• ٢٠ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ١٨ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

كيف نتعامل مع الطفل إذا كذب؟

كيف نتعامل مع الطفل إذا كذب؟

جميع الآباء يرغبون دوماً أن يتحلى أطفالهم بالأخلاق الحميدة، ويتجملون بمكارم الأخلاق، وحسن التصرف والمعاملة ضمن المعايير التي علمها لنا الدين الإسلامي الحنيف، لكن المجتمع من حولهم لا يخلو من بعض الصفات السيئة؛ التي تقف كعراقيل في طريق تعلم الطفل، بل وتسحبه نحوها، فكيف يتسنى للأهل أن يتصرفوا لو كذب طفلهم؟ هذا ما أرشدنا له الشيخ الدكتور طارق عبدالرحمن الحواس، عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام.

 

أهمية سن الطفل:

ميز الشيخ طارق بين الأطفال بالمعاملة حسب عمر وعي الطفل، فعلى الأهل مراعاة سن الطفل في فهم ووعي الأمور؛ فإذا كان ما دون سن الرابعة، فهو لا يعي، ولا يستوعب ما يوجه له من نقد، أو مدح من الأهل بشكل صحيح، إلا أنّه من الخامسة وما فوق، يكون أكثر فهماً ووعياً، وتقبلاً للشرح والنقد والتوبيخ.

 

الأصل في التربية:

استشهد الشيخ طارق بحديث النبي (ص) حين قال: "ما مِن مولود إلا يولدُ على الفطرة، فأبواه يهوِّدانه أو ينصِّرانه أو يمجِّسانه"، فالطفل في أصله يولد على الفطرة الإسلامية، وما يترتب عليه بعد ذلك يكون نتيجة لتصرفات الأهل، والمجتمع من حوله، فلن يتعلم أيّاً من الصفات الذميمة ما لم يرها بعينه في البيت أو المدرسة أو الشارع، أو أن تكون نتيجة مترتبة على فعل ما، وعلى الأهل أن يكونوا خير قدوة لأبنائهم في تصرفاتهم، التي تظهر فيها آداب الدين الإسلامي الحنيف.

 

التدرج بالعقاب:

لعلاج الطفل من الكذب مراحل متدرجة، لا ينبغي تجاهلها... فمن الأفضل اكتشاف هذه الخصلة في بدايتها، وعلاجها مبكراً، قبل أن تصبح عادة في الطفل، وذلك من خلال:

1-    مواجهة الطفل بالحوار، وتوجيهه بأنّ فعله لا يجوز وينفر الناس من حوله، ولن يصدقوا منه كلاماً إذا تكرر هذا الأمر عند اكتشاف أنّه كذب للمرة الأولى.

2-    عقابه بطريقة بسيطة، كما كان يفعل رسول الله (ص) وذلك بالإعراض عنه وتجاهله؛ حتى يفهم أنّه قام بتصرف غير مقبول.

3-    إن تكرر ذلك؛ فيزيد العقاب عليه؛ بأن يحرم من شيء يحبه في ذلك اليوم، أو يُحمد أحد ويكافأ أمامه.

4-    إن تمادى بعد ذلك، فعلى الأهل أن يعلموا أنّ هناك خللاً ما، ربما يكون كذبه نابعاً عن خوف من شيء ما، أو اقتقداءً بشخص ما، أو نقصاً بالفهم، أو رغبة في لفت الانتباه، أو رغبة في الحصول على شيء ليس له، وفي هذه الحالة، يجلس الوالد أو الوالدة مع الطفل ليفهما سبب كذبه، وعلاج سبب الحالة.

 

التوعية:

على الأهل البدء بتوعية أطفالهم بطريقة صحيحة وسلسة، سهلة الفهم، بادئين بـ:

1-    تبسيط معنى كلمتي صدق وكذب، كقول "الصدق هو قول الحقيقة"، و"الكذب هو قول غير ذلك".

2-    ذكر فضائل الصدق وثوابه من خلال قصص عن الرسول (ص) والصحابة، وترغيب الطفل في قول الصدق ومكافأته عليه.

3-    شرح الكذب، وذكر نصوص من القرآن والسنة النبوية، وكذلك القصص، وتعريف الطفل بعواقب الكذب وخطورته، وأنّه سبب في كراهية الناس للكاذب وعدم ثقتهم فيه.

4-    تمثيل ذلك أمامه؛ كأن يعطى هدية أو يثنى عليه لقوله الحقيقة، أو معاقبة أحد أمامه؛ لأنّه لم يصدق في القول، بحرمانه من شيء محبوب.

5-    توجيهه بأنّه قادر على تصليح موقف حصل أمامه عندما يرى أحد الكبار من حوله يكذب؛ بأن يقول بأدب وجرأة على سبيل المثال: "هذا الكلام يا أبي غير صحيح"، أو "أنت لم تخبر بالحقيقة".

ارسال التعليق

Top