• ٢٠ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١١ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

شبيه بابا.. حلم بنات اليوم

تحقيق: سعيد شلش

شبيه بابا.. حلم بنات اليوم
"كل فتاة بأبيها معجبة" مثل عربي معروف. فكثيراً ما تبدي الفتيات إعجابهنّ بمواصفات آبائهنّ، حيث تظل البنت تحلم بزوج صورة طبق الأصل من أبيها، إلا أن قلة تتحقق أحلامهنّ، في حين أن كثيرات لا يوفقن في إيجاد هذا النموذج، بل إن هناك من يكرهنّ الإرتباط أصلاً بسبب الصفات السلبية التي يتمتع بها والدهنّ. هل صحيح أن إعجاب البنت بأبيها يصل إلى درجة كبيرة؟ وما مدى تأثير هذه العلاقة في حياتها الزوجية؟ ولماذا الأب تحديداً هو الأكثر تأثيراً في شخصية البنت؟ وكيف يرى الآباء والأُمّهات هذه الظاهرة؟ وما تفسير خبراء الإجتماع والنفس؟ على أرض الواقع إقتربنا من فتيات عربيات، تعرفنا من خلالهنّ إلى المواصفات التي تأثرنّ بها، والتي تعجبهنّ في آبائهنّ لدرجة أنهنّ يحلمن بها في زوج المستقبل، وأيضاً الصفات التي تكرهها الفتيات والتي تجعل البعض منهنّ يرفضنّ فكرة الزواج.   - الأسرة أوّلاً: مع كل كلمة تنطق بها ليلى سلوان (موظفة، غير متزوجة)، تشعر وكأنها تحلم بشريك المستقبل الذي يحمل صفات والدها، وهو ما بدا واضحاً من كلماتها، تقول: "36 عاماً هو عمر زواج أبي وأمي، ومنذ تفتحت عيناي على الدنيا، لم أشعر للحظة بأن هناك شيئاً في الدنيا أهم لدى والدي من زوجته وأبنائه، فهو يتعامل معنا بكل حب وحنان، رفض الكثير من عروض العمل المغرية من أجل أن نظل مع بعضنا كأسرة، حتى عندما أتته فرصة مغرية لكي يحصل على ضعف راتبه الشهري وأن يظل في الشركة نفسها التي يعمل بها، ولكن في فرع آخر، رفض من أجل زوجته وأبنائه، وهذا هو نموذج الرجل الذي أتمناه كزوج لي".   - قدوة لي: بدورها، تعتبر شيماء ثابت (خريجة جامعية، آنسة) أن والدها يعد بمثابة قدوة بالنسبة إليها: "فهو يحمل همنا أنا وأخواتي ويعمل من أجل إسعادنا، ويخاف علينا من المستقبل". وتضيف: "عندما يتقدم شخص بغرض الإرتباط بأي واحدة منا فإنّه يقلق كثيراً، كما أنّه يتعامل معنا بحنان وعطف يلبي لنا كل رغباتنا، وهذه الصفات كلها تجعلني أحلم بزوج يتمتع بها حتى أعيش حياة سعيدة كما أرى أمي تعيش". أما صديقتها مي نعيم (موظفة، مخطوبة)، فتكشف أنها وجدت الكثير مما تحلم به من صفات والدها في خطيبها: "والدي حنون وعاطفي جدّاً في علاقته بنا، وقد كنت أتمنى أن يكون شريك حياتي يحمل صفات جميلة كتلك التي وجدتها في أبي، وخاصة علاقة الإحترام المتبادل بينه وبين زوجته، أي أمي، فلا سيطرة لطرف على آخر، ولكن الحوار هو الأساس". وتضيف: "لو لم أجد في خطيبي الصفات التي أحب والتي توجد في أبي، لترددت كثيراً في الإرتباط به، فهناك فتيات كثيرات يرفضن الإرتباط بسبب تأثرهنّ بآبائهنّ".   - هو الحياة: "أبي هو الحياة بالنسبة إليّ"، بهذه الكلمات تعبر مروة قاسمي (موظفة، آنسة"، عن علاقتها بأبيها، لافتة إلى أنّه "كل شيء في الدنيا بالنسبة إليّ". وتقول: "أحلم بشريك حياتي الذي يحمل بعض الصفات التي يتحلى بها أبي، مثل الحنان والعطف والحب والإهتمام، ولكن هذا لا يعني أن أظل دون إرتباط ما لم يتقدم لي شخص يحمل هذه الصفات، فمن الممكن التأثير في الشخص وتغييره نحو الأفضل بدرجة ما".   - البطل: أما فرح مازن (لا تعمل، متزوجة) فتعترف بأن والدها بالنسبة إليها هو: "البطل الذي فتحت عيني على صورته، فوجدت لديه الحب والحنان والقوة والذكاء وطيبة القلب". وتقول "تلك هي الصفات التي تحلم بها أي فتاة عندما تفكر في زوج المستقبل، فهي تريده صورة طبق الأصل من أبيها، ولكنها في مرحلة ما من عمرها، تحلم بأن يكون فيه ولو القليل من هذه الصفات على أمل أن تحاول هي مستقبلاً تغيير بعض السلوكيات التي تراها متناقضة مع تلك الصفات الجميلة التي رأتها في والدها".   - مقارنة: أيضاً، تبدو نمارق أحمد (تعمل في مجال تسويق مواد التجميل، متزوجة) متأثرة بوالدها إلى حد كبير جدّاً، على الرغم من إعترافها بأنّها إرتبطت بشخص لم يكن يحمل كل الصفات التي توجد في أبيها، وتقول: "كان أبي قدوة بالنسبة إليّ، فهو "بروفيسور" ورجل منفتح جدّاً ومحافظ أيضاً، بينما زوجي تقليدي". وتشير إلى أنّه "مع هذا كله، فإنّ الحياة تسير وإستطعت أن أحقق التوازن في حياتي، ولكن تظل صورة أبي الأكثر تأثيراً في حياتي"   - لا تأثر: في المقابل، ثمّة رأي مغاير تماماً لما سمعناه من آراء الفتيات المشاركات تكشفه نسمة شريف (صيدلانية، مخطوبة) التي تقول: "بصراحة، أنا لم أتأثر بأبي، فهو منفصل عن والدتي. وبالتالي، فإن ما تتحدثون عنه لا أشعر به، ولا أرى أن هناك إرتباطاً بين الصفات التي تحبها البنت في والدها وما تحلم به من صفات في شريك حياتها". وتضيف: "أود أن أؤكد أنّ الفتاة التي تتربى في بيت تسيطر فيه الأُم على الأب وتتمتع بشخصية أقوى منه، فإنّ البنت في هذه الحالة تتأثر سلباً، لأنّها ترغب في الارتباط بشخص قوي حتى لا تتكرر التجربة التي عاشتها في بيت والديها". وتقول: "مع هذا، فإن واحدة من صديقاتي كانت متأثرة فعلاً بوالدها ومغرمة بالصفات الجميلة التي يتمتع بها، وظلت من دون زواج لبعض الوقت، إلى أن تقدم لها الشخص الذي وجدت فيه الصفات التي أحبتها في والدها، مثل الحب والحنان والعطف والإخلاص".   - قسوة: تبتسم نورا حسن (مهندسة، متزوجة) وهي تتحضر لإعلان رأيها في الموضوع، ثمّ تعود لتجيب بعد لحظة من التردد: "بصراحة أنا لم أكن من هذه الفئة التي تحلم بأن يكون زوج المستقبل يحمل صفات أبيها". وتقول: "الحمد لله أن زوجي لا يملك صفة واحدة من تلك الصفات، فقد كان والدي شديد القسوة مع أمي التي كانت تتسم بطيبة القلب والحنان والعطف بدرجة لا توصف، أما أبي فقد كان قاسياً ولم يكن هناك حوار بينه وبيننا ذكوراً كنا أم بنات، حتى علاقته مع والدتي كانت غير جيِّدة، فهو يقيم الدنيا ولا يقعدها على أبسط شيء يحدث". وتضيف: "كثيرة هي الأيام التي كنا نعيشها تحت ضغوط رهيبة بسبب المشكلات شبه اليومية التي تحدث في بيتنا، كل هذه الصفات جعلتني مترددة في الإرتباط خوفاً من أن يكون زوجي بهذه الصورة". وتتابع: "أنا لم أكره والدي، بل أحبه جدّاً لأنّه كان يحرص على تلبية إحتياجاتنا وهو رجل كريم جدّاً، ولكن مشكلته أنّه كان رجلاً قاسياً جدّاً، والحمد لله فقد رزقني الله بزوج لا يحمل أياً من الصفات التي كرهتها في والدي، وبعد أيام عدة سأحتفل بعيد زواجي الثامن، وقد رزقني الله بطفلين جميلين ولم تحدث مشكلة مع زوجي لأنّه طيب القلب وحنون، وقد عوضني به الله عن أيام القسوة التي عشتها مع أبي" أكرر.. الذي لا أكرهه".   - الظروف مختلفة: تجسد حالة حسن الكردي (رجل أعمال) مدى إرتباط الفتاة بأبيها وحلمها بأن يكون زوج المستقبل صورة منه، ولعل في علاقته بابنتيه، ما يوضح الصورة بدرجة أكبر، ويشرح حسن طبيعة هذه العلاقة قائلاً: "قبل أن تتزوج، كانت ابنتي الكبرى تعبر صراحة أنها لن ترتبط بشخص ليست فيه الصفات التي أحبتها فيّ كأب، ومنها الحب الذي ربيتهم جميعاً عليه والتمسك بالعادات والتقاليد وتوفير إحتياجاتهم كافة، إضافة إلى ما نتمتع به من حياة أسرية مستقرة". وتقول: "كل هذه العوامل وضعتها أمام عينها كلما تقدم لها شاب بحثت فيه عن تلك الصفات، وهو ما فعلته شقيقتها الصغرى قبل أن تتزوج أيضاً. وقد كنت دائماً أقول لها إنّ الظروف تغيرت ولم تعد الدنيا كما كانت في الجيل الذي تربينا فيه". ويتابع: "نحن اليوم في عصر التكنولوجيا، والمقارنة مختلفة بين الزوج والأب، وكثيراً ما نصحتهما بأخذ الصفات الحسنة والتعامل مع الصفات غير الحسنة ومحاولة تعديل ما تراه البنت في زوجها، ونسيت أن أذكر أيضاً أن قوة شخصية الأب صفة من الصفات التي تحبها الفتاة في شريك حياتها، وهذه الصفة بما أنها موجودة لديّ كأب، فقد كانت إبنتاي حريصتين على توافر صفة "قوة الشخصية" في زوج المستقبل".   - تلبية إحتياجاتها: من ناحيته، يصف عصام إبراهيم (موظف، متزوج ولديه ولد وبنت) علاقته بابنته بأنّها "علاقة مثالية مبنية على الحب والحنان"، مؤكداً: "إن حرصي كأب على الجلوس معها وتلبية إحتياجاتها كافة، وهو ما جعلها تجلس معي كثيراً بمجرد عودتي من عملي، فهي تحبني بدرجة لا توصف وأنا كذلك، فهي ابنتي الكبرى. ولذا فمن الطبيعي أن تحلم البنت بأن يكون زوجها في المستقبل صورة من أبيها الذي يتعامل معها بحب ويلبي لها إحتياجاتها، وكلما كانت شخصية الأب قوية، حرصت البنت على أن يتمتع زوجها أيضاً بشخصية قوية مثل أبيها". ويشير عصام إلى عامل آخر مؤثر في طريقة تفكير البنت في زوج المستقبل، لافتاً إلى أن "ذلك العامل المرتبط يشكل العلاقة بين الأب والأُم، فلو كان الأب ضعيف الشخصية فإنّ الأُم تفضل غالباً أن يكون زوج إبنتها كذلك، ولكن واقع الحال يبرهن عكس ذلك، فالبنت تحب الرجل القوي الذي يتمتع بالحنان والقوة، وفي النهاية تبقى صورة الأب وعلاقته بابنته هي الفيصل، على الرغم من رغبة بعض الأُمّهات في تزويج بناتهنّ بأزواج لا شخصية لهم حتى تظل البنت مسيطرة".   - إحترام متبادل: ويبدو أن رؤية الأُمّهات تقترب من رؤية الآباء في ما يتعلق بتفسيرهنّ لإرتباط البنت بأبيها وحلمها بأن يكون زوج المستقبل صورة منه، وهو ما تعكسه نعيمة عبدالله (مدرِّسة متقاعدة وهي أم لبنتين متزوجتين وولدين)، التي تقول: "إنّ الإحترام بين الأب والأُم من أكثر الصفات التي تحبها البنت"، مؤكدة "أنّ هذا ما شعرت به كأُم، فهذه الصفة لها الأسبقية لدى البنت عندما تفكر في الإرتباط". وتضيف: "عندما تتربى البنت وتجد الاحترام والحب، سواء في علاقة الأب بالأم أم علاقة الأب بابنته، فتكون درجة تأثيره في البنت كبيرة ويصبح قدوة لها بالفعل، فهي تتمنى أن تجد المعاملة نفسها من زوجها، فالأب قدوة لها ودرجة تأثيره فيها كبيرة، وأحمد الله أن ما كانت تحلم به ابنتي وجدته في زوجها".   - إتكالي: إلا أنّ الصورة المثالية التي رسمتها السيدة نعيمة عبدالله تتنافى تماماً مع صورة مناقضة رسمتها ثناء محمد (لا تعمل، أم لفتاة وشاب في العشرينات) والتي يبدو أن معاناتها كبيرة في هذا الخصوص، حيث تقول: "كنت أتمنى أن يكون والد إبنتي بهذه الصورة التي تعرضونها، ذلك أن إبنتي، على النقيض تماماً، رفضت العديد من العرسان بسبب معاناتها مع أبيها، فهو اتكالي لا يتحمل مسؤولية البيت، ولا هم له سوى السهر والسفر وكأنّه لم يتزوج". وتضيف: "حاولت كثيراً أن أغير فيه بعض هذه السلوكيات وأن أقنعه بأن سلوكياته أثرت سلباً في إبنته تحديداً ولكنه لا يبالي، والنتيجة أنّ البنت أصبحت تكره الرجال، تقدم لها أكثر من شخص تحلم به أي فتاة ولكنها رافضة، وتقول لي كلما حاولت إقناعها: "يا أمي لا أريد أن أعاني كما عانيت أنت، كان من الممكن أن أفكر بأنانية وأرتبط بأي شخص يتقدم لي حتى أنجو من هذا العذاب وشجاركما الدائم وعدم التزام أبي بأي قدر من المسؤولية، ولكن ما يجعلني بعيدة عن اتخاذ قرار كهذا هو أنت. فأنا أريد مشاركتك في معاناتك لأنك أمي التي تحملت كل هذه المعاناة من أجلي أنا وشقيقي. أمي أنا خائفة من المستقبل لا أريد أن أكرر مأساتك".   - علاقة صحية: في تفسيرها لآراء الفتيات، تقول أستاذة علم الإجتماع الدكتورة زيزيت مصطفى: "إنّ أحدث الدراسات الصادرة في عام 2011، أثبتت أن علاقة البنت بأبيها كلما كان فيها نوع من الود والحنان والتنشئة السليمة، فإنّ هذا يعد مؤشراً إلى علاقة صحية ونفسية جيِّدة لدى البنت، ويوفر لها فرصة جيدة للنمو العقلي، أفضل من فتاة أخرى لا تربطها مثل هذه العلاقة بأبيها. كما أنّ العلاقة الجيِّدة بين الأب وابنته تجعلها عندما تكبر ترى في صفاته نموذجاً للزوج المثالي الذي تحلم به". وتشير د. مصطفى إلى أنّه "حتى يصل الأب إلى هذه المرتبة من التقدير، يجب أن يكون نموذجاً للأب الجيِّد والزوج الجيد أيضاً، حتى ترى فيه البنت المثال الذي تتمنى الارتباط به". وتلفت إلى أن "هناك دراسات أخرى أثبتت أنّ العلاقة الجيدة بين الأب والبنت، إذا كانت زائدة أو مبالغاً فيها، فإن تأثيرها يكون سلبياً في البنت عندما تفكر في الارتباط، لأنها تربت في بيت أبيها على أنها مركز اهتمام الأب والأسرة بشكل عام، ما يجعلها تنتظر من زوج المستقبل أن يمنحها القدر نفسه من الاهتمام والرعاية، وهنا يتباين الوضع لأن دورها كابنة يختلف عن دورها كزوجة وأم، فهي كابنة ستكون موضع اهتمام وتدليل ولكن كزوجة هي أم وزوجة مسؤولة، وهنا تقع المشكلة، لأنّها لن تستطيع أن تلعب الدورين بالكفاءة نفسها". وتنصح الدكتورة مصطفى "بضرورة أن تتسم العلاقة بين الأب وابنته بالاعتدال، فلا يكون فيها ارتباط مرضي زائد، ولا نوع من الإهمال أو العنف حتى لا تكره الرجال من خلال رؤيتها النموذج الأب المهمل أو العنيف". وتقول: "هنا تختلف الحالة من فتاة إلى أخرى ومن أسرة إلى أخرى، فلو كان نموذج الأب مثالياً فإنّ البنت تتعلق بهذا النموذج المثالي. أما لو كانت العلاقة فيها نوع من العدوان والكراهية، ففي هذه الحالة تكره البنت هذا النموذج من الرجال".   - نموذج من أبيها: من الناحية النفسية، يرى المتخصص في علم النفس الدكتور عبدالعزيز الفقي "أنّ البنت تحاول أن يكون فتى أحلامها يحمل صفات من أبيها، أي شخصية غير متسلطة، تنفذ لها رغباتها، ينصرها على من حولها، حتى ولو كان أحد أشقائها، يوفر لها الحماية والأمان". ويقول: "إنّ كل هذه الصفات لو وجدت في الأب فإنّ البنت تتمناها في شريك حياتها، ومن أجل هذا تبحث عن فتى أحلامها الذي تجد فيه أكبر قدر من الصفات التي أحبتها في أبيها الذي ترتبط به ارتباطاً قوياً". وينفي الدكتور عبدالعزيز الفقي "أن تكون هناك فتاة تحب أن ترتبط بزوج ضعيف الشخصية حتى لو كان والدها ضعيف الشخصية ووالدتها هي التي تسيطر عليه، لأنّ البنت تنظر إلى الأب بصفته قدوة لها، وعندما تبحث عن شريك حياتها تبحث عن القوي الذي يوفر لها الأمن والحماية لا الشخص الذي يكون نسخة من والدها ضعيف الشخصية". وإذ يتعمق الدكتور عبدالعزيز الفقي بدرجة أكبر في تحليل علاقة البنت بوالديها، يقول: "الأمر الطبيعي في العلاقة الأسرية هو أن تكون الأُم هي مصدر الحنان والأب هو مصدر القوة والسيطرة"، لافتاً إلى أن "واقع الحال يدل على أنّ الأُم بالنسبة إلى البنت أكثر سيطرة عليها من الأب، لأنّ البنت تقضي معظم وقتها في البيت مع والدتها، بخلاف الولد الذي يخرج كثيراً، أي أنّها تقضي الوقت الأطول مع أمها، فتكون سلطة الأُم في هذه الحالة أقوى من سلطة الأب، ومن أجل هذا تتجه البنت بعواطفها بدرجة أكبر إلى الطرف الأقل سيطرة عليها وهو الأب، فهو مصدر الحنان والعطف والرجولة، ينفذ لها كل طلباتها. ما يجعلها تشعر بأنها أقرب إلى الأب منها إلى الأُم، على عكس الولد، إذ نجد أنّ الإرتباط بين الولد وأمه أقوى من الإرتباط بين الولد وأبيه".   - التحليل الإجتماعي: تتفق الرؤية التحليلية من الزاوية الإجتماعية مع الرؤية النفسية في توصيف ظاهرة تعلق البنت بأبيها، وهو ما يتضح من خلال عرض الرؤيتين: ·       الحنان والحب اللذان يوفرهما الأب لابنته يجعلانها متوازنة صحياً ونفسياً. ·       الإرتباط الزائد بين الأب والبنت يؤثر سلباً فيها. ·       البنت تتوقع الكثير من الاهتمام والرعاية من زوجها في ما لو كانت هناك مبالغة في الإهتمام بها في بنت أبيها.   - التحليل النفسي: * البنت تتجه بعواطفها إلى الطرف الأقل سيطرة عليها. * الشخصية غير المتسلطة من الصفات التي تحبها البنات في زوج المستقبل. * تبحث البنت عن رجل قوي الشخصية حتى لو كان والدها ضعيف الشخصية.

ارسال التعليق

Top