- الكلام ولغة الجسد: حين نقوم بالكلام تلعب أجزاء كثيرة من جسدنا دوراً في هذه العملية إضافة بالطبع إلى الأجزاء الأساسية المستخدمة فيها كالشفتين، واللسان، والفكين، فقد نستخدم العينين وعضلات الوجه وقد نحرك رؤوسنا، أيدينا، أذرعنا وربما أقدامنا! ويختلف مقدار تدخل هذه الأعضاء في عملية الكلام – فيما ندعوه الإيماء المرفق بالكلام – من شخص إلى آخر بل ومن شعبٍ إلى شعب! فالفرنسيون والإيطاليون مثلاً يميلون لتحريك أيديهم بحرِّية أثناء التكلم لتوكيد ما هم بصدد قوله، بينما ينزع الشرقيون كالصينين مثلاً واليابانيين إلى ضبط الحركات أثناء الكلام. يعرف الكثيرون منا أصدقاء يصعب عليهم إلى حدٍ كبير التحدث دون تحريك أذرعهم وأيديهم أثناء الكلام، وهؤلاء غالباً أشخاص صريحون انبساطيون يتعاطفون مع كل الأشياء، ولكن يجدر بالمرء تجنبهم حين يقودون سياراتهم لأنّ الانتباه إلى المقود يأتي عندهم بالدرجة الثانية من حيث الأهمية بعد الوجهة التي يهرعون إليها! وعلى العكس من أولئك نرى أنّ الأشخاص الأكثر تحفظاً يميلون إلى الحفاظ على أطرافهم تحت السيطرة وأكثر بكثير من سابقيهم وذلك لأنّهم أشخاص مكبوتون متحفظون وغير انبساطيين! وهكذا فنحن جميعاً نمارس الإيماء المرفق بالكلام سواء أكنا من فئة الأشخاص الانبساطيين كثيري تحريك الأذرع خلال الحديث أم لم نكن، لأن تعريف هذا النوع من الإيماء هنا يسلط الضوء على كونه حركة جسدية مصحوبة بالكلام، وغالباً ما يتمّم كل من حركات الجسد والكلام بعضهما بعضاً لينتجا معاً تواصلاً مُرضياً أكثر مع الناس من حولنا، وعلى الرغم من أنّ الإيماء المرفق بالكلام قد يكون الشريك الأقل أهمية في العلاقة بين أي اثنين إلا أنّه على الأغلب عنصر ذو قيمة كبيرة. - حجم التوكيد أو التشديد: يستخدم الإيماء المرفق بالكلام في معظم الأحيان لتوكيد ما يقال والتشديد عليه فإن أردت، مثلاً أن توضح لسامعيك أن فلاناً طويل بشكلٍ غير عادي فسوف تجد نفسك غير مكتفٍ بالتعبير اللفظي كقولك (لقد كان ضخماً جدّاً!) بل ستلجأ إلى الإيماء المصاحب للكلام بأن تمطّ ذراعك بأقصى ما تستطيع نحو الأعلى مع بسط راحة يدك أيضاً لمزيد من الإيماء، وربما لن تكتفي بذلك فتتمادى في المبالغة بأن تقف على رؤوس أصابع قدميك للإشارة إلى طول القامة الفارع! وعلى النقيض من ذلك إن أردت أن تصف مدى قصر أو ضآلة قامة فلانٍ من الناس فسوف تمطّ ذراعك بأقصى ما تسطيع إلى أسفل باسطاً راحتك نحو الأسف أيضاً، بل وقد تنحني قليلاً بينما تقول أشياء مثل: (إن الفتى قصير جدّاً بالنسبة إلى عمره، فطوله صدقوني إلى هذا الحد فقط)، أي ويمكن للإيماء المرفق بالكلام أن يلعب دوراً في وصف اتساع شيءٍ ما أو ضيقه أو وصف بدانة شخصٍ ما أو نحوله. ويُلحظ التشديد على مدى عرض أو طول شيءٍ ما أكثر ما يُلحظ عند صيادي الأسماك حيث يحلو لهؤلاء المبالغة في وصف حجم السمكة التي اصطادوها بصنارتهم أو بدقة أكثر حجم السمكة التي أفلتت من صنّارتهم بعد أن كانوا على وشك اصطيادها! وأثناء وصفهم للأبعاد المذهلة لتلك السمكة تخفق الكلمات وحدها في تحقيق غايتهم، فيلجؤو إلى مط أذرعهم نحو الجانبين بأقصى ما يستطيعون هاتفين أثناء ذلك بالقول: (أنا لا أفرح، لقد كانت بهذا الحجم صدقوني!) مدركين في أعماقهم ربما أن لا أحد يصدق مزاعمهم، ومع ذلك فلا ضير في إطلاق العنان للمخيلة الخصبة بعض الشيء. - البرد: تلعب أشكال أخرى من الإيماء المرفق بالكلام دوراً كبيراً في التواصل اليومي بين الناس بل وتضفي عليه لوناً جديداً. فإنّ دخلت للتوّ إلى غرفة دافئة بعد مسير طويل في الجو الخارجي البارد فقد تعلّق لفظياً وحسب عما تشعر به أو ربما تدعم كلماتك بالإيماءة والحركة، وهذا ما يفعله كثيرون منا وبخاصة أولئك الذين حباهم الله بموهبة الاستعراض المسرحي في تصرفاتهم وحركاتهم، فهؤلاء يحاولون على الفور التأثير أكثر في الأشخاص الموجودين في الغرفة استجداءً لتعاطفهم فتراهم يبالغون في وصف معاناتهم الشديدة لما قاسوه من برد قارس ضامّين أنفسهم بقوة، بينما يقولون: "يا إلهي.. البرد شديد جدّاً في الخارج!" إن حركة ضم المرء لنفسه هي طريقة شائعة للتعبير عن البرد قد تنفذ مرفقة بالكلام أو بدونه وقد نرفقها أحياناً بارتعاشةٍ مفتعلة تزيد في قسوة الحالة المراد تصويرها! - الحر: وعلى عكس الإيماءة المعبرة عن الشعور بالبرد تأتي الإيماءة التي نعبّر بها عن شعورنا بالحر الشديد بأن نمرّر راحة اليد المنبسطة على الجبين وكأنّنا نمسح عرقاً متخيلاً! يمكن استخدام هذه الإيماءة مع الكلام أو بدونه كما هو حال سابقتها وقد تعطي معنى إضافياً بحيث تشير إلى أنّ المرء يحسّ بمشقّةٍ كبيرة في تحمّل ذلك الحرّ الشديد. وفي الحالة الأخيرة تستخدم هذه الإيماءة غالباً دون كلام مرافق لها كدليل واضح على عجز المرء حتى عن الكلام. - "لا أعرف شيئاً!": يستخدم الكثير من الإيماءات بالتوازي مع الكلام لمزيد من التوكيد والتشديد. فمثلاً عندما يودّ الناس أن يشيروا إلى جهلهم المطبق بمكان وجود شيءٍ أو شخصٍ مفقود يقولون عبارات مثل: "لا أعرف شيئاً!" بينما يبسطون أذرعهم وأيديهم نحو جانبي الجسم كما لو أنهم يشيرون إلى عدم وجود أي شيء بحوزتهم فيما لو اخترت تفتيشهم؛ وأصل هذه الإيماءة يرجع تاريخياً إلى أزمنة غابرة حين كان الناس يرتدون المعاطف أو العباءات الفضفاضة فيفتحونها على اتساعها بغية إثبات عدم حملهم لأي سلاح أو أي شيء مسروق أو ضائع! - أصابع متصالبة: حين يكون المرء على وشك الخوض في معركة يلزم فيها بعض الخط كامتحان الحصول على إجازة قيادة سيارة أو فحص مقابلة شخصية للتعيين في وظيفة ما يتمنى له الآخرون كل التوفيق بقولهم: "حظاً سعيداً" يضيفون قائلين: "أصابع متصالبة!" عبارة قد يرفقونها بإيماءة لمزيد من التأكيد على أمنياتهم الطيبة فيقومون بمصالبة أصابع يد واحدة أو كلتا اليدين أوّلاً في زيادة الحظ السعيد. تؤدي إيماءة الأصابع المتصالبة عادة دون كلام لاسيما عند القيام بها عند بُعدٍ أو في مكانٍ ينبغي أن يسود فيه الصمت طوال الوقت كأن يقوم بها معلّم قيادة السيارات بينما يصعد تلميذه إلى سيارة اختبار اللجنة الفاحصة. - الإشارة إلى... تعد الإشارة إلى شخصٍ أو شيءٍ ما نوعاً شائعاً من الإيماءات المصحوبة بالكلام حيث كثيراً ما تستخدم الإشارة بالسبابة للتشديد أو التأكيد فحين يقول المرء: "هل يمكنك أن تنظر إلى هناك" يتلقى استجابةً ما من الآخر ويمكنه زيادة تلك الاستجابة تفاعلاً بإرفاق كلماته السابقة بالإشارة بسبابته إلى الشيء الذي يثير اهتمامه ويوّد لفت انتباه الآخرين إليه. أو يقول فلانٌ لصديقٍ يرافقه: "هناك يسكن أخي" مرفقاً كلماته بالإشارة بسبابته إلى المبنى المقصود، أو قد يقول آخر لصديقه الذي يفتش عن شيءٍ أضاعه بينما هو قائمٌ بكل وضوح قبالة عينيه "ها هي حقيبتك أعجب كيف لا تجدها وهي أمام عينيك" مشيراً بإصبعه إليها. وتستخدم الإشارة بالسبابة أيضاً لإضفاء مزيدٍ من التشديد على الأوامر والتعليمات، كأن يقول رجلٌ لكلبه مرفقاً كلماته بالإشارة إلى حيث توجد كرة ما: "أحضرها!" كما قد ترفق الإيماءة الإشارة بالسبابة المصحوبة بالكلام بمسحة درامية كما في حالة شخص يصرخ بغضب على شخص آخر: "اخرج!" مشيراً بسبابته إلى الباب أو في حالة توجيه تهمةٍ ما لفلان من الناس حيث يأخذ الاتهام شكلاً أكثر دقة وإثارة حين تستخدم السبابة في الإشارة الصريحة إلى المتهم، كما هو الحال حين يصرخ شخص قائلاً لرجال الشرطة: "إنّه هو.. هذا الذي سرق حافظة نقودي!" وليس إصبع السبابة كإصبع اتهام مرتبطاً فقط بالإجراءات المتعلقة بالشرطة أو في المحاكم، فقد نراه أحياناً في حياتنا اليومية كحالة صراخ صديق في وجه صديقه: "لقد تأخرنا بسببك أنت!" ومن الملاحظ أن بعض الناس ميّالون أكثر من سواهم للإشارة كثيراً بالسبابة على نقيض آخرين ممن لُقِنوا في طفولتهم اعتبار الإشارة بالسبابة أمراً قليل التهذيب. إذ إن أولئك يلزمون الحذر خشية لجوئهم العفوي لإيماءة الإشارة بالسبابة إلى شخص ما! أما عن الأطفال فهم أناس كثيرو الإشارة بشكل فطري لأنّهم يدركون قبل أن يتعلموا النطق والكلام أنّ الإشارة إلى شيءٍ يودون الحصول عليه هي طريقة فعالة لنيله دون الحاجة لأن يكلفوا أنفسهم عناء تعلَّم اللفظ الصوتي الدّال عليه! ولا يكتفي الأطفال بهذا بل يذهبون أبعد من ذلك بكثير في سني عمرهم المبكرة مسبّبين لذويهم الكثير من الإحراج مع الآخرين، فلو تتخيل قارئي مكاناً مزدحماً نسبياً بالناس ويسود فيه الصمت (مثل مقصورة قطار أو غرفة انتظار في عيادة الطبيب) أضف إلى المشهد طفلاً برفقة أبيه وبعد وقتٍ ما بدأ يضجر ويضيق ذرعاً بالصمت السائد في المكان، عندئذٍ سيصرخ بصوتٍ حاد: "لم ترتدي هذه السيدة تلك القبعة المضحكة؟!" أو "انظر بابا إلى أنف ذلك الرجل إنه مضحك جدّاً!" مرفقاً مثل هذه الملاحظات المحرجة بإشارةٍ صريحةٍ حتى الوقاحة من سبابته نحو الشخص المقصود. بينما يتظاهر كلٌ من الوالد والضحية الموشكين على – الإغماء خجلاً وحرجاً – بأنّه غير مرئي متمنياً بيأسٍ مرير لو أنّ الأرض تنشق وتبلعه أو يمر الموقف برمته دون أن يبدي الطفل أي تأسَّف منه أو توبةٍ عن الإتيان بمثله مرّةً أخرى! وهكذا فلا عجب إذ أنّ الأطفال يُلقَنّون مراراً وتكراراً فكرة أنّ الإشارة إلى الآخرين أمر قليل التهذيب ولكن دون جدوى! إنّ للاختلافات الثقافية بين الشعوب آثرها في وجهات النظر المتعلقة بالإشارة إلى الأشخاص، ففي بريطانيا ينظر إلى الأمر على أنّه وقحٌ نسبياً، بينما في اليابان فينظر إليه بوصفه أمراً في منتهى الوقاحة وقلة التهذيب، لذلك إذا زرت اليابان يوماً ما قارئي الكريم اضبط سبابتك جيِّداً ففي إشارتها إلى أحدهم إهانة سترتد إليك لا محالة! - هزّ الإصبع: تستخدم السبابة كثيراً في مجالٍ آخر من مجالات الإيماءة المصحوب بالكلام ألا وهو التأنيب، فالناس بعامةٍ والآباء والمعلمون بخاصة معتادون على الإكثار من حركة هزّ السبابة – المنتصبة في قبضةٍ مطوية الأصبع خلال تقريعهم وتأنيبهم أحداً وغالباً هو طفلٌ صغير. لقد اعتاد الأطفال السبابة المهتزة أمام أعينهم بتحذيرٍ أو تنبيه مصحوبةً بتعابير معيّنة مثل: "لقد قلت لك مراتٍ كثيرة ألا تفعل ذلك" أو "انتظر حتى أشكوك إلى أبيك!" تعودوا عليها لدرجة أنهم ما عادوا يكترثون بها! - الضرب بالقدمين على الأرض: يستخدم الناس أقدامهم أحياناً للتشديد على ما يقولون خلال عملية إيصال مشاعرهم للآخرين، ويعد الضرب بالقدمين على الأرض من اختصاص الأطفال والنساء ذوات المزاج الغريب حيث تستخدم هذه الإيماءة للتعبير عن الغضب أو الإحباط مصحوبة بالكلام في غالب الأحيان. قد يصرخ الطفل قائلاً: "لا أريد هذا... أنا أريد تلك" أو "لا أريد الذهاب إلى الروضة.. لن أذهب" ضارباً الأرض بقدميه بشدة. وقد تحتج امرأةٌ شابة على تأخّر مرافقها بضرب قدميها على الأرض خلال صراخها بعباراتٍ مثل: "كيف تجرؤ على التأخر هكذا لقد انتظرتك لساعات!". - النقر بالقدم على الأرض: قد تستخدم القدم في أشكالٍ أخرى من لغة الجسد ومنها النقر بالقدم على الأرض وهي إيماءة تستخدم للتعبير عن الغضب أو عن نفاد الصبر، وقلّما تستخدم مرفقة بالكلام، إذ تتحدث عن نفسها بنفسها. - الشرح والوصف: كما أشرنا في السابق فإن اقتران الكلام بالإيماءة كثيراً ما يستخدم للتشديد والتأكيد، ولكن يجب التنويه أنه يستخدم بكثرة لغايات الشرح والإيضاح فإن طلبتَ من أحدهم أن يُعرّف أو يصف لك الدرج الحلزوني مثلاً لوجدت أنه سيبدأ على الفور بالتحدث عن شيء يصعد دورانياً نحو الأعلى ثمّ تراه وقد راح يدوّر إصبعه في الهواء عالياً. وهكذا فالإيماءة في مثل هذه الحالة أكثر تعبيراً بكثير من الكلمات وبالتالي أكثر مساعدة للشخص الذي يتصدى لمهمة التعريف بالمفهوم المطلوب بل وللآخر الذي يحاول الفهم والتصور ويحدث مثل هذا الأمر أيضاً لشخص يواجه مشكلة شرح كلمة (زيكزاك) إذ سنراه هو الآخر وقد تحوّل بسرعة من التعبير اللفظي المجرد إلى الإيماء الحركي المرافق للكلام لشعوره بأن كلماته ليست كافية وحدها لتوضيح المعنى المطلوب ويكون تنفيذ هذا الإيماء غالباً بشكل عفوي وغير إرادي. - الإيماء لتعيين الاتجاهات: المثال التقليدي هنا هو حالة شخص يجيب على تساؤل سائق سيارةٍ ما عن اتجاه الذهاب إلى مكان معين عندئذٍ لن يكتفي المجيب بتجسيد جوابه في كلمات، بل سيرفق كلماته حتماً بإيماءات من يديه لتوضيح الطريق التي يجب على السائق اتباعها حتى يصل إلى حيث يريد، مثل: "إذهب للأمام مباشرة حتى الإشارة الضوئية التالية ثمّ انعطف يميناً مع الشارع حتى تصل إلى المكان المطلوب!". في هذه الحالة تكون الإيماءات عنصراً مساعداً للشخص المجيب أكثر منها مساعداً للسائل لأنّها تساعد الأول على تذكر الاتجاهات بدقة بينما يصعب على الثاني تتبعها بكامل حذافيرها لجهله بها أصلاً ولكثرة تفاصيلها المتلاحقة؛ وكذلك أن هيكل السيارة يحجب معظمها عن عينيه. ولإيماءات الاتجاهات مثال آخر هو شرطي المرور الذي يومئ طوال الوقت لسائقي السيارات إيماءات صامتةً اللهمّ إلا في حال تعبيره كلامياً عن غضبه الشديد من التجاوزات المرورية التي تحدث أمام عينيه! وخلال حركة الذراعين في إيماءات الإشارة إلى الاتجاه نلحظ فرقاً واضحاً في ارتفاع الذراع بين إشارتها لشيء في مكان بعيد وإشارتها لآخر في مكان قريب. فكلما كانت المسافة أقرب كانت الذراع أخفض والعكس بالعكس. - الإيماءة اللاإرادي المصحوب بالكلام:
إنّ حاجتنا لتحسين تواصلنا الكلامي مع الآخرين عبر الاستعانة بالإيماء أمرٌ هام للغاية وهو عادةً فعل لا إرادي بدليل أن معظمنا يلجأ إلى الإيماء المصاحب للكلام خلال حديثه على الهاتف، أي حيث لا يمكن لسامعه أن يرى تلك الإيماءات عبر الهاتف ويفسرها لمزيد من حسن التواصل والفهم فقد نتصل غاضبين بالممثل الرسمي لإحدى الشركات لنعبّر عن استيائنا الشديد من تأخر وصول الطلبية إلينا ضمن الوقت المحدد، فنقول بحزمٍ وغضب: " أريدها أن تصلني إلى هنا بالذات وعلى الفور!" مرفقين صراخنا بإيماءات حازمةٍ نشير بها إلى الأرض لنحدّد (هنا) التي نعنيها، وفي هذه الحالة سيكون تشديدنا الإيمائي غير مرئي إطلاقاً بالنسبة للشخص الآخر على خط الهاتف وعلى الرغم من ذلك فإن له فائدةً علاجية كبيرة في مساعد المتكلم الغاضب على تنفيس غضبه والتخلص من توتر أعصابه الشديد.
المصدر: كتاب (لغة الجسد)مقالات ذات صلة
ارسال التعليق