ليس هذا محور الحديث ولا المهم، بل الأهم كيف لنا أن نتخلص من كلّ هذا! وكيف لنا أن نجعل الماضي شيئاً من النسيان ويبقى ماضياً ونمضي للأمام.
نعم الطموح يُنسيك الجروح. شعار رائع يحمل معاني كثيرة وله أثر جميل مفيد؛ أن تبحث وتعيد ذكريات ما فات وتبقى سجين الدمعة والآهات شيء بالتأكيد سلبي؛ بل اجعل لك أهدافاً سامية تأمل تحقيقها وتسعى جدياً لذلك؛ أطلق خيالك وحلمك إلى أبعد مدى وكيف لك تحقيق مرادك وأمنياتك الغالية؛ أهداف قريبة في تحقيقها وأخرى على الأمد الطويل وكلها بتوفيق المولى – عزّ شأنه – تحدث بها ودونها حتى تعود إليها بين الحين والآخر وتشاهد تقدمك نحو مرادك؛ يُقال بأنّ الشخص الذي يتحدث بأهدافه ويدونها يحقق نسبة عالية منها، ثمّ لمدى جديته وطموحه وحرصه في السعي نحو الهدف، وجعل القول فعلاً على أرض الواقع، حين نجعل أهدافنا سامية تكون همتنا عالية وأمانينا غالية ونستثمر كلّ دقيقة وثانية، بهذا نكون قد أرحنا العقول من التفكير بشيء قد رحل حلوه ومره، فهناك شيء نريد الوصول إليه ومن أجله شحنا الهمم لصعود القمم، تخيل للحظة أنك حققت هدفك الذي تطمح للوصول له بعد ما أخذ منك وقتك وجهدك، أما نسيت جروحك وأحزانك وأنت في طريقك لهدفك، والأجمل من هذا أما تقدمت نحو الأمام ولو خطوة وأضفت لنفسك ما تتمنى..
نعم، هذا أفضل من أن تبقى تحت عتمة الماضي وجروحه تسامرها وتبكي عليها، ومن الآن اجعل لك أهدافاً رائعة وشمر عن ساعديك واسلك طريق الوصول نحوها، لا تستعجل النتائج واستمتع بوقتك وأنت في طريق القمة.
وتذكر دائماً لذة وطعم النجاح بعد تلك الصعاب، وافتح للأمل باباً وإن كان بريقه بيوم من الأيّام قد غاب؛ والحذر الحذر من مصاحبة ذلك اليائس فإنّه محبط لا يزيد همتك إلا خذلاناً وعزيمتك انحداراً.
لا تنتظر تقييمك من شخص يحتاج لمن يقيمه حتى يستقيم إعوجاجه. ►
المصدر: كتاب الطرق العقلية السريعة
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق