• ٢٤ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ٢٢ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

آثار ونتائج النهضة الحسينية

عمار كاظم

آثار ونتائج النهضة الحسينية

قيمة كلّ عمل رسـالي أو سياسي تُقاس بقدر ما يعطي من نتائج وآثار، وما يترك من تأثير الخير والتغيير البنّاء في حياة الانسان، والأحداث والأعمال السياسية والاجتماعية قد تعطي نتائجها عطاءً مباشراً ومتصلاً، وقد تتخلّف الأثار والنتائج عن الأسباب السياسية تخلّفاً زمنيّاً، وتبقى تتفاعل وتؤثّر إلى ما بعد الحدث بفترات زمنيّة قد تطول وقد تقصر، كما قد يكون تأثير الحدث السياسي والاجتماعي محدوداً ورهيناً بظروف واُطُر زمنيّة محدودة، وقد يكون تأثيره واسعاً وممتداً عبر مساحات وامتدادات زمنيّة واجتماعية مختلفة. لقد كان الإمام الحسين (عليه السلام) يستهدف من حركته الجهادية الكبرى إلى تغيير الأوضاع السياسية واستبدال الجهاز الحاكم وأسلوب الإدارة والسياسة، والتعامل مع الأُمّة وفق الموازين والمقاييس التي ثبّتها الإسلام. وأيضاً إيقاظ الحس والوعي السياسي للأُمّة، وجعلها جهاز مراقبة للسلطة، متى ما انحرفت عن المبادئ أو تخلّت عن تطبيق الأحكام والقوانين الإسلامية.

ثورة الحسين (عليه السلام) كانت ثورة رائدة فذّة العطاء، غنيّة القيمة والتأثير، واسعة الأهداف، فلم يكن هدفها مركّزاً في استلام السّلطة وحسب، وإن كانت السّلطة أداةً وضرورةً سياسيةً في نظر الامام الحسين (عليه السلام) لتغيير الأوضاع وإصلاح المجتمع وممارسة عمليّة البناء والتوجيه، وإنّما كان يستهدف أهدافاً كثيرة قريبة وبعيدة، لقد كان يجري في فهمه للسّلطة على المبدأ الّذي ثبّته أبوه: «اللّهمّ إنّك تعلم أنّه لم يكن الذي كان منّا منافسةً في سُلطان، ولا التماسَ شيء مِن فضول الحُطام، ولكن لِنَرِدَّ المَعالِمَ مِن دينك، ونُظهِرَ الإصلاحَ في بلادِك، وتُقامَ المُعطّلةُ من حدودِكَ، فيأمنَ المظلومون من عبادِك».

لقد كان الحسين (عليه السلام) ينظر لشؤون الدولة والسياسة وقضايا الأُمّة والقيادة والإمامة بمنظار القرآن، كان (عليه السلام) يرى القـيادة أداة ووسيلة لوضع الأُمّة على طريق الهدى والصلاح، والعمل على تربية الإنسان، وبناء شخصيّته، وتنظيم الحياة وتطويرها نحو الخير والكمال.

فهو يرى الدولة الإسلامية دولة تقوم على أساس الإسلام، وتستمدُّ منه قوانينها وتشريعاتها وقيمها الحضارية، ويرى أنّ أجهزة السلطة هي القوّة الحامية للمبادئ، والحارسة لأهداف الأُمّة، والموكّلة نيابة عنها بتطبيق القانون وإقامة العدل وتقديم الخدمات، وهي مسؤولة عن كلّ ذلك أمام الأُمّة وأمام الله سبحانه وتعالى.

لقد كان الإمام الحسين (عليه السلام) يستهدف من حركته الجهادية الكبرى عدّة أهداف منها :

ـ تغيير الأوضاع السياسية واستبدال الجهاز الحاكم وأسلوب الإدارة والسياسة، والتعامل مع الأُمّة وفق الموازين والمقاييس الّتي ثبّتها الإسلام.

ـ إيقاظ الحس والوعي السياسي للأُمّة، وجعلها جهاز مراقبة للسلطة، متى ما انحرفت عن المبادئ أو تخلّت عن تطبيق الأحكام والقوانين الإسلامية.

ـ تثبيت مبدأ شرعية القوّة والمقاومة المسلّحة للحاكم الظالم.

ـ إعادةُ تربية الأُمّةِ وبنائِها، تربيةً وبناءً سليماً.

ـ تصحيح الانحراف وتطبيق أحكام الشريعة وقوانينها.

- كسر حاجز الخوف والإرهاب المفروض على الأُمّة وتحريك روح الثورة والفداء فيها.

ارسال التعليق

Top