نتعامل مع الأكل والشراب طول النهار وكثير من ساعات الليل ونتحدث على مائدة الطعام سواء على مائدة الطعام في منازلنا أو حتى عند الأقرباء والأصدقاء أو في المناسبات الرسمية والخاصة، وتعودت اليد كيف تتوافق ما بين المائدة والفم بطريقة ممارسة حياتية متعلقة بسلوك حياتي يومي عند الجميع من الناس.
ولكن السؤال المطروح هل في كلّ ذلك يتوفر الذوق والأتيكيت؟. ولكي نضع الجواب في سياقه الصحيح علينا أن نرجع إلى الأصول الحقيقية لآداب الطعام والكلام وهي قضايا تربوية دعا إليها الإسلام بشكل صحيح في القرآن الكريم والسنّة النبوية الشريفة ولكن رغم ذلك نعترف بأنّ نسبة كبيرة من الناس يجهلون ذلك الأتيكيت بسياقاته الصحيحة. صحيح نحن نشرب ونأكل ونحضر حفلات الولائم عندما توجه لنا الدعوات، وحقاً أنّ كلّ واحد منا عندما تقام على شرفه دعوة ضيافة فإنّه يحاول أن يلجأ إلى الأتيكيت بحيث تكون لحظات تقديم الطعام أمامه هي لحظات ليست سهلة وعندما تقدم له الأطباق العديدة خاصة غير المألوفة فإنّه لا يتجرأ أن يمدّ يده إليها ويراقب مضيفه كيف يتعامل حتى يتخذ نفس الخطوة في تناول الطعام من هذا الطبق. هذه قضية تحتاج إلى ثقافة واسعة للتخلص من كابوسها المرعب على الجميع، والشخص الذي يمتلك تجربة سفر وارتياد مجالس تتعامل بالأتيكيت يكون سهلاً عليه تجاوز هذه الإشكالية الاجتماعية وقد يكون محط أنظار الجميع من زملائه في تلك اللحظات وهذه بالتأكيد ثقافة مكتسبة تحتاج إلى الممارسة والاندماج والتفاعل وإلى المتابعة عبر وسائل الإعلام التي تعرض تقارير تهتم بأتيكيت الطعام والحفلات أو من خلال القراءة والتثقيف الذاتي والتعرض لهذه المسألة بالأسئلة وإثارة النقاش.
والتصرفات التي نتعامل بها على مائدة الطعام في بيوتنا تختلف تماماً عن ما هي عليها في الدعوات الرسمية والولائم الخاصة. وإذا تلقيت دعوة لا تتردد في سؤال المضيف/ المضيفة عن نوعية الملابس التي ترتديها، أما إذا كانت حفلة شواء فلا داعي للسؤال. والقاعدة العامة هو أن تضع في اعتبارك دائماً نوع الحفل وميعاده ليلاً أم نهاراً عند اختيار الملابس.
ومن أجل هذه كلّه لابدّ من اتباع خطوات الأتيكيت الواجب الالتزام بها عندما تتوجه لك دعوة ضيافة وهي ما يلي:
1- الالتزام بوقت مناسب إذا وجهت لك دعوة غداء أو عشاء بحيث يتم الحضور لمكان الدعوة قبل وقت قليل بحيث لا يتجاوز نصف ساعة حتى لا تكون ثقيلاً على مضيفك. إلّا في حال كانت العلاقة بينك وبين مضيفك علاقة مباشرة وقوية.
2- الحذر من الوصول إلى مكان الدعوة في وقت متأخر عن الموعد الحقيقي وهذا أمر يقع فيه الكثير من الناس ويسببون الإحراج لمضيفهم.
3- من اللائق جدّاً أن يحمل الشخص المدعو هدية شيك معه مثل طبق حلويات أو باقة ورد وحسب نوعية الشخصية المضيفة.
4- عند الجلوس أمام مائدة الطعام يجب أن يكون جسمك في وضع مستقيم ويديك على طرف المائدة وبهدوء يتم تناول فوطة الطعام ووضعها على رجليك وليس من الأتيكيت وضعها تحت طبق الطعام أو ربطها حول العنق.. بل يجب ربطها على عنق الأطفال حصرياً.
5- الانتظار إلى إشارة صاحب الدعوة لكي يوجه كلامه "تفضلوا" بتناول الطعام عند ذاك يحقّ لك أن تبدأ طعامك.
6- تجنب إطلاق الأصوات المزعجة أثناء الأكل والشرب، وكذلك تجنب الانحناء المفرط واقتراب الفم عن الطعام، فكثيراً من الناس يسببون الازعاج والحرمان لزملائهم من مواصلة الأكل بسبب تطاير رذاذ الطعام من فم المتحدث وهو على مقربة من المائدة.
7- الحديث على مائدة الطعام فيه متعة وذوقية خاصة إذا كان عن الأخبار الخفيفة والسارة ويحذر من تناول نقاش الحوادث والجرائم والأمراض.
8- من الأتيكيت أن يشترك معظم الجالسين في الحديث وتجنب الأحاديث الجانبية على الطعام.
9- يمكنك تجفيف الفم بالفوطة وخاصة قبل تناول كوب الماء حتى لا يترك آثاراً دهنية على الكأس.
10- بعد الانتهاء من تناول الطعام وضع فوطة الطعام على السفرة على الجهة اليمنى للطبق الخاص بك.
11- ليس من الأتيكيت المغادرة بعد انتهاء الطعام مباشرة، بل الجلوس لبعض الوقت الذي يكون ربما يكون ساعة تقريباً لتناول الشاي أو القهوة وقبل المغادرة توجيه كلمات الشكر والثناء على حسن الضيافة وحسن إعداد الطعام.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق