أسرة
1- الإحسان إلى (الجائع) في القرآن الكريم:
أ- إطعام الجائع، تأسِّي بخُلق من أخلاق الله تعالى الذي يرأفُ بالجياع:
قال تعالى: (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ) (قريش/ 3-4).
ب- تفقّد جوع الجائع وأطعمه باكراً وأشبعه:
قال سبحانه في طلب موسى (ع) الطعام:
(قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا) (الكهف/ 62).
ت-أطعم الجائع لتنقذه من تناول المحرّم سرقةً أو ميتة:
قال جلّ جلاله: (فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (المائدة/ 3).
ث- إقامة المآدب أو الإطعام الجماعي للجياع، سواء في أوقات الإفطار في شهر رمضان المبارك، أو في المناسبات السعيدة والحزينة:
قال تعالى: (أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ) (البلد/ 14).
2- الإحسان إلى (الجائع) في الأحاديث والروايات:
أ- الأكل عند الجوع أفضل نصيحة طبِّية وصحّية، وهي إحسان للجائع أيضاً:
قال النبي (ص): "نحنُ قومٌ لا نأكلُ حتى نَجُوع، وإذا أكَلنا لا نشبع".
ب- ومن الإحسان إلى الجائع أن تشعر بلذعة الجوع ومسّه لتواسيه بتقديم ما يحتاج إليه من طعام، وتلك هي إحدى فوائد الصوم:
قيل ليوسف (ع): "لِمَ تجوع وأنتَ على خزائن الأرض؟ فقال: أخافُ أن أشبع فأنسى الجائع"!
وكان يعقوب (ع) ينادي في الصباح والمساء: "ألا مَن أرادَ الغداء فليأتِ إلى يعقوب، ألا مَن أرادَ العشاء فليأتِ إلى يعقوب".
3- الإحسان إلى (الجائع) في الأدب:
قيل: "لا تترك الجائع يتضوّر من الجوع، وأنت مُسترسِل في الكلام، فهو إلى الطعام أحْوَج".
يقول (جبران خليل جبران): "المعدة الجائعة لا تستطيع هضم النصائح الأدبية والكلمات الخالدة. وإذا غنّيتَ للجائع، سمعكَ بمعدته".
وفي الأمثال الروسية: "المعدة الجائعة لا تملك أذنين"!
وفي الأمثال الهندية: "إذا سألت الجائع كم يساوي إثنان وإثنان؟ سوف يجيبك: أربعة أرغفة".
أشبعه أوّلاً، ثمّ تبسّط في الحديث معه كما تشاء.
4- برنامج الإحسان إلى (الجائع):
1- يُستحسن دعوة الفقراء والمساكين إلى مآدب الإفطار والنذور وولائم الأعراس والمآتم، لأنّها أقرب إلى رضا الله، وإلى الهدف من إقامتها.
2- أن تأخذ الطعام إلى الجائع في مكانه أفضل من أن تدعوهُ إلى بيتك، ففي هذا إكرام وفي ذاك إكرام، ولكنّكَ إذا دخلتَ على الجائع بالطعام فكأنّما أدخلتَ أو أعدتَ الحياة إليه، كما أنّك بذلك تحفظ له كرامته وعزّته.
3- ليس الجائع الذي يجب أن يُطعم هو الإنسان فقط، بل الحيوان أيضاً. فالجائع من البشر روح، والجائع من الحيوان روح، وفي بعض الروايات أنّ راعياً أطعم كلباً رغيفين هما أجرةُ عمله، فقيل له في ذلك، أي كيف تفعل هذا وأنتَ محتاج للطعام أيضاً؟! فقال: رأيته كلباً غريباً، فعلمتُ أنّه قطع مسافة بحثاً عن الطعام، فآثرته على نفسي!
ولذلك كان من الإحسان إلى الحيوان أن تُطعمه عندما يجوع وتسقيه عندما يعطش، أي أنّ تعرض عليه الطعام والماء بين حينٍ وآخر، فهو نفس كما أنتَ نفس.
4- بقيَ أن نُذكِّر أن لا تنهض من الطعام والجائع لم يكتفِ بعد، فقد تُحرجه برفع يده، وهو لا يزال بحاجةٍ إلى الطعام. كُن آخر مَن ينهض من المائدة.
ارسال التعليق