قرر أحد الملوك منع النِّساء لبس الذهب والحلي والزينة!
فكانت ردة فعل النِّساء كبيرة حيث امتنعن عن الطاعة، وبدأنّ التذمر والسخط والاحتجاج.
وبالغت النِّساء في لبس الزينة والذهب والحلي!
اضطرب الملك واحتار!
فأمر بعمل اجتماع لمستشاريه وبدأ النقاش واقترح أحدهم التراجع عن القرار للمصلحة العامّة.
وقال آخر: لا، التراجع مؤشر ضعف وخوف يجب أن نظهر قوتنا! وانقسموا لمؤيدين ومعارضين.
طلب الملك إحضار حكيم المدينة حيث حضر وطُرحت عليه المشكلة.
قال الحكيم للملك: لن يطيعك الناس إذا كنت تفكر فيما تريد أنت، لا فيما يريدون هم.
فقال له الملك: وما العمل؟ أتراجع إذن؟
قال الحكيم: لا، ولكن اصدر قرار إلحاقي بمنع لبس الذهب والحلي والزينة للجميلات لعدم حاجتهنّ للتجمل.
واستثناءً القبيحات وكبيرات السن بلبس الزينة والذهب لحاجتهن ستر قبحهن ودمامة وجوههن.
وصدر القرار...
وما هي إلّا سويعات حتى خلعت النِّساء الزينة، وأخذت كلّ واحدة منهنّ تنظر لنفسها على أنّها جميلة، لا تحتاج للزينة والحلي.
عندها قال الحكيم للملك: لقد أطاعك الناس عندما فكرت بعقولهم وأدركت اهتماماتهم من نافذة شعورهم.
الحكمة: إنّ صياغة الكلمات فن، نحتاج لإتقانه، وعلم نحتاج لتعلّمه.
لندعوا الناس إلى ما نريد من خلال ربط المطلوب منهم بالمرغوب لهم، ومراعاة المرفوض عندهم قبل طرح المفروض عليهم.
يجب أن يشعر المتلقي بمدى الفائدة التي سيجنيها من خلال إتباع المطلوب أو الامتناع عنه.
لا شيء يخترق القلوب..
كلطف العبارة..
وبذل الابتسامة..
ولين الخطاب..
وسلامة القصد..
قال تعالى: (وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) (آل عمران/ 159).
مودّتي ومحبّتي لأصحاب العقول الواعية...
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق