• ٢٣ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ٢١ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

التعريف بدور المرأة الحقيقي

زينب منصور حبيب

التعريف بدور المرأة الحقيقي
سطّرت المرأة في العصور القديمة والحديثة وخاصة في المجتمعات الإسـلامية أسطراً من نور في جميع المجالات، حيث كانت ملكة وقاضية وشاعرة وفنانة وأديبة وفقيهة ومحاربة وراوية للأحاديث النبوية الشريفة.
وإلى الآن مازالت المرأة في المجتمعات الإسلامية تكد وتكدح وتساهم بكل وتساهم بكل طاقاتها في رعاية بيتها وأفراد أسرتها، فهي الأم التي تقع على عاتقها مسؤولية تربية الأجيال القادمة، وهي الزوجة التي تدير البيت وتوجه إقتصادياته، وهي بنت أو أخت أو زوجة، وهذا يجعل الدور الذي تقوم به المرأة في بناء المجتمع دوراً لا يمكن إغفاله أو التقليل من خطورته.
ولكن قدرة المرأة على القيام بهذا الدور تتوقف على نوعية نظرة المجتمع إليها والاعتراف بقيمتها ودورها في المجتمع، وتمتعها بحقوقها وخاصة ما نالته من تثقيف وتأهيل وعلم ومعرفة لتنمية شخصيتها وتوسيع مداركها، ومن ثم يمكنها القيام بمسؤولياتها تجاه أسرتها، وعلى دخول ميدان العمل والمشاركة في مجال الخدمة العامة.
ومنذ بداية العقد العالمي للمرأة (1975-1985) وحتى مؤتمر بكين 1996، بدأ الاهتمام العالمي بقضية تنمية المرأة وتمكينها من أداء أدوارها بفعالية مثل الرجل، والمشاركة في إتخاذ القرار في مختلف مناحي الحياة السياسية والاقتصاية والاجتماعية والثقافية، وقد واكب هذا الاهتمام العالمي إهتمام كثير من الدول والهيئات والمنظمات الدولية والإقليمية، وذلك من خلال عقد سلسلة من الندوات والمناقشات وورش العمل والمؤ تمرات، كان آخرها منتدى قمة المرأة العربية بالمنامة في أبريل2000، مروراً بمؤتمرالقمة الأول للمرأة العربية "القا هرة 2000"، ومؤتمر القمة الاستثائية للمرأة العربية بالمغرب "نوفمبر2001"، بالإضافة إلى عدة منتديات حول المرأة والسياسة، والمرأة والمجتمع، والمرأة والإعلام، والمرأة والاقتصاد، والمرأة في بلاد المهجر، التي عقدت في عدة دول عربية.
وما الدراسات حول البنى الملائمة لتعليم الفتيات والمرأة في بعض بلدان العالم الإسلامي إلا دليل على اهتمام المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة -إيسيسكو- بدور المرأة وحرصها على تمكينها من دورها الحقيقي في المجتمع.
ولقد أكدت وأوصت جميع هذه المنتديات بكافة صورها على ضرورة دعم دور المرأة ومكانتها ومنحها حق العمل في الميادين كافة، انطلاقاً من أهمية مكانة المرأة في المجتمع ودورها في تحقيق إستقرار الأسرة.
ويشير الواقع الديموغرافي لعدد السكان في بلدان العالم الإسلامي أنه يبلغ  1028751 ألف نسمة عام 2000، وتبلغ المرأة نصف هذا العدد تقريباً أي حوالي 751.514 ألف نسمة، والفئة العمرية للبنات في الشريحة العمرية من (6-14) حوالي 91324 ألف من مجموع النساء أي بنسبة 17.8%.
ويلاحظ ارتفاع معدلات خصوبة المرأة في هذه البلدان ، وذلك يرجع إلى العوامل الاجتماعية وعوامل ترتبط بالتراث الثقافي لهذه البلدان، وهذا الحجم المتزايد من السكان رجالاً ونساء يطرح سؤالاً: ما الأدوار التي تقوم بها هذه الجموع البشرية من النساء في حاضر المجتمعات الإسلامية وفي مستقبلها؟
وإلى أي مدى ترتبط هذه الأدوار بما يهيأ لها من فرص الإعداد ووسائله لمواجهة الحياة حتى تتحول من دور واعد بالإمكانية إلى قوة مؤثرة بالفعل، وحتى تصبح طاقة منتجة لا عبئاً ثقيلاً ينوء المجتمع بتكاثره.

المصدر: كتاب (الإعلام وقضايا المرأة)

ارسال التعليق

Top