◄"النور الذي يلمع في عينيك تأتي به النار التي تضطرم في صدرك". (بيرون)
إذا أردت أن تغيِّر نفسك فيجب أن تفكر في نموذج مثالي إيجابي تتخيله وتتصوره. وليكن هذا المثل متفائلاً ودوداً فيشرح الصدر حلماً راضياً مهذباً محباً للخير متسامحاً. فتسعد الآخرين وتسعد أنت أيضاً عن طريق سعادتهم.
التفاؤل منظار يجعل صاحبه يرى كلّ شيء جميلاً باستمرار بينما يرى المتشائم كلّ شيء قبيحاً والمتشائم على خلاف دائم مع وسطه وبيئته. أمّا الإنسان المتفائل فهو على العكس منسجم مع كلّ من حوله ومحيطه وبيئته.
المتشائم يريد أن يجعل العالم يتكيف ويعمل لحسابه وحسب رغباته. أما الشخص المتفائل فيرى انّه من الأسهل أن يتجانس هو مع العالم ويعمل لحسابه. والتفاؤل يساعد على حسن قيام أعصابك بوظائفها. في حين إنّ التشاؤم يسبب سموماً تفضي إلى المرض وإلى السرطان وإلى العجز والهرم المبكر.
والإنسان الودود الإيجابي يجتذب إليه الناس من غير وعي منهم إذ يشع من عينيه، ومن صوته وحركاته سحر خاص.. انّه يشع موجات ذات نشاط أثيري تأسر القلوب.
وكلما قويت في نفسك الصفات الإيجابية من مودة وتفاؤل رأيت همومك تتلاشى، وكذلك أحزانك وأوجاعك الجسدية. كما ان أفكارك تزداد نفاذاً ووضوحاً. وتزداد سرعة رغباتك في التحقق، لأنك ستجد كلّ من حولك يتعاون في تحقيقها.
ولتحقيق النجاح يجب أن تستغل مواهبك الوجدانية والخلقية وطاقتك وخبرتك في شيء نافع. فالنجاح يتناسب تناسباً طردياً مع خدماتك للآخرين. ومن غير الممكن أن تكون نافعاً للناس من غير أن تكون نافعاً لنفسك. وحيث ان حاجات الناس غير محدودة، ففرص النجاح أمامك غير محدودة كذلك. ومتى اخترت عملاً نافعاً عن دراسة وروية فينبغي ان تحبه وتكرس له كلّ ما لديك من طاقة وخبرة. وعن طريق الخبرة والمران والتكرار والعادة المثابرة والاهتمام تصل إلى الامتياز وفي هذا الوقت تكون قد وصلت إلى النجاح، لأنّ الناس المحيطين بك لن يستغنوا عن خبرتك وكفائتك الممتازة ولن يستطيعوا تجاهلها. وكما قال امرسون: "انّ الممتاز في أي فن، سواء كان ممتازاً في نصب الفخاخ للصيد، أو كان خير واعظ يعتلي المنبر، أو خير كاتب يؤلف للناس كتباً، أو غير ذلك في أي ضرب من ضروب العلم والعمل، يستطيع أن يشيد بيته في قلب الغابة العذراء التي لم تطأها اقدام البشر. فالناس سيكلفون أنفسهم مشقة شق الطرق في قلب تلك الغابة كي يصلوا إليه"!
كيف أصبح أشخاص من لا شيء ملوكاً للصناعة والتجارة والاقتصاد؟
لقد بدأوا شباناً في صناعتهم وأعمالهم. ولم يكترثوا لتفاهة وظائفهم الأولى، بل كان كلّ اهتمامهم ان يكونوا أنفع ما يمكن في تلك الوظائف، فاكتسبوا بذلك الاهتمام بدرجة من الكفاية والامتياز حتى لم يستطع رؤساؤهم التغاضي عن خدماتهم... فأصبحوا يكبرون ويتميزون تدريجياً، حتى قرر أرباب العمل حرصاً على استبقائهم لديهم أن يجعلوا لهم اسهماً في مؤسساتهم. ►
المصدر: كتاب أيقظ قوة عقلك الخارقة/ كيف تتحكَّم في طاقاتك الخفية الذهنية والجسمية والروحية
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق