• ٢٠ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ١٨ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

تأملات دينية في محاسن الإسلام

تأملات دينية في محاسن الإسلام
◄دين الإسلام مبني على العقائد الصحيحة النافعة، والأخلاق الكريمة، والأعمال المصلحة للأحوال، ونبذ الوثنيات، وإخلاص الدين لله رب العالمين، والإصلاح، والعدل المطلق، ورفع الظلم بكل طريق،وذلك إنطلاقاً من أنّ الله تعالى خلق الخلق لعبادته، قال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ (٥٦)مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ) (الذاريات/ 56-57). والإسلام مبني على أصول الإيمان، وما من مصلحة دينية أو دنيوية إلا حث عليها ولا مفسدة إلا نهى عنها. هكذا: عقائد صحيحة تزكو بها القلوب، وتتأصل بها مكارم الأخلاق، ومحاسن الأعمال، فالشرع لا يأتي بما ترفضه العقول، ولا بما ينقضه العلم الصحيح، فالعلوم مهما إتسعت، والمعارف مهما تنوعت، والاختراعات مهما عظمت فإنّه لم يرد فيها شيء ينافي ما دل عليه القرآن، ولا يعارض ما جاءت به الشريعة. وقد حوى دين الإسلام من المحاسن والكمال والصلاة والرحمة والعدل والحكمة ما لا يستطيع الإنسان حصره، ويضعف عن شرحه على وجه الإجمال، فضلاً عن التفصيل.   -        دين.. كله محاسن: وعملاً بقوله تعالى: (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) (الضحى/ 11)، أقول: إنّ محاسن الإسلام عامة في أصوله وفروعه، وما دل عليه في علوم الكون يستدعي بسطاً كبيرة، فديننا أصله الإيمان بالله، وثمرته السعي في كل ما يحبه الله ويرضاه ويقدر الحقائق المستندة إلى وحي الله لرسله، ولا يرد حقاً بوجه من الوجوه: يحث على العدل والفضل والرحمة والخير، ويزجر عن الظلم والبغي ومساوئ الأخلاق، فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، والزكاة فيها الرحمة بخلق الله والرجاء لثوابه، وفي الصوم تمرين النفوس على طاعة الله وكبح جماح الشهوات والملذات، إمتثالاً لأمره تعالى، وفي الحج منافع كثيرة لا تخفى على من له أدنى تفكير، والجهاد دفاع عن حقوق الدين وحقوق الإنسان، وهو يدخل في الضرورات لرد عادية المعتدين. وكذلك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو الغاية في الصلاح، وهذا من أعظم محاسن الدين... إلى غير ذلك من المحاسن مثل: إباحة البيوع والطيبات من المطاعم والمشارب والملابس والمناكح وإنتقال المال والتركات بعد الموت، وكيفية توزيع المال على الورثة وإقامة الحدود التي رتبتها الشريعة الإسلامية بحسب الجرائم والحجر على المفلس ومن لا يحسن التصرف في ماله وتوثيق العقود والفصل في الخصومات وحل المشكلات بالعدل والبرهان والشورى في الأمور الدينية والدنيوية. وهذا هو السبب في سلوك أصلح الأحوال وأحسن الوسائل، مما جعل قلوب من كانوا قبل الإسلام من ألد أعدائه يستظلون بظله حتى صاروا من أعظم أوليائه، فدين الإسلام صالح لكل زمان ومكان، وهذا يعرف على وجه التفصيل بالتتبع والإستقراء لجميع الحوادث الكونية.►

ارسال التعليق

Top