• ١٨ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ٩ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

بناء الجيل الشاب الواعي

عمار كاظم

بناء الجيل الشاب الواعي

للشباب مكانة عظيمة في الإسلام وخصوصاً في بناء الأمة والرقي بحضارتها في مختلف المجالات، فهم عماد الحياة بقدراتهم وقوتهم الجسديّة والعضليّة، بالإضافة إلى ما يمتلكونه من طاقات بناّءة وأفكار خلّاقة. إنّ للشباب دور هام في بناء المجتمع، لذلك فالمجتمعات الغنية بالشباب هي مجتمعات بناءة وفعالة، وقد قيل قديماً أن الطفولة قوة لا عقل لها وأن الشيخوخة حكمة لا قوة لها، والشباب يجمع الأثنين القوة والحكمة، وهم يعتبرون العنصر الفعال والأساسي للأمة.

الشباب هم الأساس في بناء المجتمعات والمساعدة في تطورها وحضاراتها وهم أيضاً الدرع الواقي للحفاظ على هذه المجتمعات والمتمثلين في جنوده وهو شريحة ليست بقليلة من الشباب يدافعون عنه ويحمونه ويعملون على حماية شعبهم وهناك شريحة أخرى من الشباب تساعد على نجاح المجتمع والاهتمام بالقضايا العامة فيه والحفاظ على حقوق الناس وكرامتهم. إنّ هؤلاء الشباب هم من يشاركون في الحياة السياسية ويصنعون القرارات ويهتمون بتوعية الناس بحقوقهم.

إنّ الشاب الواعي والمثقف والذي هو على دراية كبيرة لما يجري من حوله من أخبار وتغيرات، هذا الشاب هو الذي يكون عماد الأمم والشعوب والعالم كله، بعلمه وثقافته تنهض الشعوب وبالوعي والعقل والفهم للأمور يتجاوب مع ظل العالم من حوله بحيث يعيش الكل في سلام وأمان ورخاء ورفاهية وفي خطى سريعة نحو التقدم والرفاهية والرقي. فالشباب أسمى وأجمل ما يقوم عليه المجتمع، لأنّهم أساس القوة والمتانة في المجتمع، ولا يُمكن أن نجهل الدّور السامي الذي يقُوم به الشباب في مجتمعنا، لأنّ الشباب مصدر من مصادر الحياة المُهمّة، والتي يستمد منها الشعوب القوة، وذلك للحفاظ على حضارتهم، وللشباب دور عظيم في بناء وتماسُك الحضارات، ويُعتبر الشباب من صانعي القرار فى مصير الشعوب، ولكن بهدف سامي، أو للحُصول على قيم ترتقي بهم إلى العُلا، و للشباب دور مُهم في بناء المجتمع متمثلاً بحضاراته، وإنجازاته، وتقدمه وتطوره، والدفاع عنه، فهم عماد الوطن والأمة، وهم من ينهضون بالوطن، ومن يساهمون في نجاحه والدفاع عن القضايا العامة فيه.

هذا الشباب هو القوة الحقيقية للمجتمع وسرّ تقدمه ونصرته، بالعلم يقود المجتمع ويساعد في نهضته ويحافظ على حضارته وثرواته. فالمجتمع السليم والناجح ينبع من خلال قوة الفكر التي يتمتع بها الشباب فيصنفون بأنهم القوة التي تجعل البلاد في حالة من الرقي الدائم والتقدم. كذلك هم قادة المستقبل بقوة آرائهم ونضجهم الفكري المقرون بالطاقة والصحة الجسدية السليمة، التي تدفع عجلة التنمية إلى الامام، فبالعلم يرتقوا ويفكروا، وينتجوا، ويساهموا بالعطاء الفكري، ليكونوا قادة رأي عام يؤثروا في مختلف شرائحه. تتميّز مرحلة الشباب بالقدرة على العمل والعطاء والطموح والرغبة في تحقيق الأهداف وبناء الذات وحب الحرية والانطلاق. حيث يعتبر الشباب الركيزة الأساسية في تقدّم وبناء كلّ مجتمع، فهم يحملون بداخلهم طاقات وإبداعات متعددة، يحرصون من خلالها على تقديم الأفضل للمجتمع الذي يعيشون فيه، ويستطيع الشباب من خلال التعاون بين بعضهم البعض على الرقي بالمجتمع، وحث الآخرين على المشاركة الفعالة في تقدّمه، كما أنّ هذا الدور الذي يلعبه الشباب ينعكس إيجابياً على معارفهم، وزيادة تأثرهم وتأثيرهم بالآخرين.

كان النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) يعيّن الشباب في المسؤوليات الإرشادية والتعليمية والإجرائية ويستعين بالطاقات المؤمنة النشطة والمتحركة في ترويج ونشر الإسلام وإدارة المجتمع الإسلامي. يقول الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم): «ما من شيء أحب إلى الله تعالى من شاب تائب»، ويقول عليّ (علیه السلام) في رسالته التربوية لولده الإمام الحسن (علیه السلام): «وإنّما قلب الحدث كالأرض الخالية، ما ألقي فيها من شيء قبلته، فبادرتك بالأدب قبل أن يقسو قلبك ويشتغل لبّك؛ لتستقبل بجدّ رأيك من الأمر ما قد كفاك أهل التجارب بغيته وتجربته فتكون قد كفيت مؤوونة الطلب».

ارسال التعليق

Top