• ٢٦ كانون أول/ديسمبر ٢٠٢٤ | ٢٤ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ
البلاغ

مرتب الزوجة وحق التصرف فيه

أسرة

مرتب الزوجة وحق التصرف فيه

◄السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرجاء لدي هذا السؤال أرجو التكرم بالإجابة عليه وهو هل يجوز للرجل أخذ شيء من مرتب زوجته علماً أن الزوجة تخرج للعمل على حساب كرامته أي ممكن أن يقال هذه زوجة فلان كذلك الحال إن الزوج هو الذي يقوم بتوصيلها للعمل وترجيعها للبيت. وكما معروف عرفاً إن إستخدام المرأة في عمل مختلط بالرجال يكون غير مقبول وصعب اجتماعياً لذلك فالزوج يدفع ضريبة وهي كرامته وتحمل الشائعات أمام العامة.. أرجو التكرم بالرد وشكراً.

الأخ العزيز
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
تحية وبعد..
مرتب الزوجة يعود لها وهي تتصرف به كما تشاء، أما موضوع الكرامة، فهو موضوع إعتباري ولايعوض بثمن فلايجوز أخذ شيء مقابله.. نعم يمكن لك أن تطلب منها مبلغاً منصفاً مقابل توصيلها للعمل، ولكن العلاقة بين الزوجين يجب أن تكون بمستوى من التفاهم والانسجام أعلى من المعاملات المادية والحسابات العادية، فيمكن لكما مع مزيد من المودة والثقة والاحترام والصراحة أن تتعاونا في حياتكما بشكل أفضل، وأن تطلب منها المساهمة في بعض نفقات البيت لتحسين الظروف المشتركة التي تعيشانها معاً.
لنتذكر قوله تعالى: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لأيات لقوم يتفكرون) (الروم/ 21).
فالأسرة مشروع حياة مشترك ينجح باانسجام الجميع تعاونهم، ومن أهم متطلباته أن تكون العلاقات فيه قائمة على المودة والرحمة، لاالخصومة والندية.. وأقرب طريق الى المرأة قلبها فإذا ماتعثر هذا الطريق انسدت امام الزوجين أبواب كثيرة من الخير والرحمة لايمكن تعويضها بدراهم معدودة، لذا يمكنك كسب رضاها وزيادة مساهمتها في بناء الأسرة بقليل من الحلم و مزيد من حسن الخلق وبعض من التضحية المتوقعة من الرجال الشهمين من أمثالك.
لنتذكر أيضاً أن الكثير من الأعباء المنزلية وغيرها التي تقوم بها المرأة ليست واجبة شرعاً على المرأة، فهي تقوم بها تطوعاً وبمحبة فكيف إذا تعاملنا مع المرأة بحسابات مادية بحتة وواجهتنا المرأة بقائمة من الطلبات مقابل أتعابها المختلفة؟
لنتذكر قوله تعالى: (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف) (البقرة /228).
وقوله جل وعلا: (وعاشروهن بالمعروف) (النساء/19).
وقول النبي الكريم (ص): (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهله).
ولكن وكما قبل فإن للضرورة احكامها، فإذا ماوجد الرجل المرأة تسرف في مالها والأسرة تنوء بديونها وأعبائها، فيمكن للرجل حينئذ أن يطلب من المرأة المساهمة المباشرة وتذكيرها بالمقابل بالأعباء التي يتحملها في طريق عملها..
لكي تحس بمسؤولياتها وتنهض بواجباتها، ولكن كل ذلك في جو من التفاهم لاالتخاصم، وهنا لابد أيضاً أن تتذكر القول المأثور من الحديث: (ماأخذ شيء بالخرق إلاّ وأخذ بالرفق مثله أو أفضل منه).
ودمت موفقاً.

ارسال التعليق

Top