• ٢٣ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ٢١ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

القرآن الكريم «تلاوة، تدبر، حفظ وعمل»

خالد يوسف

القرآن الكريم «تلاوة، تدبر، حفظ وعمل»

إنّ هذا القرآن الكريم روح أوحاه الله تبارك وتعالى إلى رسوله (ص) ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، يقول تبارك وتعالى: (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) (الشورى/ 52)، فبقدر إقبالنا على القرآن يكون إقبال الله تبارك وتعالى علينا، وبقدر إعراضنا عن القرآن يكون إعراض الله تبارك وتعالى عنا، فلنا مع كتاب الله تبارك وتعالى وبيان فضله هذه الوقفات:

 

أوّلاً: مع التلاوة: يقول تبارك وتعالى في كتابه الكريم: (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ) (فاطر/ 29-30).

يخبر تعالى عن عباده المؤمنين الذين يتلون كتابه ويؤمنون به ويعملون بما فيه من إقام الصلاة والإنفاق مما رزقهم الله تعالى في الأوقات المشروعة ليلاً ونهاراً، سراً وعلانية (يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ)، أي يرجون ثواباً عند الله لابدّ من حصوله (لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ)، أي ليوفيهم ثواب ما عملوه ويضاعفه لهم بزيادات لم تخطر لهم (إنَّه غَفُورٌ)، أي لذنوبهم (شَكُورٌ). لذلك ليحرص كلّ مسلم على أن يجعل لنفسه ورداً ثابتاً يومياً يتلوه لكي ينال الأجر الوفير من الله سبحانه وتعالى.

 

ثانياً: مع التدبر: وما أحلى كلام ابن القيم – رحمه الله – حول هذا المعنى يقول رحمه الله: إذا أردت الانتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه وألق سمعك واحضر حضور من يخاطبه به من تكلم به سبحانه منه إليه فإنّه خطاب منه لك على لسان رسوله (ص) قال تعالى: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ) (ق/ 37)، طب القلوب.. وبيّن الله تبارك وتعالى أنّه من أسمى غايات هذا القرآن التدبر فقال جلّ وعلا: (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ) (ص/ 29)، فحري بنا أن نقف مع آياته العظيمة وقوف المتأمل المتدبر.

 

ثالثاً: مع الحفظ: قال أحد العلماء لتلميذ من تلاميذه: أتحفظ القرآن قال: لا، قال واغوثاه لمؤمن لا يحفظ القرآن فبم يتنغم فبم يترنم فبم يناجي ربه تعالى" وحذرنا رسولنا الكريم (ص) من قلة الحفظ فقال: "إنّ الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب"، فما أحوجنا إلى الازدياد من الحفظ لكي يكون لنا هذا الحفظ شفيعاً يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، يقول (ص): "اقرؤوا القرآن فإنّه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه".

ومن ثمار حفظ القرآن الكريم أنّه ينفع المسلم في كلّ حالاته في حياته وبعد مماته.

 

رابعاً: مع العمل: إنّ هذا القرآن دستور هذه الأُمّة جعله الله تبارك وتعالى منهاجاً متكاملاً لجميع مناحي الحياة.. يقول تبارك وتعالى: (وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الإنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلا) (الكهف/ 54).

ارسال التعليق

Top