رشا فالح حسن
◄تعتبر سورة الرحمن من السور المكية وتشتمل على ثمان وسبعين آية وجميعها مكي باستثناء (يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ) (الرحمن/ 29)، إذ قيل عنها أنها مدنية.
وقد جاءت روايات كثيرة تؤكد أهمية هذه السورة وعظمتها، فروي أن من قرأ سورة الرحمن في ليلته، أوكل الله تعالى به ملكين يحفظانه حتى يصبح، ومن قرأها صباحاً، أوكل الله تعالى به ملكين يحفظانه حتى يمسي.
وقد روي عن النبي الأكرم (ص) أنّه قال: من قرأ سورة الرحمن ثمّ قال عقب قوله تعالى: (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) (الرحمن/ 13)، لا بشيء من الائك ربي أكذب، ثمّ مات في يومه ذاك فقد مات شهيداً.
وعن الامام الصادق (ع) أنّه قال: "لا تَدَعوا قراءة سورة الرحمن والقيام بها".
ويؤتى بسورة الرحمن يوم القيامة في أحسن صورة وأطيب ريح حتى تقف من الله موقفاً لا يكون أحد أقرب إلى الله منها، فيقول الله تعالى: "من ذا الذي كان يقوم بك في الحياة الدنيا ويعد من قرائك؟ فتقول يا رب فلان وفلان، فتبيضّ وجوههم، فيقول لهم: أشفعوا لمن أحببتم فيشفعون حتى لا يبقى لهم أحد إلا ويشفعون له، فيقول لهم: ادخلوا الجنة واسكنوا فيها حيث شئتم.
إذاً يخول قارئ السورة بالشفاعة للآخرين فينقذهم من أليم العذاب إن كانوا مسيئين، ويرقى بهم في رفيع المنازل والدرجات فيما لو كانوا محسنين.
ومن الجدير بالذكر أنّ القرآن يشفع لمن تلاه، وقارئ القرآن يشفع بمن أحب وقد ورد في الروايات أنّ القرآن يجيء يوم القيامة على هيئة البشر فينطق ويشفع، ولعل البعض تتملكه الدهشة والإستغراب من ذلك ولكن لا عجب من قدرة الله سبحانه وتعالى وعلمه.►
*كاتبة من لويزيانا
ارسال التعليق