﴿شَهِدَ الله أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ (آل عمران/ 18).
﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ (النحل/ 90).
﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا﴾ (النِّساء/ 58).
﴿وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا مُبَشِّرًا وَنَذِيراً﴾ (الإسراء/ 105).
﴿قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ﴾ (الأعراف/ 29).
﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ (الحديد/ 25).
لم تهتم الرسالة الإسلامية بقضية بعد الإيمان بالله تعالى وعبادته كاهتمامها بقضية القسط والعدل، بل اعتبرت إقامة العدل هدفاً أساساً للأنبياء والمرسلين، بل وفضَّلت إقامة العدل على أداء العبادة بالأجر والثواب، وعلى هذا الأساس القانوني والأخلاقي يبني القرآن مجتمعه، ودولته وسلوك المؤمنين به في التكاليف المنوطة بالإنسان، ويحارب الظلم والظالمين ويتبرأ الله منهم، بل واشترط الفكر السياسي في الإسلام العدالة في مَن يتولى شؤون السلطة والحكم وإدارة الدولة، وممّا يُعظّم شأن العدل في الحياة الإنسانية أنّ العدل صفة من صفات الله تعالى، فقد وصف نفسه وأشهدها، وأشهد ملائكته وأُولي العلم على أنّه قائم بالقسط والعدل، ويتعامل مع الخلائق كلّها في الدنيا والآخرة بالعدل، وأمامنا إضمامة من الآيات أوردناها لبيان وتوضيح هذا المبدأ العظيم في الإسلام.
فالقرآن صريح بأنّ الله سبحانه أرسل الأنبياء والرُّسُل ليقوم الناس بالقسط وليسود العدل، وتحقق العدالة في المجتمع والأسرة والدولة.. إلخ. ذلك ما بيّنته الآية الكريمة: ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ﴾ (الحديد/25).
بل ويشدّد القرآن بإصدار الأوامر إلى الناس جميعاً ليقيموا العدل، قال سبحانه:
﴿قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ﴾ (الأعراف/ 29).
﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ﴾ (النحل/ 90).
﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ﴾ (النِّساء/ 58).
إنّ العدل يجب أن يتحقّق في كلّ مجال من مجالات الحياة: (في مجال القضاء، والقانون والاقتصاد، والخدمات، والسياسة، وأداء الحقوق، والتعامل بين أفراد الأسرة، وفي التكاليف... إلخ).
إنّ القرآن يُوجب تطبيق الحقّ والعدل على الجميع، ودونما تفريق بسبب الجنس، أو اللون، أو الدِّين، أو اللغة، أو القرابة... إلخ
وعلى هذا الأساس القويم يبني القرآن المجتمع الإنساني ويُقيم ركائزه، والمجتمع الذي يُبنى على أساس الحقّ والعدل.. لهو مجتمع قوي متماسك، مُتفاعل مع الدولة والنظام، تختفي فيه المشاكل والأزمات والانحراف الأخلاقي، ويشعر الجميع بالمساواة، وتتحمل الدولة - كما يوضح القرآن - المسؤولية الكبرى في تحقيق العدل بين الناس.
ذلك ما نقرأه في خطاب الوحي للنبيّ الكريم محمّد (ص): ﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مرجعكم جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ﴾ (المائدة/ 48).
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق