• ٢٢ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ٢٠ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

الشباب.. هم الحاضر والمستقبل

عمار كاظم

الشباب.. هم الحاضر والمستقبل

الشباب هم أولاد الأمس، وعماد الحاضر، وقوة المستقبل، ويُعتبرون الركيزة الأساسية في تقدّم وبناء كلّ مجتمع، فهم يحملون بداخلهم طاقات وإبداعات متعددة، يحرصون من خلالها على تقديم الأفضل للمجتمع الذي يعيشون فيه، ويستطيع الشباب من خلال التعاون بين بعضهم البعض على الرقي بالمجتمع، وحث الآخرين على المشاركة الفعّالة في تقدّمه، كما أنّ هذا الدور الذي يلعبه الشباب ينعكس إيجابياً على معارفهم، وزيادة تأثرهم وتأثيرهم بالآخرين.

بالتأكيد أنّ الشباب هم الشريحة الأكثر أهمية في أي مجتمع وإذا كانوا اليوم يمثلون نصف الحاضر فإنّهم في الغد سيكونون كلّ المستقبل، ومن هذه القاعدة جاء القول بأنّ الشباب عماد المستقبل وبأنهم وسيلة التنمية وغايتها، فالشباب يسهمون بدور فاعل في تشكيل ملامح الحاضر واستشراف آفاق المستقبل، والمجتمع لا يكون قوياً إلّا بشبابه والأوطان لا تبنى إلّا بسواعد شبابها.. وعندما يكون الشباب معداً بشكل سليم وواعياً ومسلحاً بالعلم والمعرفة فإنّه سوف يصبح أكثر قدرة على مواجهة تحديات الحاضر وأكثر استعداداً لخوض غمار المستقبل. ولذلك فإنّ جميع الأُمم والشعوب تراهن دوماً على الشباب في كسب رهانات المستقبل لإدراكها العميق بأنّ الشباب هم العنصر الأساسي في أي تحول تنموي ديمقراطي.. سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي، فهم الشريحة الأكثر حيوية وتأثيراً في أي مجتمع قوي تمثل المشاركة السياسية فيه جوهر التكوين.

إنّ الشباب في كلّ زمان ومكان عماد الأمّة وسِرُّ نهضتها ومبعث حضارتها وحامل لوائها ورايتها وقائدُ مسيرتها إلى المجد والتقدّم والحضارة وصُنّاع مجدها وصِمام حياتها وعنوان مستقبلها، فهم يملكون الطاقةَ والقوّة والحماسة التي تؤهّلهم إلى أن يعطوا من أعمالهم وجهودهم وعزمهم وصبرهم ثمرات ناضجة للأمّة إذا ما ساروا على الطريق الصحيح المرسوم في اتّجاه التنمية والتقدّم، واستغلّوا نشاطهم فيما فيه منفعة لهم ولغيرهم خدمة للوطن وللأمّة.

ولتفادي كلّ السلبيات التي قد تصدر من الشباب في المجتمع، يجب السعي إلى استثمار طاقاتهم وقواهم فيما يرجى نفعه وفائدته من فرص للعمل لامتصاص أكبر قدر من البطالـة التي باتت تنخر العمود الفقري للمجتمع وتهدّد أكثر أفراده حيوية بالضياع والفقر والتشرّد، ولابدّ من إشغالهم بالأنشطـة التعليمية والثقافيـة والاجتماعيـة والرياضية للنهوض بهذه الفئـة الشابـة والرفع من مستواها ومعنوياتهـا.

إنّ تنمية الشباب روحياً وعقلياً وجسدياً تنمية جيِّدة وبشكل سليم، تنتج شباباً يحمل همّ الأمّة، متوجّهاً للخير نافعاً ومطوّراً للمجتمع، مواجها لتحديات الحاضر، فيسعى لنمو المجتمع وازدهاره وبلوغه أعلى درجات الكمال الحضاري، اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً، فإنّ اعتزاز أيّ أمّة بنفسها هو اعتزازها بشبابها أوّلاً؛ إذ هم الدعائم القوّية والمتينة التي تستطيع أن تبني بها صروح أمجادها حاضراً ومستقبلاً كي تبقى صامدةً أمام رياح الزمان التي لا تبقي ولا تذر، وأمام التحديات الجسام التي تهدّد كيانها ووجودها، لأنّ صلاح الشباب صلاح للأمّة والمجتمع، وفي فسادهم فساد الأمّة والمجتمع.

ومسؤوليتنا إزاء الشباب لتحقيق النجاح هي كالآتي:

1-    من الأفضل تنظيم نمط العلاقات مع الشباب على نحو يشعرهم بأنّهم قد أحرزوا النجاح في مجال واحد على أقل تقدير، وتقييم نجاحهم وفق الصيغ الاجتماعية الإيجابية بشكل يشعرهم بمكانتهم في المجتمع.

2-    تفهيم الشباب بأسلوب ودي حميم عند إحرازهم نجاح ما، أنّ عليهم وضع هدف آخر نصب أعينهم تحرزاً من ابتلاء قدراتهم بالسكون والاسترخاء.

3-    يجب أن يدرك الشباب دورهم الذاتي في إحراز النجاح مثلما يستشعرون "دور الأسرة"، الأتراب وعوامل أخرى في هذا المجال وأن يعلموا أنّ دور الإرادة من أبرز الأدوار المؤثرة في أمر النجاح.

4-    تلقين الشاب ضرورة وضع عوامل الفشل المحتملة نصب عينيه إلى جانب عوامل النجاح بغية الحفاظ على اعتداله الروحي والفكري والتأهب لتحمل الفشل عندما توصد الأبواب في وجهه.

5-     يعد "بعد النظر" من الشروط المهمة لإحراز النجاح وهو شرط يفترض تواجده لدى الشاب المتأهب لتحمل المسؤوليات المستقبلية.

6-    يجب امتناع الشباب – عند شعورهم بالحرمان أو خيبة الأمل إثر تجارب الفشل – عن النظر إلى هذه الحالات على أنّها بمثابة فقدان كلّ شيء، فقد تكون الحوافز التي تثار في كيان الإنسان إثر معاناته منها أكثر تأثيراً من الشعور الذي ينتابه بعد نجاحه.

ارسال التعليق

Top