• ٢٢ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ٢٠ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

الأستاذ الجامعي.. عريس مرفوض!

الأستاذ الجامعي.. عريس مرفوض!
البعض يراه كامل الأوصاف: البعض يعتبرنه عريساً لقطة، والبعض يطلقن عليه لقب "عريس كامل الأوصاف"، والبعض يرين فيه زواج مجازفة، والكثرة يجدنه زواجاً مرفوضاً. الخروج من مرحلة الثانوية ودخول الجامعة، وتغير الوضع من الجلوس أمام معلمة، إلى الجلوس أمام استاذ جامعي، الذي قد يكون شاباً وسيماً؛ مما يجعل صورته، لفارص الأحلام أقرب، وربما يكون أستاذاً وقوراً أشيب الفودين؛ مما يجعله صورة مجسمة لفارس السبعينيات؛ الذي شغفت به بطلات السينما في الأفلام القديمة، وربما يمتد بهن الحلم لتغني به إحداهن: "يا واد يا تقيل". لكن التجارب قد تعكس الحلم والخيال، فأستاذ أو معيد الجامعة، ليس دائماً بهذه الصور، وقد يصبح أستاذ الجامعة زوجاً منفرداً، حسب رأي البعض. سعاد.ن. مطلقة عمرها 23 عاماً، لديها ابن اسمه، عبدالله، يبلغ من العمر ثلاث سنوات، تزوجت من أستاذ جامعي، يعمل محاضراً في إحدى الجامعات، وكانت هي تدرس علم نفس في السنة الثانية في الجامعة نفسها، أي أنها كانت طالبة عنده، وقد أبدى رغبته بالزواج منها؛ رغم أنه يكبرها بعشر سنوات، وقد وافقت هي وأهلها سريعاً: ليتم الزواج، ثم الحمل سريعاً، ولتفاجأ بأنها تزوجت بشخص مختلف تماماً عن أستاذها الجامعي؛ حيث ظهرت شخصية "سي السيد" الكامنة في داخله، ومع تدخل أهله في حياتها، ورفضه عودتها للجامعة؛ بحجة خوفه على حملها، وتضاعف المشاكل؛ تم الطلاق سريعاً، وتقول سعاد: مرت ثلاث سنوات، لم يحاول أن يسأل خلالها لو مرة واحدة عن ابنه، وهي تنصح كل فتاة. بأن تختار شريك حياتها من دون النظر لبريق أي شهادة علمية. غادة.أ، مطلقة، ولديها ثلاثة أطفال، تزوجت أيضاً من أستاذها في الجامعة، الذي صعق بجمالها وصعقت هي برزانته وهيبته، ولكنها صدمت من عقليته المزدوجة، وتخلفه ونظرته الدونية للمرأة، وكذلك بخله، ليقع الطلاق سريعاً، ولكنه تزوج بطالبة ثانية، وثالثة من تلميذاته.   - الإعجاب غير المتبادل: الأستاذ الجامعي، مصطفى المدلل، يرى أن كثيراً من الطالبات، يلتحقن في الجامعة، وهن في أواخر سن المراهقة، ومن الطبيعي أن تميل لشاب ما، أو لأستاذها في الجامعة، وخاصة لو كان معيداً صغير السن، مناسباً لعمرها، لكن الطالبة حينما تكبر وتصبح في السنة الثالثة أو الرابعة؛ تتغير نظرتها للأمر، وتنظر له من زاوية ثانية، وهي، أن تبحث عن السعادة وتكوين أسرة سعيدة، فإعجاب الدكتور بالطالبة لا يحتم العكس، كما أن إعجاب الطالبة بأستاذها، ليس بالضرورة أن يقابله من الأستاذ إعجاب متبادل، ولكن يكون نظره للمستقبل من ناحية واقعية؛ لأنه غالباً يكون في سن أكبر من الفتاة؛ لذا فهو يقيس الأمر من منظور آخر.   - زواج طبيعي: الدكتور الجامعي، أسامة حمدونة، يرى أن زواج الطالبة من أستاذها الجامعي، طبيعي جداً، ولا إشكال فيه طالماً هنالك توافق اجتماعي وثقافي بين الأستاذ والطالبة، وأشار إلى أن هذا زواج طبيعي؛ يحدث في أي مكان في العالم، وليس مختلفاً لكون الزوج أستاذاً للفتاة في الكلية أو الجامعة، مشيراً إلى أن الدكتور أو المعيد عندما يعجب بنباهة طالبة وذكائها، ويحدث بينه وبينها نوع من الإعجاب المحلل، وليس أن يكون بينهما علاقة حب ليس لها نهاية، فيكون الأمر طبيعياً، ويرجع الدكتور أسامة الأمر، لكون الأستاذ رغب أن يتزوج من الطالبة؛ لأنه يراها كثيراً وعرف سلوكها معه ومع زميلاتها وأسلوبها في الحديث، وغالباً ما يكون الأستاذ قد تعرف إلى طموحها ووجهتها في الحياة؛ لذلك يقوم بخطبتها؛ مفضلاً الأمر على الذهاب والبحث عن زوجة، قد لا يسمح الوقت أو العادات والتقاليد لمعرفتها معرفة كاملة كالطالبة التي ليده، ويعارض الدكتور أسامة، الزواج الثاني، أي أن تكون الطالبة هي الزوجة الثانية، ويقول مازحاً: إذاً ستحضر تلك الفتاة محاضرات الدكتور جميعها؛ كي لا ينظر لطالبة ثانية، ويتزوجها كما تزوج بها.   - ليس حراماً: الدكتور أحمد شويدح، يقول: إنه يحدث كثيراً في الحرم الجامعي، أن يتزوج الدكتور من طالبته، وليس في ذلك عيب أو خطأ، ولكن يكمن الخطأ والعيب، إذا حاول الدكتور في الجامعة استغلال البنت عن طريق الحرام، أو تكوين علاقات غير شرعية، أو تحدث معها كثيراً قبل خطبتها؛ مما يعمل على تشويه العلاقة، أو حدوث بلبلة وحديث لا لزوم له بين الطالبات زميلات البنت، ومن جهة أخرى، فالطالبة أدرى بالدكتور أو الأستاذ الذي تتعامل معه؛ فإن كان من الفئة التي تبحث عن تكوين علاقة شرعية، فلا بأس به، ولكن على الطالبة في البداية، إخبار ذويها أو والدتها على الأقل، وإن كان من الفئة الأخرى، فمن الأولى الابتعاد عنه، وألا تترك فترات الحب تستمر وتطور؛ إذ ربما تستمر في تلك العلاقة للنهاية، وتكتشف أنه لا يريد الارتباط أو الزواج؛ فتكون المصيبة أكبر وأشد على النفس، وإن كان عمر الدكتور مناسباً لعمر الفتاة، كأن يكون معيداً، فالزواج يكون انجح، ولذلك فالزواج بين الطالبة والأستاذ، ليس حراماً ولا ممنوعا، إن كان تبعاً للشريعة الإسلامية في كافة مراحلها.   - الفصل بين العمل والزواج: أما عن رأي الطالبات في الزواج من الأستاذ الجامعي؛ على اعتبار أنه زواج محفوف بالمخاطر؛ خوفاً من أن تصبح الزوجة، زوجة ثانية؛ لكونه يحتك بالطالبات، ومثلما اختارها من بين طالباته؛ سيختار غيرها، تقول إحدى الطالبات "إسلام معنية". إن نظرتها كطالبة للدكتور أو الأستاذ الجامعي، لا تتغير أبداً، فكيف ستراه زوجاً لها، بعد أن كان أستاذها في الجامعة؛ مشيرة إلى أن كثيراً من الأساتذة، يعجبون بطالباتهم ولا يتزوجون منهن، إما لأنهم متزوجون أصلاً، أو لأنهم يرون الكثير من الطالبات.. وليست كل طالبة مجتهدة؛ يستطيع أن يتزوجها، وفي الأغلب يكون بعمر والدها، أو يكون فارق السن كبيراً جداً، صحيح أن هذا حقه الشرعي والطبيعي، لكن عليه أن يفصل بين الجامعة والعمل، وبين الزواج والعلاقات الاجتماعية، لكن في النهاية يرجع القرار للطالبة ولأهلها، إن أعجبهم الأمر أم لا.   - الأستاذ المزواج: آلاء الهمص، وهي طالبة جامعية أيضاً، ترى أن الزواج من الأستاذ في الجامعة، أمر طبيعي؛ طالما السن مناسب، ولن يقوم الأستاذ بمنع الطالبة من إكمال جامعتها؛ لكي يكونا في المستوى الثقافي نفسه، والشرع الإسلامي يسمح للرجل بالزواج، طالما على سنة الله ورسوله، في أي مكان، ومن أي امرأة كانت، وإن كان زواجاً بين طالبة ومعيد؛ فهذا أمر عادي، وليس عيباً، لكن إن كان أكبر منها، أو متزوجاً ن قبل، فتكون هذه مشكلة أو خطوة؛ صعب الإقدام عليها، ولن يكتفي بالزواج من واحدة أخرى غير زوجته، وقد يتزوج أكثر من طالبة لاحقاً.   - ضد هذا الزواج: رشا خالد، ترى أن الموضوع يتعلق بمهنية الأستاذ الجامعي في أي جامعة كانت، سواء في غزة أو أي مكان آخر، فالأستاذ الجامعي لديه رسالة محددة، عليه أن يقدمها، وهي تعليم الطلاب والطالبات المواد المحدد عليه تعليمها لهم، أما الخطبة والزواج، فعليه أن يتركها خارج الجامعة، ولي صدَيقة، تزوجت أستاذاً لها بعد ثلاث سنوات من دراستها في جامعة من جامعات القطاع، وسألتها، كيف تقدم الأستاذ لخطبتك؟ فقالت: إنه بعد إعطائها ثلاث مواد في الجامعة، كشف الأستاذ عن حبه لها، وأخبرها أنه يرغب في التقدم لخطبتها؛ ففوجئت الفتاة كثيراً في البداية، لكنها بعد أن علمت أنه يحصل على مبلغ محترم من الجامعة، وسيسكنها في شقة خاصة بها قريبة من أهلها، وافقت على أن تكون الزوجة الثانية لأستاذها في الجامعة، والذي يكبرها باثنتي عشرة سنة؛ لذلك، فأنا ضد هذا الزواج؛ لأنه سيسيء لأخلاقيات المهنة، وفي بعض الجامعات في أوروبا يتم فصل الأستاذ من الجامعة.

ارسال التعليق

Top