• ٢٠ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١١ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

«حُب المراهقة» وعي الأهل صمام الأمان

«حُب المراهقة» وعي الأهل صمام الأمان

مشاعر جارفة وأحلام ومشاكل بالجملة

مشاعر جارفة وأحلام جامحة وخبرة محدودة، هذا هو باختصار «حُب المراهقة». قلوب صغيرة تنبض بمشاعر جارفة، لكنها أبعد ما تكون عن التّروي والاتّزان، وأحلام جامحة نسجت خيوطها عقول بدأت بالكاد تنفض عن نفسها زغَب الطفولة. أمّا الخبرة المحدودة في الحياة، فتجعل من أصحابها يوردون أنفسهم موارد التهلكة.

هناك مَن ينظُر إلى حب المراهقة، باعتباره مرحلة طبيعية من مراحل التطور العاطفي، التي يمر بها الإنسان وصولاً إلى الحب الناضج، في حين أن هناك مَن ينظر إليه باعتباره لوناً من ألوان التمرد، الذي يعيشه المراهقن في سعيهم إلى إثبات الذات. أيّاً كان الرأي الصحيح، فإنّ هذا الحب في كثير من الحالات ينتهي نهايات مُروّعة. وثمّة وقائع لا حصر لها لمراهقين ومراهقات، أوقعوا أنفسهم وعائلاتهم في مشكلات عديدة بدعوى الحب، حيث تتوالى قصص ضحايا الحب الوهمي بين المراهقات والمراهقين الذي وقعوا في متاعب لا حصر لها، بعد أن ظنّوا أنهم وقعوا في الحب. هكذا، يتبيّن أنّ الاندفاع في المشاعر في مرحلة المراهقة، يمكن أن يؤدي بصاحبته أو بصاحبه إلى التهلكة. فما السبيل لحماية المراهقين والمراهقات من تداعيات تلك المشاعر؟ ومن انعكاسات ونتائج «حب المراهقة»؟ وهل صحيح أنّ العقل في هذه الحالة يكون في إجازة؟

 

قصص:

نشرت الصحف خبراً تحت عنوان: "مراهقة تسقط منتحرة أمام حبيبها". وكانت الجهات المختصة قد عثرت داخل الهاتف المتحرك للفتاة، على عدد من الرسائل المتبادلة بينها وبين حبيبها الشاب، تتضمّن عبارات عاطفية، كما تضمنت عبارات أرسلتها الفتاة تتحدث فيها عن نيّتها الانتحار في أكثر من مناسبة، وتسأله فيها عن رَدّ فعله إذا قامت بذلك. وكانت ردود المتهم تتسم بالسخرية، ما دَلّ على عدم أخذه كلامها محمل الجد. وفي أقواله أمام المحكمة، أكّد الشاب المذكور أنّ الفتاة خدعته وأخبرته بأنها طالبة جامعية، لافتاً إلى أنّه قد صدّقها لأنها كانت طويلة القامة، وتعطي إيحاءً بعمر أكبر من الحقيقة، وأكّد أنّه كان ينوي فعلاً الزواج بها في أقرب وقت ممكن.

 

نَصب:

تبدو هدى آل عليّ (خريجة جامعية) سعيدة، لكونها لم تقع في فخ حُب المراهقة. وهي تُرجع ذلك إلى طريقة تربيتها، تقول: "منذ صغري، عوّدتني أمي على أن أجلس إلى جوارها عقب عودتي من المدرسة، وأن أحكي لها عن كلّ شيء صادفني أثناء اليوم، وكانت تُظهر لي الجانب الإيجابي، وتُحذرني من الجانب السلبي، مع تركيز دائم منها ومن والدي أيضاً، على أهمية الالتزام بالعادات والتقاليد والدِّين". لذلك، تؤكد هدى "أنّ هذا ما حَمَانِي من الوقوع في قصص من هذا النوع".

 

تجارب:

أمّا سحر حمو (موظفة)، وعلى الرغم من أنها مرّت بتجربة حُب استمرت ستة شهور، إلا أنّها تخطّتها بسلام، وهي أيضاً تُرجع الفضل في ذلك إلى والدتها، حيث تقول: "كأي بنت في تلك المرحلة العمرية، عشت قصة حب كنت أتخيّل أن تنتهي بالزواج، إلا أن ذلك لم يحدث، وأحمد الله أنني لم أخسر شيئاً، لأنّ والدتي كانت على علم بالموضوع من البداية. لذا، أنا أعيد الفضل في هذا إلى أمي التي عوّدتني على الصراحة منذ صغري، وكانت صديقة لي قبل أن تكون أمي". وتعترف سحر بأنها استفادت من تجارب أشقائها الذكور، وتقول: "استفدت كثيراً من تجارب أشقائي، كنت أعرف ما يفعلون، ما جعلني أستوعب الواقع بسرعة، وأدرك مخاطر الوقوع في علاقات من ذلك النوع، لأنّها تنتهي غالباً بكارثة تدفع البنت ثمنها". وتشير سحر إلى أهمية الوازع الديني، لافتةً إلى أنّه "مهما تكن التحديات التي تواجه الفتاة في مرحلة المراهقة، إلا أنّها تستطيع مواجهتها بالوازع الديني القوي، والاندماج مع أسرتها".

