• ٢٠ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ١٨ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

التمرد سيطر على حياة إبني

أسرة

التمرد سيطر على حياة إبني

قبل أن أبدأ بحديثي أحب أن أقول إني أم لولد وبنت (الولد 17 سنة والبنت 12). كنتُ دائماً أراقب أولادي وأحل كل مشاكلهم. لحد الآن لم أحس بأي مشكلة مع ابنتي ولكن مع الأسف قبل سنة ابني أتعبني كثيراً حيث إنه ذكي جداً ويدرس في المدرسة النموذجية وكل معدلاته جيدة جداً وكل المدرسين والطلاب يحبونه ولكن في السنة الأخيرة لدراسته يحس بإحباط شديد ويقول لماذا أدرس؟ يجب أن ألعب وألعب. كل حياته أصبحت لعباً. لا أعلم مَن المسبب؟ أصدقاء السوء أم أنا؟


الأخت الفاضلة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة وبعد..
ربما هذا الولد لم يستمتع في طفولته كثيراً بل عاش طفولته بجدية أكثر من اللازم ولذا يريد تعويضها الآن، وربما كانت ظروف التربية التي تلقاها متشددة وكان يرضخ لها لأنه طفل والآن بدأ بالتمرد.
وعلى أي حال فإن وضعه قابل للمعالجة خصوصاً مع تعاون الأبوين وتعاملهم الطيب معه ونقترح الخطوات التالية:
1 ـ يشعر الولد في هذا السن بالاستقلالية وحب الانفراد في تصرفاته، وهو شعور طبيعي يجب أن يقابل بالاحترام من قبل الوالدين لكسب ثقة الولد وارتياحها لهما وعدم احساسه بأنهما يزاحمان نموه ومشاعره.
2 ـ يتحول نمط تعامل الوالدين من الفوقية إلى التعامل الأفقي القائم على الصداقة مع الولد إذ هو أحوج ما يكون لها في مثل هذا العمر وإذا لم يجد الولد ـ وكذا البنت ـ الود والرفقة من والديه لجأ إلى البحث عن ذلك عند الآخرين. فحاولوا أن تكونوا له أصدقاء وقد يتطلب ذلك أحياناً المشاركة في اللعب معه أو الذهاب إلى السينما أو الحديقة وغيرها.
3 ـ إذا توفر مثل هذا الجو فإنه يستقبل منكم النصيحة ويستمع لكم أكثر، ولا تكون النصيحة على شكل اللوم والتقريع ولكن من خلال بحث المسائل في جو من (الديمقراطية) فاستمعوا إلى رأيه أولاً ثم ابدؤوا بالتعليق والتوجيه التدريجي وغير عمل ولا المكرر.
4 ـ ابحثوا المسائل معه بوضوح وبأدلة لايجاد قناعة عنده. لقد كان في السابق يدرس ويصلي طاعة لوالديه وتلبية لرغباتهما والآن يجب أن يدرس لاقتناعه بفائدة الدرس ويصلي تلبية لقلبه ونداء عقله. اجعلوه في موقع الاختيار والمسؤولية وأنه هو الذي يجب أن يحدد مستقبله وأنكم لا تريدون منه شيئاً لأنفسكم.
5 ـ ليكن كل ذلك تدريجياً وبهدوء وفي جو من الاحترام والثقة دون التشدد والإصرار الذي ربما يأتي بنتائج عكسية.
6 ـ توفير القناعات والدوافع المادية مفيد فلا بأس بتذكيره بأن الاستفادة من وقته وبذل الجهد سيوفر له ظروفاً مادية وفرصاً أفضل للتمتع بالحياة. كما يمكن أن تحفزوه الآن بمكافآت تشجيعية إذا أدى دروسه ولا يكون الأمر عنده سواء درس أم لم يدرس مع اشعاره دائماً بأن مودتكم كأبوين ثابتة ولكن تعاونكم المالي مع الأولاد ليس ثابتاً.

تعليقات

  • ميزان

    زوجتي كانت تركز كثيرا على دراسة ابنتي و كانت تتابعها متابعة حثيثة . في حين كنت ادعوها دائما إلى أن تخفف المتابعة و التدريس و تترك البنت تعتمد على نفسها. مرة جاءت ابنتي متباهية بدرجاتها العاليه و قالت جبت \" لكم \" درجات عالية فاعترضت عليها و قلت لها جبتي الدرجات لنفسك و هذا مستقبلك تصنعينه بيدك و دورنا فقط المساعده و التوجيه. يجب أن يعلم ولدك أن هذه السنه مصيريه و هي مفتاح مستقبله هو .خاص به هو . و انكما سوف لن تدعمانه و تعطياه مصروفه إلى الأبد. بل عيب على من يتحلى بالرجولة أن يلعب و يلهو و يعيش عاله على غيره حتى و إن كان و الده. و انت كأب تعرف ما هي طبيعته و اهتماماته حتى تجد مدخلا لتحفيزه .

ارسال التعليق

Top