• ١٨ كانون أول/ديسمبر ٢٠٢٤ | ١٦ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ
البلاغ

القرآن والذات الإنسانية

القرآن والذات الإنسانية
    القرآن الكريم بكلّ آياته وسوره، يتحدّث عن الذات الإنسانية، حتى وهو يتحدث عن صفات الخالق وأفعاله؛ لأنّه بذلك إنّما يتحدث عن هذه الذات مقابل الذات الأقدس والأجل.. لتعرف قدرها، وإذا عرفت قدرها عرفت طبيعة نشأتها ودورها ومنتهاها، كلّ ذلك وهي تتلقى التوجيه من ذات صفاتها:

1-  الكمال

2-  والجلال

3-  والجمال

4-  والعلو.

وعندما يغيب عن الناس ضوء الوحي أن يخبو في صدورهم انعكاساتُ نوره تغيب عنهم حقيقة الذات أو تفقد معناها.

لذلك: كان لابدّ لهذه الذات من صلةٍ دائمة بهذا القرآن حتى لا تشتط إلى آفاقٍ خارج قدرتها وسعادتها وراحة ضميرها.

لقد كانت أوّل الآيات القرآنية نزولاً على محمّد (ص) تتحدث عن المعرفة التي هي المحدد الرئيس للذات المثالية (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) (العلق/ 1-5).

ثمّ نزلت الآيات القرآنية الكثيرة التي توضح معالم الشخصية الضّالة وملامح الشخصية المهتدية كدافعٍ وموجّهٍ للفرد لتكوين ذاته الشخصية، من ذلك: أنّها وضحت المحرمات والعقوبة عليها كـ: الزنا، والقتل، والكذب، وأكل حقوق الناس، ... إلخ.

كما وضحت الطاعات والجزاء عليها كـ: بر الوالدين، الصدق، الزكاة وما فيها من تكافلٍ اجتماعي... إلخ.

كلّ ذلك بهدف خلق ذاتٍ اجتماعيةٍ واضحة المعالم ومستقرةٍ في محيطها، وذات دورٍ إيجابي في النشاط الاتصالي.

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) (الحجرات/ 13).

 

المصدر: كتاب رحلة مع الذات

ارسال التعليق

Top