 

تواصُل يومي:

في موازاة ذلك، كيف يقرأ كلّ من الأُمّهات والآباء قصص الحب التي يقع فيها شبّان وفتيات في سن المراهقة؟ وكيف يفسّرون وصولها في بعض الحالات إلى ارتكاب الجرائم؟ وإذ تتحدث عن الواقع الذي تعيشه مع ابنتها وابنها، تقول جوسلين (سيدة أعمال، لديها فتاة 22 عاماً، وشاباً 16 عاماً): "إنّ الحوادث التي نسمع عنها هي نتيجة طبيعية لغياب الحوار بين الآباء والأبناء". وتضيف: "أنا شخصياً أتواصل مع ابنتي وابني يومياً تقريباً، لا خطوط حُمراً بيني وبينهم، يتحدثان معي في أي شيء، أعرف ما تعرضا له من أحداث مع أصدقائهما وزملائهما". وعن أهمية هذا الحوار تقول جوسلين: "من خلال نظرة واحدة إلى ابني أو ابنتي، بتُّ أستطيع فهم ما في داخلهما، وما إذا كانت هناك مشكلة أم لا"، مُؤكدةً "أنّ هذا التواصل اليومي هو الذي أدّى إلى وجود هذه العلاقة المتينة بيني وبينهما". وفي معرض تفسيرها المشكلات التي يمكن أن يتورط فيها المراهقون والمراهقات، تقول جوسلين: "في مرحلة المراهقة، تكون العاطفة هي الأساس، البنت تتصور أنها كبرت وأصبحت قادرة على تقرير مصيرها وتحديد علاقاتها ومعرفة الخطأ من الصواب، والولد كذلك ينتابه الإحساس نفسه. وهذا عائد إلى طبيعة المرحلة، فتنشأ العلاقة في الظلام وتستمر إلى أن تقع المشكلة التي تنفجر في وجه الأسرة والمجتمع".

وفي الوقت الذي تُركّز فيه جوسلين على "أهمية التواصل والحوار بين الآباء والأبناء"، إلا أنّها تؤكد "ضرورة الحوار الهادئ وعدم الصراخ أو التشدد في الحوار"، مؤكدةً "أنّ الوصول بالأبناء إلى بَرّ الأمان لن يتأتّى إلا بحوار هادئ وصريح، وثقة متبادلة".

 

حماية:

ويتفق جاسر بخيت (موظف مبيعات، أب لولدين) مع ما طرحته جوسلين، مؤكداً "أنّ الصداقة بين الآباء والأبناء تحمي الأولاد والبنات من مخاطر مرحلة المراهقة، فبالصداقة والحوار يتعرف الأب والأُم إلى تصرفات أولادهما خارج المنزل، فالتحديات كبيرة ولو لم تكن هناك تربية سليمة وحوار متصل، ستتنامَى هذه العلاقات والجرائم التي تقع. لهذا، فأنا من مدرسة الحوار". ويتهم جاسر وسائل الإعلام "بلعب الدور الرئيسي في انتشار ظاهرة الحب بين المراهقين، وما ينتج عنها من تداعيات سلبية"، موضحاً "أن حجم المسلسلات والأفلام التي تتحدث عن الحب وتُقدم قصصاً غير حقيقية ولا تتناسب مع مجتمعاتنا، إضافةً إلى أجهزة الاتصال الحديثة، وما تتمتع به من تقنيات عالية، كلها أسهمت في سهولة تكوين العلاقات والتعارف بعيداً عن أعين الأهل".

 

انفتاح:

بدورها، تشدد نانيس جمعة (مذيعة تلفزيونية، متزوجة ولديها طفلة) على "أهمية الانفتاح بين الأُم وابنتها"، وتتابع قائلة: "كنت صديقة لأمي، أحكي لها عن أي شيء ومازلت، وسأتّبع الأسلوب نفسه مع ابنتي. ومع أنني لم أمر بتجربة حب المراهقة، وتزوجت الشخص الوحيد الذي أحبته، فإنني أنصح كلّ أم بأن تكون صديقة لبناتها". ويبدو أن لدى نانيس تفسيراً لبقاء علاقات الحب بين المراهقين في الظلام، حيث تقول: "إنّ البنت تخشى عدم تفهُّم أمها مشاعرها، نتيجة الثقافة التي تربَّينا عليها، أمّا لو كانت هناك صراحة بين الأُم وابنتها، فمن المؤكد أنها لن تتردد في البوح لها بكل مشاعرها".

