أنا شاب ملتزم و الحمد للّه، أشتغل في مكتب للخدمات الإعلامية يشتغل معي فريق متكوّن من رجلان و فتاة متديّنة و أجد العديد من الصعوبات في هذا العمل ككثرة اللغو و المزاح و كثرة الاختلاط بالفتيات و سماع الأغاني و طول ساعات العمل هذا ممّا جعل إيماني يضعف و تركت صلاة الفجر في بعض الأيّام من كثرة التعب
أرجوكم هل يجوز لي متابعة هذا العمل أو الانصراف عنه مع العلم أنّ لي دين بصدد قضائه بمرتّبي الذي أقتضيه من هذا العمل.
الأخ الفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة وبعد
الافتاء يكون في مقام بيان الحكم الشرعي لمسألة فقهية بناءً على الادلة الشرعية وهي من مهام الفقهاء والعلماء، أما تشخيص موضوعات الأحكام وتطبيقاتها فإن ذلك يعود الى الشخص قبل غيره لأنه هو الأعلم بواقعه المعاش، فالفقيه يفتي مثلاً بوجوب الصوم على المكلف وسقوط الوجوب عن الشخص الذي يضرّه الصوم، وتعيين ان هذا الصوم يضر هذا الشخص أو ذاك يعود الى الشخص نفسه ويستعين بأهل الاختصاص من الأطباء إذا لم يستطع أن يحسم الموضوع بنفسه.
وفي حالتك، فإن حفظ النفس وصونها عن الفساد وتجنب الحرام ومايؤدي اليه واجب على الانسان المسلم، ولكن تشخيص ذلك يعود الى الفرد نفسه فهو الذي يمكنه أن يعرف مدى الخطر الذي يهدد دينه وأخلاقه وبالتالي هو الذي يقرر بأن عليه البقاء أو الرحيل.
هذا من حيث الأصل أما من جهة التفضيل فإن الانسان يمكنه ترتيب أوضاعه وتنظيم علاقاته بالشكل الذي يجنبه الآثار السيئة للمحيط أو الأصدقاء.
مثلاً يمكنه أن يجعل الاختلاط بحدود العمل، أو أن يتعامل مع الآخرين تعاملاً وظيفياً، وينظر اليهم، ذكوراً كانوا أو أناثاً، كزملاء أو زبائن، دون الاكتراث بوضعهم الشخصي، فلاينشىء معهم علاقات شخصية قد تتطور _لاسمح الله_الى مالايحمد عقباه من إثم أو خطأ.
يحاول أيضاً أن يصفي فكره من التفسيرات الشائعة في المجتمع عن أنماط السلوك وبالحمل على المحمل الحسن لا السيء.. فلايفسر مثلاً كلمة مديح أو شكر على أنه إعجاب أو ميل للجنس الاخر نحوه، وإنما يفسره بأنه تعبير وظيفي أو شكر أخوي.
أما مسألة الغناء فيمكن له أن يعوض ذلك باستماع القرآن الكريم، ومايذكر بالله تعالى، وإذا احتاج الى الترفيه فيستمع الى الموسيقى الهادئة والأناشيد السليمة غير المحرمة، ويمكن له أن يستعمل السماعات الخاصة به، ويمكن له أيضاً أن يتدرب على السماع لا الاستماع، فلاينصت للأغاني، أو لايكترث بها على الأقل.
وطالما أنك مضطر للعمل، فاجعل سماعك لما لايرضيك من باب الإكراه والاضطرار لكي يجنبك آثاره الشرعية ولاتتحمل وزر ذلك.
واسع الى تعويض خسارتك لبعض الايمان بالحصول على فرص أخرى للتزود الروحي وتعميق الايمان والاطمئنان من خلال ذكر الله، فاحرص على الصلاة في المسجد حيثما استطعت ولو في أيام التعطيل، واقرأ القرآن يومياً ولو لآيات معدودات صباحاً أومساءً أو استمع اليه في وسيلة النقل التي تذهب بها أو ترجع.. وعلى الأقل أبدأ يومك وصباحك، دوامك وعملك بقراءة سورة الفاتحة والمعوذتين أو أية الكرسي، واستعن بالله تعالى دائماً واطلب منه الرحمة والعطف والتوفيق وطالما انك واعٍ لوضعك ومهتم لأمر إيمانك وتعمل لحفظه فلاتخف ولاتخشى وسيحفظك الله، إن شاء الله ويوفقك.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق
تعليقات
تولين
كتييييييييييير مفيد بس ليش كبير