• ٢٦ كانون أول/ديسمبر ٢٠٢٤ | ٢٤ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ
البلاغ

أريد أن أكون مثالية...

أسرة

أريد أن أكون مثالية...

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
أما بعد...
أنا فتاة في الـ 15من العمر،أعاني من عدة مشاكل، أهمها:
أشعر بالملل الشديد، أتضايق من كل شيء و كرهت كل شيء، حتى الناس بل و حتى أسرتي و صديقاتي، كرهت الدراسة و لم أعد أهتم بدروسي مما جعل علاماتي تقل مع العلم أنني فتاة مجتهدة أو بالأحرى كنت كذلك، أهملت ديني من كل النواحي حتى أن اهتماما بالجنس الآخر بدأ يتولد لدي، كل هذا و ليس لدي أبسط عذر.
أريدكم أن ترشدوني إلى العلاج، دلوني كيف أوفق بين الأمور الدينية و الدنيوية،
مثلا كيف أتعامل مع الأنترنت دون الغرق في المحرمات،كيف أحافظ على وقتي، كيف أكون متفتحة وأتعامل بسهولة مع الآخرين، او باختصار أريد أن أكون مثالية.
مع جزيل الشكر و خالص التقدير.


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة وبعد..
هذه الأسئلة وربما أسئلة أخرى كثيرة تدل على أن حالتك صحية وأن بلوغك طبيعي وسليم وأن بلوغك الجسمي يقترن بمقاربة بلوغك العقلي المؤدي إلى نضجك ورشدك إن شاء الله.
في سن البلوغ يحس الإنسان بأنه بات مسؤول عن نفسه وأنه لابد من أن يفكّر بمستقبله ومصيره وأن يحدد ذلك المستقبل بنفسه.. قد يستعين بالآخرين ولكنه يريد أن تكون القيادة بيده، وهذا من حقه لأنها حياته ولأن ذلك المستقبل غده وهو الذي يجني ثمرة تصرفاته الحسنة أو يدفع فاتورة أعماله السيئة ـ لا سمح الله ـ.
هذا القلق من أجل التكامل والنجاح وبلوغ الصفات المثالية.. قلق طبيعي ومبارك لأنه يدفع بالإنسان إلى سلوك طريق الفلاح وبالتالي بناء ذاته وتكميل ملكاته الحميدة.
قال تعالى: (يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه) (الإنشقاق/ 6).
ولكن لابدّ أن يكون دفع القلق واتجاهه إيجابياً، نحو البناء والتكامل، لا نحو اللاأبالية والإهمال أو نحو التذمر والضجر والكسل أو كما تجده عند بعض الشباب اللذين تدفعهم روح التحدي والشعور بالاستقلالية نحو التمرد على الأشياء من حولهم والثورة على الأعراف والتقاليد، وكأنهم يرون في عدم الالتزام كسباً لحريتهم.
ولكن الواقع أن عدم الالتزام والتسيب السلوكي ليس حرية ولا عزة للنفس لأنه سيجعلها أسيرة الهوى والشهوات ويفقدها سيطرة العقل وإرادته القوية في ضبط السلوك.. فلا حرية فوق العقل الذي يجب أن يبقى السيد القوي الحاكم ليختار ما ينفع الانسان ولا يضره.
فلابدّ إذن من العودة إلى النفس والعمل لهدوئها واستقرارها حتى تواصل دربها بسكون وطمأنينة وتختار لها ما يزيدها زينة وكمالاً، لا ما يحط من شأنها.
البداية أن نكون أصدقاء أوفياء ومخلصين لأنفسنا، نحبها ونعمل لعزها ورقيها ونداريها ونرعاها بما يريحها ويحرسها من كل سوء.. من كل نية سيئة أو عمل غير صالح.. ومن ثم نأخذ بها نحو كمالها.. نحو الله تعالى والتخلّق بأخلاقه.. نحو طلب العلم واكتساب الفضائل من خلق كريم، من الرحمة والحلم والجود والكرم وحبّ الآخرين.. أن نحب لهم ما نحب لأنفسنا.
ولابدّ لنا في هذا الطريق أن نقدر ونتذكر دوماً نعم الله تعالى علينا.. فالإنسان خليفة الله وأعز المخلوقات عنده وخلق كل شيء من حوله وسخره له، لسعادته وعرفه طريق الدين الذي فيه رقيه ورفاهه، سعادته وسلامته، فليس في الدين شيء حرام إلا وكان مضراً للإنسان مدمراً لحياته، وليس فيه شيئاً واجباً إلا ما كان سبباً لسعادته وضرورياً لنجاته، وعلينا أن نفخر بأن الله تعالى قد اختار لنا الاسلام ديناً تجتمع فيه الدنيا والآخرة، تسمو به الروح كما تزكو به الأبدان.
والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
وإذا ما توفرت النية السليمة وسلكنا طريق العمل الصالح فلا تقلق كثيراً لأن الله تعالى سيأخذ بأيدينا نحوه، قال تعالى: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين) (النعكبوت/ 69).
إذن لنبدأ صباحنا بالصلاة وذكر الله ونطلب منه الهداية والعون والتسديد ونعقد العزم على أن تكون أعمالنا صالحة نافعة، أن تكون خطواتنا لتأهيل أنفسنا، لسترها وطلب الحلال وخدمة المجتمع.. ولو بخطوات بسيطة، وقد نخطأ، فالإنسان خطاء بطبعه ولكن نعود ونستغفر ونواصل الطريق، وسنجد أبواب التوفيق تفتح أمامنا، الواحدة تلو الأخرى، وسنجد أيامنا حلوة بذكر الله وطاعته وستغمرنا السعادة والشعور بالرضا، حينما تكون حياتها مفيدة وهادفة، وسنحب الحياة ونحب أنفسنا ونحب الآخرين أيضاً.
أخيراً، لابد من أن نعلم أن الأشخاص الموفقين في دنياهم هم القادرون على تنظيم أوقاتهم وإدارة أعمالهم.. ونجد في تراثنا الاسلامي وصية خالدة للإمام علي بن أبي طالب يوصي المسلمين بها: (أوصيكم عباد الله بتقوى الله ونظم أمركم..)، فالتقوى حارس أمين وهو خير الزاد للآخرة ونظم الأمور تسهل علينا ظروف الحياة، وتهيئ لنا أسباب التوفيق والنجاح، ويحتاج كل ذلك إلى إرادة قوية وبرنامج مناسب للاستفادة من الوقت والطاقات.
وعلينا أن نعلم أن الانترنت كغيره يمكن أن يكون نعمة أو نقمة بحسب طريق الاستفادة منها وفي كل الأحوال يجب تحديد الاستفادة منه بزمن معين حتى لايضرنا.
ومن الله التوفيق.

تعليقات

  • نهى حيدر

    حبيبتي بدي ريحك وراح اقول انو هذا طبيعي ولكن عليك التركيز اكثر في تصرفاتك ... شوفي راح ابدي معك من الاول انا نهى عمري 14 سنة يعني الفرق بيني وبينك سنة وحدة واا كمان مثلك عم مر بنفس الظروف نفسها بالضبط ...بس اناعم حاول اتجاوز كل شي وبأذن الله راح انجح بديت شوي شوي ابدي انت كمان معي يمكن راح تكولي انا جربت بس ماضبط لا لاثيئسي حاولي كمان وكمان مافي شي يكدر انو يوقفك عن الشي الي انت بتريدي الا الله وحده وان شاء الله الله حيؤف معك

ارسال التعليق

Top