 

الثقافة الجنسية:

من جهته، وإذ يفسر مهند إسكندر (صيدلي، متزوج) أسباب انتشار حالات الحب الوهمي بين المراهقين، يلفت إلى أنّه "عائد إلى غياب دور الأُم وحتى الأب في تعليم أبنائهما السلوكيات السليمة والصراحة المتبادلة بين الآباء والأبناء، بحيث يثق الأبناء بنصائح الآباء، ما يحميهم جميعاً من ارتكاب سلوكيات خاطئة".

ولا يعفي مهند المدرسة من المسؤولية، حيث يشير إلى أن "غياب المدرسة عن دورها التربوي، وغياب الوعي لدى شريحة كبيرة من الآباء والأُمّهات، مع التطور المذهل في عالم الإعلام والاتصال، أدّى في النهاية إلى دخول الأولاد والبنات في علاقات مرفوضة مجتمعيّاً، تنتج عنها كوارث أخلاقية، كان يُمكن تلافيها لو قامت كل مؤسسة بدورها في التربية".

 

توجيه:

عن الأسباب المؤدية إلى جُنوح المراهقين والسِّمات النفسية التي تُميّز هذا اللون من المشاعر، يتحدث رئيس خدمة المجتمع للصحة النفسية، راشد المهيري، حيث يقول: "لا شكّ في أنّ العاطفة موجودة داخل كل إنسان، وتزداد حدتها في هذه المرحلة العمرية، والتي نُسمّيها مرحلة المراهقة"، لافتاً إلى أنّه "إذا لم يتم توجيه هذه العاطفة إلى مسارها الصحيح، فإنّها تصبح مشكلة". ويضيف: "لو كان الشاب أو الفتاة في هذه المرحلة يتمتع بحب بين أهله ومجتمعه، ولو أدرك أنّه بعد أن يتخطّى هذه المرحلة العمرية، سيأتي اليوم الذي يستطيع فيه تفريغ عاطفته بشكل صحيح، مع الإنسانة المناسبة التي سيرتبط بها وتصبح زوجة له، لَمَا وصلت العلاقة بين الشاب والفتاة إلى هذه الدرجة الخطيرة، وارتكاب الجرائم باسم الحب". ويُرجع راشد المهيري بقاء علاقات الحب بين المراهقين في الظلام إلى "أنّ المراهق يَعي جيداً أن ما يفعله خطأ، ولكن نظراً إلى حداثة سنّه وعدم اتّزانه، فهو لا يُحسن تقدير عواقب ما أقْدَم عليه، وهذا ينطبق على المراهق والمراهقة على حد سواء". وفي سياق تفسيره الأسباب التي تدفع بالعلاقات بين المراهقين إلى مثل هذه النهايات المأساوية، يوضح راشد المهيري "أنّ الأمر عائد إلى تقصير في التربية". ويقول: "أعني بذلك ثلاثيّة البيت والمدرسة والمجتمع، لأن أي خلل في هذه الثلاثية يؤدي إلى نتائج سلبية لا حصر لها، فالتضارُب الحاصل بين قيَم يتربّى عليها الطفل والمراهق في بيته، وتلك التي يراها في الشارع والمدرسة، يخلق لديه حالة من التشويش، تجعله غير قادر على تقييم المواقف بشكل صحيح. في حين أنّه لو كانت هناك حالة من التكامُل بين عناصر المنظومة المؤثرة فيه، لكان في استطاعته أن يفكر بشكل منطقي. بالتالي، فهو لن يصل إلى تلك النهايات الكارثية". وينفي راشد المهيري تأثير التكنولوجيا في زيادة هذه الظواهر إذ يقول: "التكنولوجيا الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي، لها تأثيراتها السلبية والإيجابية مثل أي شيء آخر، فإذا استخدمناها بشكل سليم واستطاعت المؤسسات الثلاث التي ذكرتها، وهي البيت والمدرسة والمجتمع، أن تتكامل في ما بينها، سيكون تاثيرها السلبي محدوداً جدّاً لأنّ الأساس قوي، أمّا لو افتقدت التكامُل في ما بينها، فلا شكّ في أنّها ستفسح في المجال للتأثيرات السلبية".

 

استعداد:

هل لدى الفتيات المراهقات درجة أكبر من الاستعداد للوقوع في فخ الحب الوهمي؟ سؤال تجيب عنه الأخصائية النفسية أمل محمود، لافتةً  إلى "أنّ الفتاة المراهقة، أكثر استعداداً بالطبع للوقوع في فخ الحب الوهمي، نظراً إلى ما تتمتع به من مشاعر حساسة ورقيقة". وتقول: "لكن هناك من بين المراهقات، مَن هي أكثر عرضةً للوقوع في مثل هذا الحب". ومن النماذج التي تقدمها أمل محمود: "الفتاة التي سبق لها المرور بتجربة عاطفية جارحة، فهذه الفتاة تبحث عَمَّن يُداوي جراحها سريعاً ويتقرَّب منها ويتفهم ظروفها، كذلك الفتاة التي تعيش في أسرة مفككة، فهي تقع فريسة للحب الوهمي، لأنّها تكون في حاجة إلى مَن يعوّضها عن المشاعر التي تفتقدها في أسرتها، كما أنّها تريد أن تثبت لنفسها أنّها مرغوبة ومُتوازنة عاطفياً".

وتضيف أمل محمود نوعية أُخرى من الفتيات الأكثر عرضة للوقوع في الحب الوهمي، وهي: "الفتاة التي تكون على درجة متواضعة من الجمال، لأنها تكون قلقة ومتخوّفة من ألا تجد شريك الحياة المناسب الذي يُعْجَب بها". وتضيف أيضاً: "الفتاة التي تكون وحيدة والديها، فهي تشعر بالوحدة دائماً، إضافةً إلى إفراطهما في تدليلها وتنفيذ كلّ أوامرها"، مُشيرةً إلى أنّ "هذه النوعية سرعان ما تقع فريسة ما يُسمّى الحب في مرحلة المراهقة. هذا وقد أظهرت بعض الدراسات، أن وحيدة والديها أكثر عرضة للفشل في علاقاتها العاطفية".

 

أمّهات مراهقات:

 من ناحيتها، تُوجّه مديرة إدارة الاتصال فاطمة عيسى، أصابع الاتهام إلى المسلسلات والأفلام، وخاصة التركيّة منها، وتقول: "إنّ للإعلام دوراً كبيراً في ما نراه الآن، فالمسلسلات والأفلام، خاصة التركية منها، تُعزز المفاهيم الخاطئة لدى الشبّان والبنات في مرحلة المراهقة، حيث إنّها تُروّج للحب والغرام ولعواطف مُتأجّجة في مرحلة المراهقة". وتشير إلى أنّه "مع غياب التوجيه الأسري، أصبحنا نرى في مجتمعنا العربي حالات تنتج عنها كوارث أخلاقية ومجتمعية".

وتضيف: "الشيء الذي أحارُ فيه، هو أن أجد الأم منصرفة مع ابنتها في متابعة المسلسل التركي، أي أنّ الأُم نفسها تعيش مراهقتها مع ابنتها، من دون أن تُظهر لها الجوانب السلبية وعدم واقعيّة ما يُعرض على الشاشات، ومدى تعارضه مع قيمنا المجتمعية وثوابتنا الدينية، التي لو حافظنا عليها ورسّخناها في أطفالنا منذ الصغر، ما وصلت الحال بأولادنا وبناتنا إلى ما هُم عليه الآن". وتُشدد فاطمة عيسى على "أهمية وجود قنوات مفتوحة للحوار بين الأهل والأبناء والبنات، من أجل تربية جيل صالح"، مؤكدةً "أنّ الحوار بين الآباء والأبناء، كفيل بالحد من تداعيات مثل هذه العلاقات التي تنشأ في الظلام، ولا يفيق ولي الأمر إلا على كارثة، كتلك التي تنشرها الصحف، وتلك التي تمتلئ بها المؤسسات، المختصة بالتعامل مع هذه النوعية من القضايا الخطيرة التي تُهدّد الأسرة والمجتمع".

 

الوازِع الدِّيني:

دور الوازع الديني في تربية الأبناء التربية السليمة، هو ما يؤكده كمال طاهر (إمام وخطيب مسجد)، مُشدّداً على "أنّ حوار الأب مع ابنه والأُم مع ابنتها، وحرص الآباء والأُمّهات على أن يكونوا قُدوة حسنة لأبنائهم في صلاتهم وتعاملهم مع خلافاتهم، وغرس الوازع الديني والعادات والتقاليد منذ الصغر، كلّ ذلك هو الذي يحميهم في مرحلة المراهقة، التي تشهد تحولات كبيرة لدى الجنسين". ويُدلل كمال طاهر على كلامه، بما كان يفعله الرسول (ص) حيث يقول: "لقد كان الرسول يُقبّل ابنته فاطمة بين عينيها ويقول لها: "يا رَيْحَانَة رسول الله"، ويُجلسها إلى جواره ويغمرها بحُبّه". ويختم، مشيراً إلى "أنّ مثل هذا الحب الأبوي الصافي، كفيل بحماية الأبناء والبنات من الوقوع في كثير مِنْ مَواطِن الزَّلَل".

ارسال التعليق

Top