• ٢٦ كانون أول/ديسمبر ٢٠٢٤ | ٢٤ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ
البلاغ

رمضان.. شهر الرحمة والبركات

رمضان.. شهر الرحمة والبركات

قال تعالى في محكم كتابه المجيد: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ...) (البقرة/ 185).

    هو أهم زمان وأفضله في الشريعة المطهرة، يبدو أن الأمكنة تأخذ قداستها من الأمور المعنوية المهمة التي تقع فيها وهذه سنة معروفة لدى جميع الشعوب، وأخذت بعدها الكامل والمنطقي في الإسلام.

    وشهر رمضان هو أحد أقدس الأزمنة على الإطلاق بسبب ما حدث فيه من أمور عظيمة الأهمية، وهو موسم عبادة وصحة، وهو الشهر الذي يكرم الله تعالى فيه عباده بشكل مميز، كما أنّه شهر المناسبات الكبرى.

    وفيه ليلة القدر التي نزل فيها القرآن الكريم. وليلة القدر ليلة حاسمة في حركة الكون والإنسان، ففيها يفرق كل أمر حكيم، وتتحدد أرزاق العباد وشؤونهم، حيث يعني ذلك ترتيب شؤون الوجود ودفعه لدورة جديدة من الحركة والنشاط ولأن هذه الحركة يجب أن تكون طبق النظام الإلهي فقد إختار الله تعالى هذه الليلة من أجل أن ينزل فيها القرآن، ليكون دستور تلك الحركة وذلك النشاط.

    وفي شهر رمضان معركة بدر الكبرى أولى معارك البعثة النبوية الشريفة.

    وفيه إستشهاد الإمام علي (ع)، وكذلك فيه يكون إعمار المساجد.

    وتميز هذا الشهر بنعم إلهية فريدة ومميزة: فالذنوب فيه مغفورة، والشياطين فيه مقيدة، بمعنى أنّ الصيام الواجب فيه يساعد الإنسان على الطاعة فيتعطل تأثير الشيطان على الإنسان. وفيه تغلق أبواب النيران وتفتح أبواب الجنان، كإجراء كوني يرمز إلى إنفتاح أبواب الرحمة على مصراعيها.

 

    -        ومن أهم فوائد الصوم:

    ·       صفاء روحي ونفسي، وإحساس بالرقة والخشوع أمام الله تعالى وينتج من قلة مباشرة الإنسان للأمور المادية التي إعتادها من تدخين وشراب وطعام وجنس.

    ·       على المستوى الأخلاقي فإنّ الرقة والرحمة للفقراء تداخل قلب الصائم بعد الذي يداهمه ألم الجوع والعطش، كذلك فإنّ الصائم يكتسب مزيداً من القدرة على الصبر حتى سمي الصوم بالصبر، والصبر رأس مكارم الأخلاق.

    ·       مزيد من الإهتمام بشكر الله تعالى على النعم المادية التي أنعمها بعد إستشعار اهميتها عند فقدها.

    ·       تجديد العلاقة وتوطيدها مع الله تعالى في شهر رمضان كونه مناسبة لذلك، ما يسهل هذا الأمر على الإنسان وينشطه للعبادة.

    ·       راحة المعدة من عناء العمل طول العام، وتجدد الشهية، وزوال كثير من ألوان السموم والدهون التي تتكدس في الجسد، ونشاط ذهني ملفت للنظر، وهذه المنافع تتحقق للجسد السليم، أما السقيم فإنّ الصوم قد يزيده سقماً وتعباً.

    وخير ما يفعل في هذه الفريضة جعلها مناسبة لمحاسبة النفس، ومحاولة الخروج منها بروح جديدة وحماس أكبر للإقبال على الطاعة.

    

    *كاتبة بحرينية المنامة

ارسال التعليق

Top