• ١٨ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ٩ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

الحث على عمل المرأة

عمار كاظم

الحث على عمل المرأة

تلعب المرأة دوراً حيوياً وفعّالاً في بناء المجتمع، فهي اللبنة الأساسية فيه، وهي كالبذرة التي تُنتج ثماراً تصلح بصلاحها وتفسد بفسادها؛ لذا علينا أن لا نغفل عن دور المرأة في المجتمع، وأن نعطيها كامل حقوقها، ونضمن لها كرامتها، فهي من تبني الأجيال ذكوراً وإناثا لينهضوا بحضارتهم، ويصنعوا مستقبلاً واعداً لبلادهم. ولكن من جهة أخرى، فلها كامل الحقّ بالانغماس أكثر بالمجتمع من خلال ممارسة حقّها الطبيعي وهو الغوص في مجالات العمل.

فالعمل في حياة الإنسان الحالي، والقديم واجب لابدّ منه، فهو ضمان لاستدامة الحياة على الأرض، وإعمارها، وهو أيضاً وسيلة استمرار الإنتاج، والبذل، والعطاء، وتطبيق النظريات، والعلوم، والمعارف فيما يفيد حياة الإنسان في العصر الحالي والمستقبل على حدٍّ سواء. المرأة هي شريك الرجل على هذه الأرض وفي هذه الحياة، وهي لا تقلّ عنه في أيّ شيء، ولا تزيد عنه في أي شيء، فهما متساويان تماماً من حيث القيمة، والقدرات العقلية، لذا فقد كان من الضروري أن يكون للمرأة دور في نهضة عالمها الذي تعيش فيه، في مختلف المجالات، من هنا فإنّ عمل المرأة يعتبر من الضروريات، وليس ترفاً، أو عيباً، أو غير ضروري لها كما يدّعي عدد لا بأس به من الناس. فعمل المرأة يساعد على توفير الاستقلال المالي لها؛ فالمرأة تمتلك من الأحاسيس والمشاعر الشيء الكثير، وبالتالي فهي تحبّ كما الرجل أن تنفق على نفسها من مالها الخاصّ؛ إذ إنّ انتظار الأموال من الآخرين لم يعد مجدياً خاصّة في ظل تطوّر الفكر الإنساني الذي أعلى من شأنها أكثر فأكثر، وفي ظل أيضاً صعوبة الأحوال الاقتصادية على جميع الأفراد، ممّا جعل من الصعب عليها أن تنتظر الإعالة من الآخرين، حتى لو كانوا أبناءها.

كما يساعد على توظيف قدرات وخبرات نصف المجتمع؛ فتعطيل هذا العدد الكبير من أفراد المجتمع، وإبعاده عن عملية التنمية، سيضر حتماً بالإنسانية. يساعدها على تحقيق ذاتها؛ فالمرأة لا تحقّق ذاتها من خلال رعايتها لأبنائها وزوجها فقط كما يدّعي بعضهم، مع ضرورة أن توفّر لهم الرعاية التامة بسبب دورها المحوري في البيت فهي عموده وسنده، ولكن لو اقتصر دورها على هذه الجانب فقط لن يكون لها شيء عندما يكبر أبناؤها، ويصير زوجها ذا شأن في المجتمع، حيث ستُنسب كلّ النجاحات مهما كانت إلى الناجح، ولن تُنسب إلى مَن دعمه سواء كانت أُمّه، أو زوجته، أو أخته، أو عمته، أو خالته، أو أي طرف آخر حتى لو كان من الذكور، وبهذا فإنّ المرأة ستقضي بقية حياتها دون دور محوري وفعّال لها، مع أنّها أفنت زهرة شبابها في التربية، وخدمة أهل المنزل وما إلى ذلك، من هنا فإنّ عمل المرأة حاجة وضرورة قصوى، ولا يملك أي شخص مهما كان سلطة التدخل في قرار عملها، فهو قرار لها تتّخذه بمفردها.

لم يرفض الدين الإسلامي عمل المرأة باعتبارها شريكاً في المجتمع، وخصوصاً أنّ هناك مجالات تبدع بها المرأة كالتعليم والتمريض، ولكنه وضع لخروج المرأة من بيتها ضوابط وشروط من شأنها أن تحافظ على هيبة المرأة، وتحميها من كلّ مَن يتعرض لها بسوء.

ومن المعروف أنّ الإسلام قد أتاح العمل للمرأة، حيث نجد العديد من الوظائف التي شغلتها المرأة في عهد الرسول (ص) وفي عهد الصحابة الكرام، فكانت هناك العديد من النساء اللواتي خرجن إلى ساحة المعركة مع الرجال، فعملن بتمريض الفرسان الذين يصابون في المعركة، كما أنّ هناك العديد منهنّ ممن عملن على تعليم وتدريس المسلمين أمور الدين، فتكريم الإسلام للمرأة كان ولايزال وحفظ حقوقها كاملة.

ارسال التعليق

Top