المرأة هي نصف المجتمع.. فهي الأُم والزوجة والأخت والابنة فهي القادرة على تقديم الحنان والرعاية سواء لأبنائها أو لوالديها وحتى لزوجها فبدونها لا يمكن للأسرة أن تكتمل. وتتضح رسالة المرأة في أسرتها حين تقوم بتربية أبنائها التربية السليمة والصحيحة المبنية على الأخلاق الحميدة.. على الصدق والوفاء والعطاء وعلى مساعدة الآخرين وغيرها من المبادىء السامية وذلك لأنّ المرأة تساهم في تنشئة جيل بأكمله ويساعدها الأب حتى تكون نتائج التربية أفضل.
من جانب آخر كرّم الإسلام المرأة وأعطاها من الحقوق الكثير فقد أعطاها الحقوق المادّية بحقّها في الميراث وحرّية التصرف في أموالها كما أعفاها من النفقة كما منحها أيضاً الحقوق المعنوية كحقّها في التعليم، كما ساوى الإسلام بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات ووضع الأُسس والقوانين التي تصون كرامتها.
كما يظهر دور المرأة في المجتمع عندما تحصل على أعلى الشهادات والتي بها تساعد في تنمية المجتمع والتخلص من الجهل والتخلف ونشر العلم والثقافة في كلّ المجالات، وذلك عن طريق شغلها للعديد من الوظائف التي بها ترفع من شأن مجتمعها كعلمها في مجالات الطب والهندسة والتدريس وغيرها من الوظائف المختلفة.
إنّ الإسلام لا يريد دفن طاقات المرأة وسلب أي دور لها في المجتمع، بل العكس تماماً فهو يريد أن يفعّل طاقات المرأة في الاتجاه الصحيح، لتكون عنصراً فعّالاً له دوره الإيجابي والبنّاء في المجتمع، فالفعالية في المجتمع ليست خاصّة بالرجال بل هي تكليف للنساء كما كانت تكليفاً للرجال. فالمرأة إذن ليست عضواً خارج المجتمع أو على هامشه بل هي في قلب المجتمع لها دورها الأساسي والفعّال، إنّ للمرأة دوراً كبيراً في المجتمع، والمرأة مظهر لتحقق آمال البشر.
يؤهل الإسلام المرأة لأن يكون لها – كالرجل - دور في جميع الأمور، فكما يؤدي الرجل دوراً في جميع الأمور، فالمرأة أيضاً تمتلك مثل هذا الدور. فالنساء الصالحات هنّ السبب في رفعة المجتمع وانتصاره أمام كلّ التحديات، ولو جُرد المجتمع من النساء الشجاعات والمربيات للإنسان، فسوف يُهزم هذا المجتمع ويؤول إلى التردي. وهي التي تعمر البلاد جنباً إلى جنب الرجال. القرآن الكريم يربي الإنسان، والمرأة أيضاً تربي الإنسان. عبارة تختصر كلّ شيء، وتبيّن خطورة دور المرأة وأهميته في المجتمع فهي المدرسة التي تخرّج إنسان هذا المجتمع ليأخذ لونها ويسير بإلهام منها. ومن هنا يتبيّن أنّ دور المرأة في المجتمع أهم من دور الرجل، لأنّ النساء علاوة على كونهنّ شريحة فعّالة على كلّ الأصعدة فإنّهنّ يتصدينّ لتربية الشرائح الفعّالة الأخرى أيضاً.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق