجاح في أي عمل لا يمكن أن يتحقق ما لم يتقاسم الشريكان أعباءه كل مع شريك يقدر ويحترم خصوصيات الآخر. وتابعت: "منذ سنة تقريباً وزوجي يملأ تفاصيل حياتي لذا أحرص على تأثيث عالم يطبعه التعاون والتشاور والحب".
فيما اكتفى زوجها عبدالخالق، موظف، بجملة مقتضبة: "أحب علية كما هي بكل تفاصيلها الصغيرة والكبيرة لذا لا أفكر ولن أفكر بأي سلاح جيني أو غيره".
- محدود أخلاقياً:
الدكتور إدريس البخاري المختص في الدراسات الإسلامية العليا، استشهد بقوله تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ) (المؤمنون/ 12-14)، وتابع؛ "القرآن الكريم تحدث عن عدة مراحل ودققها بألفاظمحددة كلفظ: خلق من طين، فأثبته العلماء بعد قرون طويلة، وهو أوّل دليل علمي في أشياء يجهلها الناس، وما يشاع عن الإستنساخ الجيني محدود أخلاقيا، وليس هناك واحد من العلماء يجرؤ على تغيير سنن الله في الأرض، لأنّ العالم كله اليوم والعلماء المتشبعين بالأخلاق الحاكمة لا يمكن أن يخرجوا عن الإجماع الكلي للديانات".
تختلف رغبة التغيير باختلاف شخصيتها وشخصيته، أي ليس هناك أمور محدّدة تريد كل إمرأة أن تغيّرها في زوجها أو العكس، فالإعلامية سسينتيا مسعد، بدت متحمسة، ولو أنها امتلكت السلاح الجيني لكانت غيّرت الكثير من طباع وعادات زوجها منه، فهو لا يكف عن الشخير ليلاً، تتابع سينتيا: "ليتني أيضاً أخفف تعلّقه بهواية الصيد، لأنني لا أحب قتل العصافير والحيوانات مهما كانت"، أمّا زوجها عازف الموسيقي آلان مقدسي، فيتمنى لو أنّه يغيّر عادة الكسل في سينتيا، وهذه الحالة زادت عندها خاصة وأنها حامل، يستدرك شاكياً: "هي لا تحب القيام بالأعمال المنزلية، لأنّها تشعر بقرف شديد من المياه الوسخة عند جلي الصحون أو شطف الأرض"، بينما عارضة الأزياء جيهان خمّاس، أوّل ما ستفعله لو امتلكت السلاح أن تخفف من طيبة قلب زوجها الزائدة مع أشخاص لا يستأهلونها.
أمّا زوجها اللاعب الرياضي وسام صفطلي، فينتمنّى أن يغيّر من عصبيتها الزائدة، حيث يقول: "عندما تعصّب، لا ترى أمامها، فهي تعصّب بسرعة ولكنها تهدأ بسرعة".
- آه من البعد!
وما يؤرق حياة الإعلامية تمار أفاكيان، هو بُعد زوجها عنها، وتتمنّى أن يكون السلاح عصا سحرية تبقيه قريباً منها طوال الوقت خاصة وأنّه يعيش في أميركا بحكم عمله بتجارة السيارات، أمّا زوجها ستيف باسماجيان فلا يرغب بتغيير شيء في شخصيتها، فهو يحبها هادئة كما هي!
بينما تؤكد مديرة التسويق في تليفزيون الآن، زويا صقر بأنّها لن تقوم بتغيير أي شيء يتعلق بطبيعة زوجها أو صفاته الوراثية، وتؤكد: "أرغب في الحصول على جينات تجعله يتمتع بالصحة والعافية مدى الحياة، فهو ذكي، وسيم، ويمتلك مقوّمات الرجل المثالي".
علم الجينات الوراثية فتح أمام البشرية ثورة علمية كبرى، ورغم معالمه لم تتضح بعد، فإن كثيراً من الأزواج المصريين يتمنون أن ينجحوا في تغيير طباع زوجاتهم السيِّئة، والعكس صحيح، ورغم أنّه لم يمض على زواج هبة طيرة، موظفة في شركة سياحة، ومحسن الشرقاوي، طبيب، سوى سلاح الجينات فرصة لكل منهما، حيث ترغب هبة بمساعدة محسن في الإقلاع عن التدخين، في حين يؤكد محسن أنّه سوف يستخدم الجينات لجعلها أكثر إهتماماً بالوقت، بينما يرى أحمد أسامة، رئيس مجلس إدارة جمعية كرامة أنّه لو أتيحت له فرصة إستخدام الجينات فسوف يستغلها في منع الشجار والمشاحنات مع زوجته.
أمّا إحسان يحيى، شاب مقبل على الزواج، فيرى أنّ الطرف الآخر لعلاقة الزواج أحياناً يوجد لديه سلوك مختلف عن الآخر، ولا يستطيع الآخر استيعابه، لذا فإنّ الجينات في هذه الحالة هي الحل.
- أكثر أناقة:
ندى وفاء، ربة منزل، يمكن أن تستفيد من ثورة الجينات في تغيير طريقة إنفاق زوجها البخيل، فهو يقوم بعمليات حسابية معقدة جدّاً كلما طلبت منه أي مبلغ مالي، حتى لو كان تافهاً، أمّا زوجها محمد أبو وافية، مندوب مبيعات، فيحلم بأنّ يستخدم الجينات، لتغيير طباعها الحادة، ثمّ يسألنا: هل الجينات مكلفة؟ وترى هويدا حافظ، صحافية، أنّ الموضوع خيالي لكنه طريف، وتؤكد أنها ترغب في إستخدام الجينات مع زوجها، حتى تجعله يحب البيت أكثر، أمّا زوجها مريد سعفان، فيحلم بأن تفلح الجينات في تغيير زوجته، لتكون أكثر إهتماماً بأناقتها داخل وخارج المنزل.
- فانتازيا:
الدكتورة نجوى عبدالمجيد، أستاذة الوراثة بالمركز القومي للبحوث، تؤكد من الناحية الجينية مازلنا غير قادرين على تغيير جينات في شخص كامل، إلا فيما يخص بعض الأمراض التي يمكن للطب التدخل فيها، وهذا لا علاقة له البتة بالسلوك أو الشخصية، وتتابع: "يمكن تغيير جينات الأجنة قبل ولادتهم، لكن حتى هذا ما زال قيد التجارب، وفي المستقبل يمكن للعلماء من خلال الجينات التحكم في الشكل والطول والعرض ولون العينين والتحكم في الأمراض، لكن كل هذا لم يطبق بعد، ومازال موضوع أن زوجة تغير من جينات زوجها أو رجل يغير من جينات زوجته، تحت بند الفانتازيا، لكنها فانتازيا مبنية على أساس علمي ولها مرجعية علمية".
الأديبة لبيبة فارس، تفترض أنّ الجميع قرأ عن التطور الجيني، وتابعت: "سمعنا أنّ هذا الإختراع سيساعد الأزواج في إنجاب طفل بجينات يحددونها هم، كأن يكون المولود طويلاً، أشقر وذكياً وغيرها من الصفات الصحية والسليمة، ويبقى الأمر فعلاً شبيهاً بالسلاح ذي الحدين... ولو امتلكته، سأجري بواسطته ثلاثة تغييرات في زوجي، فسأخفف من حدة غضبه... وسأوقفه عن التدخين، وسأخفي "كرشه" الذي لم ينفع به أي ريجيم!".
- تغيير العلاقات:
عضو جمعية الصحفيين البحرينية، حسين خلف لو استطاع أن يشتري هذا السلاح الذي وصفه بالفتاك لغيّر به عادة زوجته "أُم ندى" التي تفضل البقاء عند صديقتها الوحيدة ويتابع: "اختيارها حسن: لكن هدفي إقامة علاقات إجتماعية واسعة ومفيدة تنمي الآفاق وألا تظل تدور في نفس الحلقة المفرغة". بينما ترى "أُم ندى" أنّ السلاح الجيني هذا، سيفيدها في التغلب على نسيان زوجها المستمر لشراء الأغراض المطلوبة للبيت، مما يسبب لها الإحراج في حالة زيارة الأهل.
بينما أُم أحمد، مدرسة، تبحث عن هذا الدواء منذ فترة طويلة، تتساءل: "هل سيغير جينات الأزواج في المستقبل، وهل ستنتهي مأساة أغلب النساء التي يعشنها ليلاً وتابعت: "أنا مثلاً أعيش مع شخير زوجي منذ أكثر من 15 سنة، وطالما اضطررت للنوم في الصالون، وكم هددته بالإنفصال بسبب شخيره، وهو يبتسم قائلاً في كل مرّة وينكر قائلاً "أنا لا أشخر"، لذلك عمدت عن قصد لتسجيل شخيره ليلاً وعندما استفاق، أسمعته صوته، اعتذر منّي وقال أرضى بالحل الذي تريدينه، وأنا أوّل من سأشتري هذا السلاح لأنعم بالراحة".
- زوجتي بدينة:
بدوره، يرى علي جواد، رجل أعمال، أنّ لهذا السلاح فائدة كبرى، ويضيف: "منذ زمن وأنا أبحث عن سلاح، يخلصني من سمنة زوجتي المفرطة، التي لم تنفق معها لا رياضة ولا رجيم ولا شفط، بعد إنجاب أولادنا الثلاثة، وقد حاولت مرارا أنا وأولادي أن نوصل لها رسالة بأن زيادة وزنها أصبحت تؤثر أوّلاً على حياتها الصحية، ثمّ على حياتنا الأسرية وتحديداً على حياتي "الحميمة" معها، ولكن لا حياة لمن تنادي".
لمسنا تحرجاً من قِبَل الطرفين في الإجابة، سيما في أمور يرون أنها خصوصية، ولا يريدون الإفصاح عنها وخصوصاً الأزواج.
لطيفة السيد، ربة منزل متزوجة منذ عشر سنوات، لا يوجد ما يعكر صفو سعادتها الزوجية سوى أن زوجها عندما ينام يغط في سبات عميق مصحوباً بشخير يؤرقها وينفرها، فتشعر بالكآبة والضيق ما يجعلها تذهب للنوم في غرفة مجاورة، وكل ما تتمناه هو أن تجد علاجاً شافياً لزوجها للتخلص من هذا الشخير.
بينما عبدالله محمد، موظف، يتضايق من سرعة انفعال زوجته حتى في الأمور العادية وهو يدفع ثمن إنفعالاتها، ويتمنّى أن يكون دواء الجينات فعالاً لكي يراها هادئة تتحمل كل شيء من أجل زوجها وأولادها وبيتها.
- صغيرة وكبيرة:
نبيلة السفياني مدرسة.. تتمنّى أن تجعل زوجها حنوناً ورومانسياً، بينما حنان عبدالله.. ربة بيت تمنت أن يوجد مثل هذا الدواء بالفعل، لأنّها تعبت كثيراً مع زوجها الغيور الذي يمنع عنها الخروج حتى لزيارة صديقاتها ولا يريدها أن ترفع سماعة الهاتف خوفاً من أن يكون المتحدث رجلاً، ورغم أنها تسعى دائماً إلى تغيير هذه العادة السيِّئة فيه، فإنها لم تنجح، وفرحت كثيراً بهذا الإختراع الذي سيجلب عليها السعادة كما تقول.
سعيد علي مهندس يستاء من ملاحقة وسؤال زوجته له في كل صغيرة وكبيرة: "أين ذهبت – لماذا تأخرت – مَن قابلت؟..." وغيرها من الأسئلة التي تكشف مدى الغيرة الزائدة لدى زوجته كما يقول، رغم أنها فتاة متعلمة ومثقفة، لكن هذا التصرف أصبح سلوكاً يومياً، ويضيف: "هذا السلوك غير المبرر أصبح يؤرقني ويضايقني، رغم أنني لا أنوي الزواج عليها، وأتمنّى ألا تجبرني غيرتها الزائدة على التفكير بالأمر".
* خلال السنوات العشر المقبلة:
سٍألنا مجموعة من الرجال والنساء في الوطن العربي، عما يرغبون بتغييره في الطرف الآخر خلال السنوات العشر المقبلة، وجاءتنا الإجابات كالتالي:
- الرجال:
الفنان السعودي إبراهيم الحساوي، يأمل بتغيير النساء العنيدات، ويبعد عنهنّ التذمر الذي قد يدمر حياتهنّ، ويلغي إسرافهنّ بالمناسبات لمجرد التباهي أمام الناس.
الإعلامي اللبناني وسام حنّا، يأمل أن تصبح النساء أقلّ تطلّباً، وأن يتعلّمن قيادة السيارة بطريقة لا تسبّب الإزعاج للرجال.
أحمد أسامة فنان تشكيلي مصري، لم يرغب بالتغيير، ولكنه توقع قائلاً: "سيقع على كاهل المرأة كثير من الأعباء التي ستضيفها باسم الحرِّية".
الكاتب البحريني، أحمد زمان يتمنّى أن يرى خلال السنوات العشر القادمة صورة جديدة للمرأة البحرينية، لا تعتمد فيها على إظهار "وجهها" وهو مصبوغ كاملاً بأدوات التجميل، وأن تتحول إلى إمرأة عملية مثلها مثل النساء الباقيات.
هم: لو أنها تكف عن طلي وجهها بالأصباغ!
هنّ: لو أنهم لا يتزوجوننا لنساعدهم في مصاريف البيت!
- النساء:
خلود الدخيل موظفة من السعودية، ترغب بجعل الرجال يهتمون بدعم المرأة في مجال التعليم، فأغلبهم يقفون في طريقها، وأن يؤمنوا مستقبل أولادهم بشكل أفضل، لأنّ أغلبهم يحرصون على السفر والإسراف بالكماليات، ويهملون أولادهم.
الإعلامية اللبنانية سينتيا كرم، تأسف أنها لا تقابل هذه الأيام إلا رجالاً في هيئة نساء، وستعيدهم شرقيين بالكرم، والشجاعة، وعزّة النفس.
الكاتبة المصرية إقبال بركة، ترغب أن تغير الرجل ليصبح أكثر رقياً في معاملة المرأة!
المحامية البحرينية، إبتسام علي تعيب على الرجل البحريني حبه للإرتباط بسيدة تعمل لمشاركته في مصاريف المنزل، وتتمنّى أن يغير من صفاته خلال السنوات العشر القادمة.
- الرأي الإجتماعي والنفسي:
* الدكتورة منيرة القاسم، أستاذة مساعدة بجامعة (نورة بنت عبدالرحمن) للبنات قسم التربية وعلم النفس في السعودية، تتوقع أنّ هذا السلاح لو أصبح بالأيادي، فسيستخدم بطريقة سيِّئة سواء من قِبَل الزوج أو الزوجة.
* بينما إستشاري الطب النفسي في السعودية، جمال الطويرقي، لا ينكر هذا العلم والتطور الذي حدث في علم الجينات، ويستدرك: "تغيير السلوك وإستنساخ الحب أو الكره والمشاعر هذا ما يصعب فعله".
* في حين أنّ الإختصاصية الإجتماعية في السعودية، منال الصومالي، تؤكد أنّه علم يستطيع فقط الحصول على الشكل.
* أمّا الباحث الإجتماعي المغربي، منير إبوركي، فيرى أنّ هذا السلاح لو استعمل من طرف المرأة فستقوم بإستنساخ الزوج المروَّض الخانع الوفي، وتساءل قائلاً: "لمَ لا يكون في يد الرجل؟".
* بينما إختصاصية الأمراض النفسية الدكتورة عزيزة أحمد علي، من البحرين تبين أنّ الجينات لها علاقة مباشرة بإصابتنا بكثير من الأمراض، فهذا السلاح هو "سحر" نحتاجه لتغيير كثير من العادات السيِّئة التي لا نحبها في أزواجنا وأبنائنا أو في مجتمعاتنا.
* إختصاصية علم النفس الدكتورة رودنا نجم من لبنان، ترى أن ميل الرجل عادة إلى الهدوء والإنطواء يشعر المرأة بالراحة، خاصة بسبب ميلها إلى التسرّع في التعبير عن عواطفها، ولكن مع الوقت تنقلب الأدوار وتصبح هذه الأمور نفسها هي التي يريد كل منهما تغييرها في الآخر!
* الدكتور نائل السودة، طبيب نفسي بمستشفى حلوان للصحة النفسية بمصر، يرى أنّه من الطبيعي أن نجد شابا يحب فتاة ما، فيسقط عليها كل المواصفات التي يرغبها في شريكة حياته، والعكس بالعكس، لذلك يمكننا فهم الثورة التي أحدثها إكتشاف الجينات الوراثية والإمكانيات اللامتناهية التي فتحها.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق