• ٢٥ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٦ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

القيمة والكفاءة والدافع

القيمة والكفاءة والدافع

يقول أحد الآباء: أتذكر ذات يوم وجدت نفسي ألوم ابننا الصغير لرميه ملابسه في أرجاء غرفته، وقلت له: "ألا تفهم أنّ هذا منظر مقزز؟ ألا تعلم كيف ستتسخ ملابسك؟ وطلبت منه تنظيمها، وحذرته من أن أرى هذا المنظر مرة ثانية...

لم يقاومني ابني، ولم يعترض، حتى شعرت بأنّه سيفعل ما طلبته، وأنّ هذا السلوك لن يتكرر منه... ولكني فوجئت أنّه ما يزال يرمي ملابسه... وذات يوم فكرت في سبب مشكلته، فقلت: ربما يفعل ذلك لأنّه ربما لا يعرف كيف يعلق ملابسه، فهو طفل صغير السن، ولذلك أخذت نصف ساعة لكي أدربه على تعليق ملابسه، وتدربنا معاً على تعليق بنطلوناته على الشماعة، ثم وضعها في الدولاب، وتعلم يومها كيف يغلق أزرار قميصه وثنيه بالطريقة الصحيحة وثني الأكمام ووضعه في الدرج، لقد تمتع يومها بهذا التدريب، لقد أفرغنا دولابه من كلّ ملابسه وأنزلناها على الأرض، ثم أعدنا معاً تنظيمها من جديد، وكانت مهمة ممتعة لنا جميعاً، وتعلم أنّ باستطاعته القيام بهذه المهمة بشكل جيِّد، وهكذا بدأت مشكلة رميه للملابس تنتهي، لم يكن كافياً أن آمره قائلاً: "علِّق ملابسك ونظِّم دولابك"، ولم يسمع كلامي لأنّه لم يكن يعرف كيف ينفذه، إنّني أُم أعلمه من قبل كيف يعلق ملابسه وينظمها...

وبعد سنوات رأيت نفس الابن – كمراهق – ظهرت لديه نفس المشكلة مرة أخرى، ولكن كانت طبيعة المشكلة هذه المرة هي الدافع، إذ لم يكن لديه دافع قوي يساعده على تعليق ملابسه والاهتمام بمظهر غرفته، فأعطيته مكافآت تشجيعية تشجعه على تحقيق ما أطلبه منه...

ومن خلال تلك التجربة اكتشفت أنّك عندما تريد أن يقوم الطفل بمهمة، فمن الأفضل دائماً أن تسأل نفسك ثلاثة أسئلة:

·      هل يعرف الطفل أنّه يجب عليه (ضرورة) أن يفعل ذلك؟ (سؤال القيمة والأهمية).

·      هل يستطيع الطفل أن يقوم بذلك؟ (سؤال الكفاءة والتدريب).

·      هل يريد الطفل أن يقوم بذلك؟ (سؤال الدافع والتشجيع).

واعتماداً على إجابتك، يمكنك أن تعرف كيف نوجه جهدك بشكل فعّال... فإذا كان الخلل في عدم شعور الطفل بقيمة وأهمية ما تطلبه منه فاشرح له بحب ما تريد، اشرح واشرح واشرح لكن لا تكثر الكلام، واستخدم الترغيب أكثر من الترهيب... وإذا كانت المشكلة في الكفاءة؛ فعليك أن تدرّب طفلك عملياً وتربيه ميدانياً كيف يؤدي تلك المهمة... أما إذا كان الدافع عند ابنك لأداء ما تطلبه منه ضعيفاً، فعليك تقويته بالمكافآت والتشجيع...

تمرين عملي: هيا بنا نفكِّر معاً...

ما أريد من طفلي فعله

كيف يصبح لهذا الشيء في قلبه قيمة؟

هل يجيد تأدية ذلك الشيء؟ وماذا أفعل؟

هل لديه دافع قوي لفعل ذلك؟ وكيف أشجِّعه؟

(1)   المذاكرة

(2)   جمع لعبه وترتيبها

(3)   احترام أخيه

(4)   تعليق ملابسه

(5)   تناول طعامه

(6)   النوم مبكراً

(7)   الصلاة

 

 

 

 

الخبير التربوي: عبدالله محمد عبدالمعطي

المصدر: كتاب أطفالنا كيف يسمعون كلامنا؟

ارسال التعليق

Top