◄إنّ هذه المشكلة برغم اختلاف أسبابها وظواهرها فإنّها موجودة في جميع الدول العربية باختلاف ظروفها ومجتمعاتها، ولكنها تعبر عن نفسه بصورة مختلفة، فالأرقام تفزعنا في مصر تقابلها الجزائر ثلث تعدادها عوانس وعزاب، والامارات والسعودية، وقطر والأردن، ولبنان والكويت وفلسطين، إذن فالمشكلة تخطت الحدود، وهذا أكبر اثبات على أنّ المشكلة ليست اقتصادية فقط؟ فإن دول الخليج تئن وتصرخ مثل مصر والأردن والجزائر برغم الفارق في المستوى الاقتصادي ودخل الفرد هنا وهناك حتى ادعاء أنّ المغالاة في المهور في دول الخليج هي السبب لا تفسر وحدها انتشار الظاهرة هناك.
فهل كل عائلات الفتيات ذات مستوى مادي مرتفع؟ وتطالب الشبان العرب الذين يسافرون للسياحة في أوروبا وينفقون آلاف الدراهم والريالات هناك؟ ثمّ يعزفون عن الزواج لارتفاع تكاليفه؟
إنّ المشكلة الكبرى أن ينظر لتأخر سن الزواج من منظور واحد أو أن يفسر على أساس سبب واحد وانما تعدد الأسباب وترابطها وتشابكها هو ما يزيد المشكلة تعقيداً ويمكن اجمالها في أسباب اجتماعية، أسباب نفسية، أسباب اقتصادية، أسباب سياسية، أسباب تربوية؟ وأسباب ثقافية وفكرية.
التعريف بمتغيرات البحث:
1- معنى الزواج: هو عبارة عن انشاء مؤسسة اجتماعية انتاجية مصيرية مبنية على ثلاثة أنظمة هي دينية وقانونية وعرفية وتحكمها هذه الأنظمة وترفض ما يضاف لتلك الأنظمة التي تحكم هذه المؤسسة.
2- المعنى اللغوي للعوانس: معناها البنت البكر – عنساً وعنوساً وعناساً طال مكثها في بيت أهلها بعد إدراكها ولم نتزوج فهي عانس، عنس وعوانس والرجل لسن ولم يتزوج فهو أيضاً عانس وأكثرها يستعمل في النساء ويقال اعنست السن وجه فلان واشيب رأسه خالطه وعنست البنت البكر أهلها حبسوها عن الزواج حتى فاتت سن الزواج.
مصالح وفوائد الزواج:
1- غض البصر واحصان الفرج والتعفف عن الحرام.
2- بقاء جنس الإنسان والحفاظ على الإنسان.
3- حصول السكن والاستقرار النفسي والعاطفي.
4- اشاعة الفضيلة والحد من الرذيلة في المجتمع.
5- تكثير سواد أمّة الإسلام.
أسباب تأخر الزواج من المنظور الديني:
أوّلاً: غلاء المهور مما يجعل الزواج يتعذر على كثير من الشباب فيتأخر الزواج لذلك وهذا خلاف ما شرعه الله – عزّ وجلّ – من تخفيف المهور قال النبيّ (ص): "أعظم النساء بركة أيسرهن مؤونة" وكثير من الناس يغالى من المهور لمقاصد مذمومة اما متاجرة وطلباً للمال أو مفاخرة وطلباً للرياء أو مجاراة للاعراف واتباعاً للرأي السائد فينبغي على الأولياء التيسير في ذلك وعدم اثقال كاهل الزواج واشغال ذمته بالديون واللائق بالوجهاء واعيان الناس أن يكونوا قدوة في المجتمع وأن لا يشقوا على اخوانهم الذين لا يستطيعون مجاراتهم في غلاء المهور ومن المؤسف أن بعض الأسر تكثر من الشروط مع علمها بضعف حال الزواج والولي الحكيم الذي هو يحرض على نجاح الزواج ولا يلتف إلى المال بل ربما أعان الزواج على ظروف الحياة.
ثانياً: عضل الأولياء للمرأة وعدم تزويجها مع تقدم الكفء لها ورضاها به وهذا محرم ونهى الشرع عنه، قال تعالى: (فَلا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ) (البقرة/ 232).
ثالثاً: عزوف الشباب عن الزواج وتسويفهم لهم لارتباطهم بعلاقات أو رغبتهم في الحرية وعدم الالتزام بالمسؤولية أو غير ذلك من القناعات الفكرية التي لا تسوغ شرعاً ولا يجوز الاعتماد عليها.
رابعاً: تأجيل أهل المرأة تزويج البنات لأسباب واهية ومبررات غير مقنعة كسن الفتاة وتعليمها أو حصولها على وظيفة كثيراً ما يكون سبباً لحرمان الفتاة وعنوستها.
خامساً: امتناع بعض الفتيات عن الزواج لمفاهيم خاطئة أو أفكار مثالية سعياً وراء الأمل المنشود وفارس الأحلام وكلّ ذلك خيال قل أن يتحقق في الواقع وكم من فتاة ندمت أشد الندم على فوات شبابها والواجب على الفتاة عند خطبها التعقل والمشاورة والاستخارة والموازنة بين المصالح والمفاسد والتركيز على توفير صفة الدين والخلق في الشباب.
سادساً: اكراه الولي الشاب على الزواج بأحد أقاربه فيكره الولد على الزواج بابنة عمه أو البنت بابنة عمها دون الرغبة في الزواج والتوافق النفسي وهذا العمل محرم في الشرع ومن عادات أهل الجاهلية وله تأثير كبير في تأخر الزواج أو فشله ويوقع الأولاد في حرج عظيم.
سابعاً: كثرة الشروط من قبل الفتاة وأهلها وتضخيم الجانب المادي والغني في اختيار الزوج والرضا به وعدم الاهتمام في الصفات المهمة الأخرى كالدين والخلق والكفاءة والشارع اعتبر في الزواج خصلتين عظيمين قال النبي (ص): "إذا اتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير" والعجب كل العجب ممن يزوج ابنته من لا يخاف ربه، من أجل غناه وكثرة ماله في الوقت الذي يرفض الرجل الصالح التقي لعدم غناه.
ثامناً: انتشار البطالة بين شباب المسلمين وقلة الفرص الوظيفية أو ضعف الدخل لدى الشاب العامل مما يجعله غير قادر على فتح بيت وتكوين أسرة والمسؤول عن هذه المشكلة العظيمة هو الدولة ووجهات العمل والشؤون الاجتماعية وينبغي للقطاع الخاص وذوي الغنى واليسار أن يكون لهم حضور في هذا المجال.
تاسعاً: ومن أعظم العوامل التي تعيق الزواج وتؤخره عند كثير من الشباب والفتيات الاعلام المتأثر بنظريات الغرب ومبادئه الذي يبث لابناء المسلمين انماطاً اجتماعية بعيدة عن روح الإسلام أو آدابه مما يجعل الفتى والفتاة يترودون جدّاً في قرار الزواج المبكر في الوقت الذي ينساقون فيه وراء العلاقات غير الشرعية والاماني الكاذبة.
عاشراً: ومن أكبر أسباب تأخر الزواج ارتباط بعض الشباب بعلاقات غير شرعية والجري وراء الشهوات المحرمة والاعتزاز بسراب الحب الكاذب وهذا من أعظم الفتن.
وعليه فإذا كان لمشكلة تأخر سن الزواج – والإنتهاء بالبنت أو الولد إلى ما يطلق عليه مصطلح العنوسة – أسباب متعددة – فهنا يجب التأكيد على أن تلك الأسباب تتفاعل فيما بينها وتتشابك لكي تشكل هذه الظاهرة. هذا من ناحية ثم أن تحديد هذه الأسباب بدقة في أي مجتمع يمكن أن يساعد في علاجها والحد من آثارها، وفيما يلي عرض لبعض الأسباب:
أوّلاً: الأسباب الاجتماعية لتأخر الزواج:
· غياب المفهوم الصحيح للزواج كسكن ومودة ورحمة قبل أن يكون شكليات ومظاهر.
· غياب دور الأسرة في توعية أبنائها وتربيتهم على تحمل المسؤولية وتفهم معنى الزواج واعداد أبنائها وبناتها للقيام بهذا الدور.
· غياب دور المؤسسات الاجتماعية والهيئات غير الحكومية في محاولة إيجاد حلول عملية واقعية تتناسب مع كل بيئة ومجتمع في مجتمعاتنا.
· الاستسلام والانسياق وراء ما يبثه الإعلام من مفاهيم عن الأسرة والزواج ومتطلباته.
ثانياً: الأسباب السياسية لتأخر الزواج:
حيث أنّ الحكومات في البلاد العربية لم تأخذ الأمر بجدية ولم تشعر بحجم المشكلة أو تأثيرها السلبي على المجتمع وربما توارت المشكلة خلف ركام من المشاكل السياسية الأخرى وهذا أدى إلى غياب دور أساسي كانت الدولة منوطة به ويشمل توفير فرص عمل حقيقية للشباب وتيسير المشروعات الصغيرة وتشجيع الشباب المقبل على الزواج المبكر بشقة باسعار مناسبة ومشاريع توفر لهم.
ثالثاً: الأسباب التربوية لتأخر الزواج:
حيث أنّ الدراسة بالمدارس تجعل الفتى والفتاة حتى دخول الجامعة ليس لهم هم إلا النجاح والحصول على أعلى الدرجات ثمّ فجأة يجدون أنفسهم في مواجهة الحياة وقد خلت كلّ المناهج الدراسية مما يساعد الفتاة على أن تكون زوجة وربة أسرة لم يحدثها أحد عن معنى الزواج وتبعاته وكذلك الفتى لم يتعلم معنى المسؤولة ومعنى أن يكون رب أسرة ومعنى الرجولة حتى معنى السعي وكسب الرزق الحلال غاب عن شبابنا.
رابعاً: الأسباب الثقافية والفكرية لتأخر الزواج:
حيث أن كل ما يساهم في صياغة فكر وعقل المجتمع أما تجاهل المشكلة تماماً أو على العكس كان سبباً في تفاقمها سواء كانت وسائل الإعلام خاصة التلفزيون والصحف والمجلات أو الكتاب والمفكرين أو كما ذكرنا طريقة التربية في المدارس وفي داخل الأسرة نفسها، ربما غياب البعد الديني ساهم كثيراً في تفاقم المشكلة وأعني هنا النظرة الدينية الواعية التي تهتم بدراسة الأرقام والاحصائيات وكل ما يعتري المجتمع الآن من تغيرات واتجاهات وليست مجرد مجموعة من الفتاوى المتفرقة الجامدة التي لا تتفاعل مع المجتمع.
خامساً: الأسباب النفسية لتأخر الزواج:
وهذه جاءت نتيجة لتفاعل كل الأسباب السابقة فمنذ 20 سنة كانت كلّ الأقلام التي كما هي عامل مؤثر في ثقافة الشعوب هي أيضاً نافذة تغير مما يجري داخل هذا المجتمع تغير عن قصص النجاح والحب الذي يتحدى عقبات وينتظر الشباب والفتاة اللذان يحملان بأنّ يبدأ حياتهما بأبسط الامكانيات ليكبرا مع الأيام. أمّا اليوم فهذا الجيل منهزم من داخل ولم يحاول أن يتحدى العقبات ويهزمها ولكنه هرب من المواجهة فالخوف من المستقبل وعدم تحمل المسؤولية والتمسك بل التقيد بكل أسباب الرفاهية والكماليات.
سادساً: الأسباب الاقتصادية وهي نوعان:
واقعي وحقيقي: يتمثل في الارتفاع الفعلي في تكاليف الزواج خاصة مع ازدياد معدلات البطالة وعدم وجود فرص عمل حقيقية أمام الشباب وانخفاض مستوى الدخل خاصة في الدول غير النفطية. نوع صنعناه نحن بأنفسنا ثمّ فرضناه كأمر واقع وهو المغالاة في المهور واستعدادات الزواج حيث غابت فكرة الأسرة التي تبدأ بحياة بسيطة ثمّ تنمو تدريجياً وتستكمل كلّ ما ينقص من أساسيات وكماليات مع النمو الطبيعي لدخل الأسرة ومع مفهوم جميل غاب عنا وهو الصبر واليقين وحل محلها مفهوم جديد وهو البيت الذي يبدأ مستكملاً كل أساسيات وكماليات الحياة العصرية والغريب أنّ هذا النوع من المشاكل الاقتصادية. يكاد يكون متساوياً في الدول الغنية والدول الفقيرة.
سابعاً: البطالة من أهم الأسباب الاقتصادية:
البطالة وقلة دخل الشباب تكون من أهم الأسباب الاقتصادية التي تعرقل الشاب لتقدم الزواج وعدم مقدرته على دفع مصاريف الخطوبة (الشبكة والحفلة.. إلخ) من مصاريف وشكليات يطالب بها أهل العروسة وغير ذلك وإذا قدر على مصاريف الخطوبة لا يقدر أن يسد الأشياء الأخرى من تحضير شقة ومواسم تقدم للعروسة وأهلها تصر على هذه المصاريف وغير ذلك من مصاريف وملابس ما إلى آخره فما بالك إذا كان هذا الشاب بلا وظيفة وبلا دخل ووالديه هما الذين يصرفون عليه؟
ثامناً: الأسباب الشخصية للعنوسة:
1- اتاحة العلاقات العاطفية والجنسية خارج إطار الزواج وذلك مما يجعل نسبة غير قليلة من الشباب يستسهل الحصول على الاشباع العاطفي وربما الجنس دون مسؤوليات أو أعباء وهذا هو العامل الأهم في المجتمعات الغربية ولكنه بدأ يزحف على مجتمعاتنا العربية نظراً للتغيرات الاجتماعية والثقافية التي سهلت وتساهلت مع العلاقات بين الجنسين بدون ضوابط كافية.
2- اهتزاز صفات الرجولة والأنوثة فقد تميعت صفات الرجولة لدى الذكور مما جعل كثيراً من الفتيات ينظرن حولهنّ فلا يجدن رجلاً بمعنى الكلمة يوفر لهنّ الحب والرعاية والاحتواء فيفضلن العيش وحدهم بعيداً عن التورط مع زوج يعيش عالة عليها أو يطمع في مالها أو يقهرها كما اكتسبت الكثير من الفتيات صفات الخشونة والاسترجال مما جعل الشباب من الذكور ينظرون إليهنّ بتوجس وحذر ويخشى أن تنازعه القيادة في الحياة الأسرية فلم تعد الأنوثة مرادفة للرقة والحنان في كلّ الفتيات خاصة من يجاوزن سن الزواج.
3- عوامل شخصية: حيث توجد بعض الشخصيات تفضل حياة العزوية بوعي أو بغير وعي على الرغم مما تتمتع به من الجمال والجاذبية وعلى الرغم من توافر فرص الزواج أكثر من مرة فالفتاة في هذه الحالة تفرض لأسباب ظاهرية كلّ من يتقدمون لخطبتها وتدعي انّه لم يأت النصيب بعد أو لم يأت العريس المناسب وفي الحقيقة لديها أسبابها النفسية التي ربما تعلمها أو لا تعلمها وهذه الأسباب تكون هي الدافع الرئيس لرفض الزواج أو تأجيله وهذه الشخصيات إذا تم زواجها بضغط من الأسرة أو من المجتمع فإنّها سرعان ما تسعى نحو الانفصال والعودة إلى حياة الوحدة مرة أخرى متعللة بأي مشكلات ظاهرية.
من منظور علماء الاجتماع:
مشيراً إلى بقاء الفتاة بلا زواج يجعلها فريسة لألسنة ضعاف النفوس ويحرمها من تلبية حاجتها إلى الأمومة بالإضافة إلى اثارها الخطيرة وعلى صحتها نظراً لتعجيل حاجتها الفسيولوجية وهو الأمر الذي قد يكون سبباً ما في اشاعة الرذيلة والفسوق في المجتمع.
علاج مشكلة العنوسة:
أوّلاً: رغم أنّ الزواج شيء جميل وسنة الحياة وسبيل للقضاء الواطر بالحلال واقامته للبيت المسلم.. إلخ مما تعرفه ونعرفه جميعاً فإنّه يظل خياراً وارداً كما يمكن أن يرد غيره بمعنى أنّ الظروف قد تحول دون زواج امرأة رجل ولا يخل هذا من أهميتها كإمرأة أو دوره كرجل في الحياة فهناك العديد من الأدوار والأنشطة الاجتماعية والإنسانية التي يمكن أن يلعبها المرء.
ثانياً: بناءاً على ما تقدم اعتقد اننا في حاجة إلى جهد كبير للتخفيف من الضغط الاجتماعي الهائل الذي يمارس على الفتاة التي يتأخر زواجها وكأنها هي السبب وراء هذا التأخير هذه النظرة التي تجمع بين الرثاء والاستخفاف من شأنها مضاعفة معاناة الفتاة وأهلها والضغط الاجتماعي يتمثل في أشياء متعددة ينبغي محاربتها.
ثالثاً: لابدّ أن نفهم أنّ الزواج رزقاً كما هو الحال في شتى شؤون الحياة والله وحده هو الذي يرزق لو استقرت هذه المعاني في ضمائرنا لتغيرت كثيراً من معالم الصورة والوحدة أحياناً أفضل من جليس السوء.
رابعاً: نحتاج إلى المزيد من المرونة في أمور الزواج فكما أن بعض الفتيات لا يعيبهنّ تأخرهنّ فإنّ الشاب الأرمل ذا العيال أو المطلق الذي لم يحالفه التوفيق في زيجة سابقة ينبغي أن تتغير النظرة إليه فيكون محل موافقة من أهالي الفتيات وبالعموم نحتاج إلى تعامل أكثر مرونة في مسائل الزواج والطلاق وأوضاعهما وقبول ورضى الناس بالحلال وتحريمه حيثما كان دون تغليب للاعراف الجاهلية من اعتبار المطلقة معيوبة والمتأخرة في الزواج معيوبة والأرمل معيوب.
خامساً: اعتقد أن حل المشكلة على المستوى الفردي والجماعي يكمن في تفهم ما قدمت من معاني وتضافر الجهود وتقديم بعض التنازلات الاجتماعية في الشكليات.►
*أستاذ علم النفس المساعد/ كلية الآداب جامعة الاسكندرية
المصدر: كتاب أزمة الشباب ومشاكله بين الواقع والطموح.. رؤية سيكولوجية معاصرة
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق