من الشائع أن يُصاب الطفل بانتفاخ اللوزتين من دون أن تظهر عليه أي علامات وإذا تم تجاهلها فيمكن أن تنكمش تلقائياً شيئاً فشيئاً مع مرور السنين.
يسمع الجميع عن اللوزتين، لكن القليلين فقط يعرفون ما هو دورهما في الجسم، ولماذا تتم إزالتهما أحياناً. وعلى مَن لا يعرف ألا يتردد في السؤال، وأن يبحث لكي يعرف الإجابات، فمعرفة بعض المعلومات عن اللوزتين تساعد كثيراً الأطفال والوالدين على تخطّي الخوف من عملية استئصال اللوزتين.
اللوزتان هما كتلتان من الأنسجة موجودتان في جانبي الحلق، دورها مساعدة الجسم على محاربة العدوى والالتهابات، التي يمكن أن تصيب الأذن والحلق والأنف لدى الأطفال، بحيث يتمثل دورهما في التقاط أي جراثيم تدخل من الفم أو الأنف حتى لا تصل إلى أماكن أخرى في الجسم. ولكي تؤديا وظيفتيهما على أكمل وجه، تكون اللوزتان شديدتي الحساسية، إلا أنّ هذا الوضع يتغيّر بعد سن البلوغ، حيث تقل حساسيتهما، وهذا هو ما يفسر أنّه كلما كان الطفل صغيراً، يُصاب أكثر بالتهاب اللوزتين.
علامات:
يمكن أن تنتفخ اللوزتان عندما تلتهبان، وإذا نظرت أسفل حلق طفلك عندما يكون مريضاً مع تسليط إضاءة عليه، فربما تجدين اللوزتين حمراوين أو مغلّفتين بطبقة من اللونين الأبيض والأصفر. ومن العلامات الأخرى لالتهاب اللوزتين، نذكر: التهاب الحلق، ألماً عند بلع الطعام، ارتفاع درجة حرارة الجسم، انتفاخ الغدد الليمفاوية في الرقبة.
ومن الشائع أن يُصاب الطفل بانتفاخ اللوزتين، من دون أن تظهر عليه أي علامات، وإذا تم تجاهلها، فيمكن أن تنكمش تلقائياً شيئاً فشيئاً مع مرور السنين. ومع أنّه ليس سهلاً أن تعرفي ما إذا كانت اللوزتان متأثرتين بالالتهاب أم لا، لكن لا تعتمدي على تخميناتك الشخصية. إذا شككت في أنّ هناك التهاباً في اللوزتين، فاتصلي بطبيب طفلك فوراً. وإذا كان التهاب الحلق والالتهابات عموماً متكررة لدى الطفل، فيجب بالتأكيد استشارة الطبيب، الذي يمكن أن يطلب إجراء بعض الفحوص.
جراحة:
قد ينصح بعض الأطباء بإجراء عملية جراحية لاستئصال اللوزتين للطفل الذي لديه واحد أو اثنان مما يلي:
- التهاب متكرر في اللوزتين أو الحلق.
- انتفاخ اللوزتين الذي يجعل التنفس أمراً صعباً، وخاصة أثناء النوم.
- صعوبة في أكل اللحوم أو في مضغ الطعام وابتلاعه.
- صعوبة في النوم يمكن أن تؤثر في أنشطة الطفل اليومية.
- شخير أو انقطاع التنفس أثناء النوم (أي عندما يتوقف شخص ما عن التنفس ثواني معدودة أثناء النوم، لأنّ اللوزتين المنتفختين تسدّان مجرَى الهواء).
وعموماً، فإنّه مهما كانت العملية الجراحية سهلة أو اعتيادية وشائعة، إلا أنها تبقَى غالباً أمراً مخيفاً بالنسبة إلى الطفل والوالدين. يمكنك أن تساعدي في تحضير الطفل للعملية الجراحية بالتحدث معه عما يجب أن يتوقعه.
وخلال العملية الجراحية، يتم إعطاء الطفل تخديراً عاماً، وهذا يعني أنّ الجراحة ستتم في غرفة عمليات حتى يتمكن طبيب التخدير من الإشراف على حالة الطفل، ويحرص على بقائه نائماً بشكل آمن ومُريح أثناء الجراحة. وتدوم هذه الجراحة، التي تتم عبر الفم ولا تتضمن أي قطع أو شق للبشرة، من 20 إلى 30 دقيقة على الأكثر.
بعد العملية:
يستيقظ الطفل بعد العملية ليجد نفسه في المستشفى، فتوقّعي أن يقضي بضع ساعات في المستشفى أو الليلة التالية كلها، إذا كانت حالته في حاجة إلى مراقبة، لكن في حالات كثيرة، يسمح الطبيب للطفل بالذهاب إلى البيت في اليوم نفسه. وعموماً، فإنّ الأطفال الذين يبلغون من العمر أقل من ثلاث سنوات، وأولئك الذين يعانون مشاكل حقيقية في النوم، مثل انقطاع التنفس، يمضون ليلتهم الأولى بعد العملية في المستشفى. ونادراً ما تظهر على الطفل علامات النزيف أو ما شابه من المضاعفات التي تستدعي أن يعود الطفل لغرفة العمليات. واعتماداً على التقنية الجراحية المستعملة، فإنّ فترة النقاهة والاستشفاء بعد العملية تستمر أسبوعاً كاملاً أو أكثر. ويجب أن تتوقعي أن يشعر الطفل ببعض الألم والانزعاج بسبب تعرية عضلات الحلق بعد إزالة اللوزتين. وهو الأمر الذي يمكن أن يؤثر في قدرة طفلك على الأكل والشرب والعودة إلى ممارسة أنشطته المعتادة.
في البيت:
مهما اختلفت الأمراض، فإنّ الطريق للشفاء غالباً ما يمر عبر نمط عيش صحي أوّلاً. طريقة اعتنائك بطفلك المريض، تعني الكثير عند السعي إلى تخفيف الألم والشفاء من المرض. وإذا كان الالتهاب ناتجاً عن فيروس، فإنّ الطبيب لن يصف للطفل أي مضادات حيوية، وينتظر أن يعالج جسم الطفل نفسه بنفسه. أما إذا كان ناجماً عن دخول بكتيريا الجسم، فإنّه سيصف له مضادات حيوية تقتل البكتيريا وتعجل بالشفاء. ومن خطوات العناية بالطفل في البيت الإكثار من شرب السوائل، فلتجنب الجفاف، عليك أن تدفعي طفلك إلى شرب أكبر قدر ممكن من الماء والسوائل يومياً؟ وهذا يدخل في إطار التغذية المناسبة، حيث ينبغي أن تقدمي لطفلك أغذية غنية بالفيتامينات والبروتينات، وأن تركزي على إعطائه السوائل الدافئة، مثل: الشوربة والماء الدافئ أو الشاي الأخضر مع العسل وغيرها. ثانياً، قدمي لطفلك أكبر قدر ممكن من الراحة، وشجّعيه على أن ينام وأن يُريح جسمه ولا يذهب إلى المدرسة، ويقلل من الحركة التي يمكن أن تسبب له الإجهاد. وإذا كان طفلك يعرف كيف يقوم بالغرغرة، قدّمي له خليطاً من الماء والملح للغرغرة، فهي تساعد على شفاء اللوزتين من الالتهاب، إنما عليه أن يرميه ولا يبلغه. من جهة أخرى، إذا لم يكن متوافراً لديك في البيت مسبقاً، قومي باقتناء جهاز ترطيب الهواء وركّبيه في غرفة صغيرك، لأنّ الهواء الجاف في المنزل يهيج الحلق ويتعبه، أو هيّئي لطفلك حمّام بخار ليجلس فيه بضع دقائق. وفي إطار التحكم في جودة الهواء، تذكري أنّ البيت يجب أن يكون خالياً من التدخين ومن الروائح القوية، مثل رائحة المنظفات القوية، فهي تُهيج الحلق كذلك.
التزام:
اعتناؤك بنمط عيش طفلك وتحكمك في البيئة المحيطة به، لا يعنيان أن تستغني عن تعليمات الطبيب، بل يجب أن تلتزمي بنصائح وإرشادات الطبيب، وخاصة في ما يتعلق بكيفية استعمال مسكنات الألم بعد العملية الجراحية. ويمكنك استعمال بعض المسكنات الخاصة بالأطفال من الصيدلية من دون وصفة، لكن، تجنّبي إعطاء الطفل، الذي لم يبلغ بعد سن السادسة عشرة، الأسبرين. وإذا كان الطبيب قد وصف لصغيرك بعض المضادات الحيوية، فيجب أن تلتزمي بمواعيد تقديمها للطفل. وانتبهي، فلا يجب أن يتوقف الطفل عن أخذها حتى لو شعر بتحسن، إلا بعد أن تنتهي مدة أخذها كما وصفها الطبيب. ومن الأفضل ألا يذهب الطفل إلى المدرسة، مخافة أن يلتقط أي جراثيم أو عدوَى من زملائه.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق