• ٢٩ آذار/مارس ٢٠٢٤ | ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ
البلاغ

وداعاً للسكري.. أفكار علمية جديدة

وداعاً للسكري.. أفكار علمية جديدة

سجلت منظمة الصحة العالمية زيادة في عدد المصابين بمرض السكري، وقالت إنّ عدد المصابين المسجلين يزيد على 360 مليون مصاب حول العالم معظمهم في الدول الغنية.

وقالت المنظمة إنّها كلفت جامعة هارفارد الأمريكية كي تقوم بهذه الدراسة لحسابها، أملاً بأن تتكاتف المؤسسات العلمية والبحثية في إيقاف هذا المرض.

دون الدخول في تعقيدات علمية، يمكن القول إنّ مرض السكري ناجم عن عدم قدرة الجسم على إنتاج المزيد من الإنسولين لتنظيم مستوى السكر في الدم، ولهذا فإن مريض السكري يحتاج إلى الإنسولين لتنظيم هذه العملية، ومرض السكري نوعان؛ النوع الأوّل: وهو الذي يسبب تدمير خلايا البنكرياس التي تفرز الإنسولين، وبالتالي يجعلها لا تعمل.

النوع الثاني: وهو الذي يؤدي إلى جعل الجسم يقاوم الإنسولين وبالتالي يفسح المجال لزيادة السكر في الدم، وعادة فإنّ النوع الأوّل من السكري يصيب الأطفال والشباب والمريض بهذا النوع يحتاج إلى حقنة يومية من الإنسولين لإستمرار حياته.

أمّا النوع الثاني من السكري فهو يصيب الأشخاص الذين تجاوزوا الأربعين من العمر، وغالباً ما يكون هذا المرض ناجماً على السمنة وزيادة الوزن أو لسبب وراثي أو للاثنين معاً.

- أمل بالشفاء:

يشكل مرض السكري أزمة حقيقية خاصة للأطفال والمراهقين لأنّهم يضطرون إلى أخذ حقنة الإنسولين بشكل يومي وإلا فإنهم قد يواجهون الموت.

وقالت مجلة (Science) إنّ الأبحاث الطبية التي قامت بها جامعة (Yale) الأمريكية أثبتت أنّ العمليات الجراحية يمكن أن تقضي على مرض السكري الأوّل لدى الأطفال والمراهقين وذلك من خلال أخذ عينة من الخلايا الجذعية الخاصة بهم وإعادة تشكيل خلايا في البنكرياس قادرة على إنتاج الإنسولين الضروري.

وأفضل طريقة لأخذ الخلايا الجذعية وإستخدامها من أجل خلق خلايا جديدة في البنكرياس هي الإستعانة بخلايا الحبل السري الذي يحتفظ به في بنك خاص عند ولادة الطفل.

إلا أنّ الكثير من الناس لا يستخدمون تقنية الإحتفاظ بالحبل السري لأنّ ذلك مكلف مادياً ولأنّ الثقافة الصحية عند الناس لم ترتق إلى مستوى الإحتفاظ بالحبل السري لعشرات السنين، ولهذا فإنّ الأطباء باتوا يلجؤون إلى إستخدام نخاع العظم للطفل المصاب بالسكري من خلال عملية جراحية يتم من خلالها أخذ كمية من النخاع وإعادة زرعها في المختبر ثمّ إستخدام الخلايا الجديدة لمعالجة الخلايا المصابة في البنكرياس.

ولأنّ هذه الطريقة معقدة نوعاً ما فإنّ الأطباء ينصحون الأهل عندما يولد الطفل بأن يقوموا بالإحتفاظ بحبله السري لإستخدام خلاياه لمعالجة أي مرض جيني قد يصيب الطفل مستقبلاً.

أمّا بالنسبة إلى الكبار والذين تجاوزوا الأربعين ممن هم مصابون بمرض السكري فإنّ هناك أملاً جديداً بالشفاء من هذه المرض، وذلك من خلال إنقاص الوزن بشكل يناسب طول الجسم، وبعد ذلك يتم ربط المعدة (أي تصغيرها) بحيث تصبح كمية الطعام التي تستوعبها أقل، وبالتالي يصبح إمتصاصها وإمتصاص الأمعاء للطعام أقل أيضاً وهذا يعني أن إمتصاص الجسم للمواد السكرية والكربوهيدراتية والنشوية يصبح قليلاً جدّاً.

وأضافت المجلة أن 2200 شخص كانوا يعانون مرض السكري الثاني تم إخضاعهم إلى عملية ربط المعدة بحيث أصبح حجمها الجديدة أكثر بقليل من ثلث حجمها السابق، وقد أدت هذه العملية إلى نجاح مذهل، حيث تمكن 83% ممن أجروا هذه العملية من الإستغناء عن تناول الأدوية اليومية التي يتناولونها وبدؤوا يعيشون حياة طبيعية.

وتؤكد مجلة (Science) أنّ هذا النصر العلمي في محاربة مرض السكري من النوع الثاني سينقذ حياة ملايين الأشخاص حول العالم وستصبح حياتهم عادية وبعيدة عن الأدوية والعقاقير.

- سكر الحمل:

يصيب مرض السكري نسبة تصل إلى 52% من السيدات الحوامل، ولحسن الحظ أنّ هذا المرض ينتهي مع إنتهاء فترة الحمل، لذا يجب على السيدات اللواتي يعانين سكر الحمل ألا يقلقن لأنّه سينتهي عند الولادة.

ولأنّ جسم المرأة الحامل يخضع لتغيُّرات فسيولوجية فإنّ البنكرياس لدى عدد من الحوامل يتأثر بهذه التغيُّرات ويبدأ إما بعدم إنتاج الإنسولين لمواجهة السكر في الدم أو أنّه يصاب بشيء من الكسل ويكون إنتاجه للإنسولين ضعيفاً جدّاً بحيث تحتاج المرأة الحامل إلى أخذ إنسولين إضافي عن طريق الحقن أو بواسطة بخاخ.

وتعد خلايا جزر لانغرهانز في البنكرياس المسؤولة عن إنتاج الإنسولين، أمّا الإنسولين نفسه فهو عبارة عن إفرازات هورمونية مهمتها السماح للسكر بالدخول إلى خلايا الدم لتكوين الطاقة لأنّه من دون ذلك سيكون عاجزاً عن الحركة، إلا أنّ هذه الإفرازات الهورمونية لا تسمح بدخول كلّ السكر إلى الدم ولكن بالقدر الذي يحتاج إليه الجسم، وإلا فإنّ الجسم سيصاب بمرض السكري.

ارسال التعليق

Top