• ٢١ كانون أول/ديسمبر ٢٠٢٤ | ١٩ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ
البلاغ

العدّاء

أ.محمد عبدالحميد محمد الاسطل

العدّاء

قدِ انْطًلقْنا للحياةِ وقدْ غَدَا

نَحْوَ الشُّمُوخِ بِرِفْعَةٍ وَجِهادِ

قدِ انْتَشَيْنَا للضَّيَاعِ وَقَدْ عَدَا

صَوْبَ الجِنَانِ بِهِمَّةٍ وعِنَادِ

ما ظنَّ مَنْ عاشَ الحياةَ بِطُولِهَا

أنَّ القَعِيدَ مُسَابِقُ الأجْنَادِ

رَسَمَ الطَّرِيقَ إلى اليقينِ بقُدْوَةٍ

كانَ الرَّسُولُ إمَامَهُ والْهَادِي

يا مَعْشَرَ الإخْوانِ هلَّا عِيشةً

تَدْنُو بِنَا لِرَكَائِبِ المُتَنَادِي

لمْ يُخْزِنَا أنْ قدْ قَضَى مِنْ بَيْنِنَا

فالْمَجْدَ لازَمَ رائحٌ أوْ غادِ

كمْ قدْ تَمَنَّى أنْ يَفُوزَ كَغَيْرِهِ

حتَّى تَهَالكَ كلْبُهُمْ مُتَمَادِ

يا ذِلَّةَ الأعْدَاءِ مِمَّا أقْدَمُوا

يا فَرْحَةَ الأحْفَادِ بالأجْدَادِ

شيْخٌ قَعِيدٌ لَقَّبُوهُ بِجَهْلِهِمْ

هُمُو هُمُو رَهْنٌ إلى الإقْعَادِ

قالوا التَّمَتْرُسُ بِالهَوَانِ سَلَامَةٌ

                           لكنَّهُ مُتَمَتْرِسٌ بِجِهَادِ

قالوا التَّعَلُّلُ بِالقَلِيلِ كَرَامَةٌ

لكنَّهُ مُتَعَلِّلٌ بِزِنَادِ

قالوا المُبَاحُ بأنْ يَكُونَ بِبَيْتِهِ

لكنَّهُ رَمْزٌ إلى القُوَّادِ

لمْ يُثْنِهِ عَجْزٌ رَهِيبٌ إنَّهُ

يُثْنِى الأبِيِّ بِقُوَّةٍ وَعِنَادِ

قدْ كانَ يَعْدُو وَيْلَكُمْ مِنْ عَدْوِهِ

كَالبَرْقِ نَحْوَ كَمَائِنٍ وَعَتَادِ

سَبَقَ الجَمِيعَ بِصِدْقِهِ وَرِضَائِهِ

فَغَدَا إلى الفِرْدَوْسِ بالإعْدَادِ

صلُّوا لهُ مَا دَامَ فِيكُمْ نَسْمَةٌ

تُعْطَوْا بِهَا الأمْجَادَ للأمْجَادِ

فَخْرٌ وَعِزٌّ وانْتِصَارُ كَرِيهَةٍ

مَجْدٌ وَخُلْدٌ وابْتِسَامُ بلِادِ

كانَ الصحيحُ وكلُّنَا أوْجَاعُ

نِبْرَاسُ حَقٍّ شُعْلَةَ الإمْدَادِ

ربَّاهُ واضْرِبْ كَلْبَهُمْ بِشَدِيدَةٍ

وانْصُرْ الَهِي غَضَّةَ الأجْسَادِ

ربَّاهُ و اجْبُرْ كَسْرَنَا بِفَقِيدِنَا

واخْلُفْ لَنَا خَيْرَاً مِنَ الأوْلادِ

 

--

ارسال التعليق

Top