من الطبيعي أن تدمع العين في أوقات مختلفة، نتيجة الشعور بالحزن أو دخول بعض الأتربة والغبار بها، وكذلك الإصابة بالتهابات العين يسبّب نزول الدموع. ولكن في حالة استمرار دموع العين، فهذا يؤشِّر بوجود مشكلة صحّية يجب الانتباه لها.
ما هي فائدة الدموع؟
تقوم بعض الغدد في داخل العين بإفراز الدموع لتحافظ على رطوبة العين ومنع جفافها، كما أنّها تقوم بتنظيفها، وتخرج الدموع عن طريق قنوات الدمع.
أسباب دموع العين المستمرة:
هناك عدّة أسباب تؤدِّي إلى كثرة دموع العين، وتشمل:
1- انسداد القنوات الدمعية
عندما يحدث انسداد في أحد القنوات الدمعية، فلن تتمكن العين من تصريف الدموع التي يتم إفرازها بشكل طبيعي، ممّا ينتج عنه تهيج العين وكثرة الدموع.
وقد يكون هذا الانسداد بسبب وجود مشكلة في نظام تصريف الدموع أو أن يكون غير مكتمل النمو. كما أنّ الالتهابات أو العدوى في العين قد تؤدِّي لحدوث هذا الانسداد.
ويمكن أن ينتج الانسداد عن الصدمات أو الإصابات في الوجه، فتحدث ندبات في منطقة قريبة من نظام تصريف الدموع بالعين، وبالتالي تعيق التدفق الطبيعي للدموع من خلال قنواتها.
أيضاً يؤدِّي تناول بعض الأدوية إلى انسداد القنوات الدمعية، مثل أدوية العلاج الكيميائي والإشعاعي لمرضى السرطان، وكذلك الأدوية المدرة للبول.
2- تحسس العين
من المشكلات الشائعة التي تواجه كثير من الأفراد هو المعاناة من تحسس العين لأي شيء من حوله. وخاصّةً مع التواجد في بيئة يزداد بها تلوث الهواء، سواء الغبار والأتربة أو المواد الكيماوية الضارّة والدخان. كما أنّ مستحضرات التجميل التي تستخدمها النِّساء قد تؤدِّي إلى تحسس العين ونزول الدموع. أيضاً قد تتحسس العين من الشعر الخاص بالحيوانات الأليفة، أو من العدسات اللاصقة، أو من قطرة العين. وكلّ هذه الأُمور تؤدِّي إلى كثرة تسايل الدموع من العين.
3- التهاب الجفن
حالة مرضية أُخرى تؤدِّي إلى زيادة إفراز الدموع، وهي إصابة الجفن بالتهاب حافة الجفن، حيث يُصاحب هذا الالتهاب مجموعة من الأعراض، مثل الانتفاخ في منطقة العين وكذلك تهيجها واحمرارها، بالإضافة إلى كثرة الدموع. ويرتبط التهاب الجفن أيضاً بالبكتيريا والفيروسات التي يمكن أن تدخل العين عن طريق الجوّ والتلوث الموجود فيه. أيضاً يمكن أن يحدث التهاب في الملتحمة، وهي الغشاء الذي يحيط بالعين من كلّ الجوانب، ويحدث التهاب الملتحمة نتيجة العدوى الفيروسية.
4- جفاف العين
فإن لم تتمكن الغدد الدمعية من تأمين مقدار كافٍ من السائل بشكل مستمر، سوف تُصاب العين بالجفاف، وهذا يجعل الغدد تقوم بدور أكبر في إفرازات العين لتعويض هذا النقص، وبالتالي تنتج كميات كبيرة من الدموع. ويحدث جفاف العين نتيجة بعض المشكلات، مثل التهاب العين، دخول جسم غريب للعين مثل العدسات اللاصقة، وحينها تحتاج إلى قطرات تنظيف وتطهير للعين.
5- نمو الرموش باتّجاه معاكس
من الطبيعي أن تنمو الرموش العُليا مطوية لأعلى والسُّفلى مطوية لأسفل، ولقد نرى لدى بعض الأشخاص قد تكون الرموش مطوية في اتّجاه معاكس بحيث تكون داخل العين. وهذا يؤدِّي إلى احتكاك الرموش بالعين، ممّا يسبّب الشعور بالانزعاج وكذلك نزول دموع العين بكثرة. ويمكن أن يقوم الطبيب بتعديل مسار الرموش في الاتّجاه الصحيح لتفادي هذه المشكلة.
6- انسداد الغدد الزيتية بالعين
توجد غدد صغيرة على حافة الجفن تسمى الغدد الزيتية، وتحافظ هذه الغدد على صحّة العين، فتمنع جفافها سريعاً وتبقيها رطبة. ولكن إذا حدث انسداد لهذه الغدد وعدم قيامها بإنتاج كمية كافية من الزيوت، فسوف تزداد دموع العين. وحينها ينصح بعمل كمادات دافئة للعين لتساعد الغدد في القيام بوظيفتها بشكل طبيعي.
طُرُق الوقاية وعلاج كثرة الدموع:
ولتفادي مشكلة استمرار دموع العين، ينصح بإتّباع هذه الأُمور:
- الحفاظ على نظافة العين: وعدم تعريضها لأي ملوثات تؤدِّي لإصابتها بعدوى أو انسداد قنواتها الدمعية. ويفضّل تجنّب التعرّض للأتربة والغبار بقدر الإمكان، وكذلك المواد الكيماوية الضارة مثل المنظفات، وخاصّةً في حالة وجود مشكلة تحسس العين.
- عدم فرك العين: من العادات الخاطئة التي يقوم بها بعض الأشخاص هي القيام بفرك العين، وهذا يسبّب تهيج العين ونزول الدموع باستمرار. كما أنّه في حالة عدم نظافة اليدين، فإنّ البكتيريا ستنتقل إلى العين مسبّبة العديد من المشكلات الصحّية بها.
- استخدام الكمادات الدافئة للعين: وذلك لتهدئة أي تهيج بها، كما أنّها تساعد الغدد على القيام بوظائفها بصورة أفضل ويقلّل كمية الدموع. ويمكن عمل الكمادات بماء دافيء أو أكياس الشاي التي تحد من انتفاخات وتورم العين.
- التقليل من مستحضرات التجميل بقدر المستطاع: لأنّها تسبّب تهيج العين ونزول الدموع كونها تحتوي على مواد كيميائية ضارّة. ويجب التأكد من تنظيف العين جيِّداً قبل النوم وتخليصها من أي مستحضرات تجميل تضرّ بصحّتها.
- في حالة استخدام العدسات اللاصقة، ينصح بالحفاظ على نظافتها ونظافة السائل الخاص بها.
- عدم استخدام قطرات العين دون استشارة الطبيب: فكلّ مشكلة طبية تحتاج إلى نوع قطرة مناسب لها، كما أنّ بعض الأشخاص لديهم تحسس من مواد مُعيّنة في مركبات هذه القطرات.
وفي حالة استمرار مشكلة دموع العين، يجب استشارة الطبيب للتأكد من عدم وجود مشكلة صحّية، وليصف لك العلاج المناسب.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق