• ٢٤ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ٢٢ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

في غابةِ أشجار الميلادِ ضاعَتْ أعرافُ بلادي

في غابةِ أشجار الميلادِ ضاعَتْ أعرافُ بلادي

 

 

وظللتُ أفتِّشُ منهمكاً
عنها في غابِ الميلادِ 

أنوارٌ تكسو أشجاراً
نُصِبَتْ في وسَطِ الأكبادِ  تتلألأُ إغراءً علناً
من فوقِ رؤوسِ الأشهادِ    ونُويْلٌ يأتي مبتسِماً
بهدايا فوقَ التِّعْدادِ 

والثلجُ الأبيضُ يغمرنا
غطّى جبلاً مَلأ الوادي 

 

ولبِسْنا ثوباً مُحْمرّاً
بدماءِ هُويَّةِ أولادي  وتبجّحنا في أعذارٍ
أقبحُ من فعلِ الأوغادِ  فالتاجرُ يبغي أرباحاً
من بيعِ هويّة أحفادي والآخرُ يُرضي أفواجاً
قد جاءتْ من كلِّ بلادِ    والثالثُ يحسبُهُ أمرٌ
تفرضُهُ عولمة بلادي  والغابةُ تنمو من حولي
يحصرُني شجرُ الميلادِ  وأُسائِلُ نفسي أحياناً:
هل لا زالتْ هذي بلادي؟!
   هل لا زلنا نُدْعى عَرَباً
حينَ نسينا لغةَ الضادِ؟!  هل لا زالت هذي أرضي
أم صارتْ أرضَ الميعادِ؟!  فأنا أذكرُ شجري نخلاً
يثمرُ رطباً حلو الزادِ  وأنا أذكرُ عندي عيداً
هو حتماً خيرُ الأعيادِ  وأنا أذكرُ أرضي رَمْلاً
لا الثلجَ المصنوعَ العادي
  وأنا في ذكراي إذا بي
يخنُقُني شجرُ الميلادِ  وإذا بي أنهضُ منتفضاً
لا لن يتنصَّرَ أولادي  سأظلُّ أعلِّمُ أبنائي
أن يأبَوا عيد الميلادِ 

وأردِّدُ في كلِّ مكانٍ
رغم الغابةِ… عيشي بلادي

تعليقات

  • الجوري

    جميل تمسكك بدينك وعروبتك ، الصراحة من اجمل ما قرات

ارسال التعليق

Top